تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما المقصود بظاهرة الصقيع؟

هو ظاهرةٌ مناخيةٌ طبيعية مرتبطة بانخفاض الحرارة إلى درجة التجمد أو ما دونها أي يتشكل الصقيع (Frost) عندما تنخفض درجة الحرارة أو الهواء المحيط به إلى درجة الصفر المئوي، وبالتالي يتجمد الماء، ويتحول إلى بلوراتٍ جليدية، ومما يسفر عن حدوث الصقيع هو التقاء طبقات الهواء الساخن مع طبقات الهواء البارد، وباعتبار الهواء البارد أكثر كثافةً من الهواء الساخن، فيتجمع على السطح، وهذا يدعى بالانقلاب الحراري. ^[1]

أنواع الصقيع

1- الصقيع المتحرك أو المتنقل

يحدث عندما تتقدم كتلة هوائية باردة إلى منطقة ما، حيث تظهر عدة ليالٍ متتالية في وقتٍ مبكر من الربيع أو وقت متأخر في الخريف تكون فيها الحرارة منخفضةً خلال النهار، كما يوجد رياح تختلف في شدتها وغيومها، وتنخفض الحرارة الدنيا تحت الصفر، وأحياناً ينخفض المتوسط اليومي للحرارة أيضاً تحت الصفر.

2- الصقيع الإشعاعي

يحدث في الليالي الصافية والهادئة بسبب التغير اليومي للحرارة، وفي الغالب يحدث عندما يكون المعدل اليومي للحرارة منخفضاً حوالي (12-13 درجة مئوية)، وفي المناطق الساحلية حوالي (5-6 درجة مئوية)، وفي المناطق الصحراوية (14-15 درجة مئوية)، ونظراً لعدم وجود الرياح تقل حركة الهواء، مما يزيد من تبريