الطب البديل – فوائده، أنماطه وأهمُّ المشكلات التي تواجهه
تدقيق لغوي: أ. موانا دبس
قائمة المحتويات
ما هو الطب البديل؟
الطب البديل هو مجموعةٌ من الممارسات الصحية والأدوات العلاجية المُستخدمة والمختلفة بشكلٍ أو بآخر عن الطب التقليدي المُعتمد. أما الطب المُكمّل، فهو نوعٌ من العلاجات التي تُستخدم مع الطب التقليدي لزيادة فعالية العلاج أو إكمال النواقص. الطب البديل أو الطب المُكمِّل موجودٌ منذ عدة قرون، حيث استخدم الإنسان في الماضي الأعشاب والنباتات المتُنوعّة بغرض العلاج والتشافي، ومع تقدُّم العلوم أصبح الطب التكميلي فرعاً يُدرّس في الجامعات.
نشط الطب البديل في الآونة الأخيرة، خاصةً طب الأعشاب في علاج بعض الأورام دون نتائج دقيقةٍ مثبتة، وكذلك درج استخدام الحجامة، خاصةً بين الرياضيين لما لها من فوائد في تنشيط الدورة الدموية، وتخفيف الآلام العضلية، ولكن هل الطب البديل آمنٌ دائماً، وما هي شروط التعامل به، وماهي فوائده؟ [1]
فوائد الطب البديل
1- يساعد في تحسين الأعراض العامة التي يفتقر الطب التقليدي لإيجاد حلٍّ لها، كعلاج التعب، والمساعدة في علاج القولون العصبي، وبعض الأعراض الهضمية، كالإمساك.
2- للطب البديل فائدةٌ في علاج اضطرابات المزاج، والقلق، وكذلك تعزيز المناعة.
3- يُعتبر الطب البديل أقل تكلفةً، وأرخص ثمناً مقارنةً بالطب التقليدي المُعتمد.
4- قد يكون الطب البديل في بعض النقاط أقل آثاراً جانبيةً من الأدوية التقليدية.
5- له دورٌ تكامُلي مع الطب التقليدي، كما في حالات استخدام التدليك، وتقويم العظام، والعلاج بالتأمُّل. [2]
ما هي أنماط الطب البديل؟
هناك أشكال مختلفة من الطب البديل، ومن أهمها: [3]
1- الحجامة
تُعتبر الحجامة من أهمّ أنواع الطب البديل الموجودة حالياً، حيث تعود إلى الثقافة الإسلامية، كما استخدمت قبلها في الحضارة الصينية، والمصرية القديمة، وتعتمد على استخدام جهازٍ يشبه الكوب، وتطبيق آلية الشّفط لسحب الدم بعد إجراء جرحٍ صغيرٍ بطريقةٍ معقّمةٍ في الجلد، وقد يتمّ تطبيق هذا الضغط السلبي دون جرح الجلد، حيث يوجد نوعان للحجامة: الحجامة الجافة، والحجامة الرطبة، وتُعتبر الحجامة ذات فعاليةٍ مهمة في علاج العديد من الحالات المرضية أهمّها الشقيقة، والأمراض المناعية، وتأخر الإنجاب.
وحتى الآن لا توجد آلية تأثيرٍ واضحةٍ ودقيقةٍ للحجامة بالرغم من النظريات المتعدّدة التي تشمل تنشيط الدورة الدموية، وتحفيز مناطق الدماغ المختلفة، وكذلك تنقية الدم من السُّموم، وغيرها. على الرغم من أهمية الحجامة، إلا أنه يجب الانتباه إلى ضرورة تطبيقها من قبل مختصٍّ متدرّبٍ جيداً، ومراعاة العقامة، والانتباه إلى خطر النزف عند مُستخدمي المُميّعات العلاجية.
2- الوخز بالإبر
يعود استخدام هذه التقنية إلى معتقداتٍ صينيةٍ قديمة حول مسارات الطاقة في الجسم، حيث يُستخدم الوخز بالإبر الصينية حالياً في علاج العديد من الأمراض، وذلك باستخدام إبرٍ فولاذيةٍ صغيرةٍ جداً معقّمةٍ لتحرّض أماكن معينة، وتحفيز نقاطٍ محددةٍ في الجسم عبر الجلد تستمر الجلسة من 20 – 30 دقيقة مع التأكيد أن هذه الآلية غير مؤلمة على عكس ما تُظهره الصورة العامة.
ومن أهمّ التطبيقات العملية للوخز بالإبر هو علاج الصداع النصفي، والتشنُّجات العضلية، وآلام الدورة الشهرية، وعلاج آلام القولون العصبي، إضافةً إلى السيطرة على التوتر، وغيرها من الأمراض. هناك فرضيات عديدة حول آلية التأثير، ولعلّ أهمّها هي نظرية تحفيز الدماغ، وإفراز إنزيماتٍ معاكسةٍ للألم أهمها: السيروتونين، والإندورفين.
إضافةً إلى دور الإبر الصينية التقليدي يمكن للمُمارس إضافة مُحفّزاتٍ كهربائيةٍ بسيطةٍ لتعزيز التأثير، ولكن لكي نحصل على نتيجةٍ جيدة يجب القيام بها بأيدٍ مختصّةٍ ماهرة، والتأكيد على التعقيم والنظافة للوقاية من العدوى والالتهاب.
3- طب الأعشاب
هو استخدام أي نوعٍ نباتي أو عشبي من أجل العلاج، ويُعتبر طب الأعشاب من أقدم أنواع العلاجات المُستخدمة، حيث وجدت بردية إيبرس التي كتبها المصريون القدماء في العام 1550 قبل الميلاد تقريبًا، والذي وصف الاستخدامات الطبية لأكثر من 850 نباتًا. توجد العديد من الأعشاب المفيدة في علاج الأمراض، وتحسين الصحة العامة، سنذكر بعض هذه النباتات، والتي تُستخدم بصورةٍ موثوقةٍ للعلاج:
● عشبة كوهوش السوداء: تستخدم في علاج آلام تقلُّصات الدورة الشهرية.
● الثوم: يفيد صحة القلب، والأوعية الدموية، وكذلك خفض الكوليسترول.
● الزعتر البري يستخدم في علاج السُّعال والأعراض التنفُّسية.
● اليانسون والشاي الأبيض يُستخدم في تعزيز المناعة.
4- العلاج الجسدي
يضمُّ اليوغا، والتدليك، والتاي تشي، والعلاج بتقويم العمود الفقري، تساعد اليوغا بشكلٍ عام على تنظيم حركات التنفُّس والاسترخاء، وهناك بعض الدراسات تشير إلى دورها في تعزيز صحة القلب، وتعتمد طرق التدليك والعلاج بتقويم العمود الفقري والعلاج العظمي على تطبيق قوةٍ خارجيةٍ على الجسم، للمساعدة في تخفيف الشدّ العضلي، وكذلك المساعدة على الاسترخاء.
إضافةً إلى ذلك هناك تقنيات التنويم المغناطيسي، والعلاج بالتأمُّل، وغيرها.
ما هي أهمُّ المشكلات التي تواجه الطب البديل؟
1- افتقار الدليل العلمي المُثبت على الفعالية العلاجية لهذه التقنيات البديلة، والدور الصحي المؤكد لها، وكذلك نقص الدراسات الواسعة الهامة في تقييم النفع والضرر.
2- الحساسية: قد تسبّب بعض الأعشاب المُستخدمة في الطب البديل إلى ردّات فعلٍ تحسُّسيةٍ خطيرة قد تكون مميتةً أحياناً.
3- التداخُلات مع العلاجات الدوائية التقليدية: قد تؤدي بعض الأعشاب إلى تداخُلاتٍ خطيرةٍ في حال استخدامها بصورةٍ غير مدروسة أو مشاركتها مع علاجاتٍ دوائيةٍ تقليدية، وقد تكون هذه التداخُلات شديدة الخطورة على الكبد والكلى.
4- قد يؤدي استخدام الطب البديل غير الخبير إلى تأخير العلاج التقليدي الصحيح.
5- مضاعفات النزف عند استخدام الوخز بالإبر الصينية، واستخدام الحجامة عند مرضى الذين يستخدمون المُميّعات. [4]
لذلك يجب توخّي الدقة والحذر عند استخدام الطب البديل، واستخدامه بناءً على استشارة طبيبٍ مختص.
المراجع البحثية
1- Kisling, L. A., & Stiegmann, R. A. (2024, February 26). Alternative medicine. StatPearls – NCBI Bookshelf. Retrieved November 7, 2024
2- Clinic, C. (2024, July 2). What do ‘Complementary’ and ‘Alternative’ medicine really mean? Cleveland Clinic. Retrieved November 7, 2024
3- Types of complementary and alternative medicine. (2024, June 20). Johns Hopkins Medicine. Retrieved November 7, 2024
4- Millstine, D. (2023, December 1). Types of complementary and alternative medicine. Merck Manual Consumer Version. Retrieved November 7, 2024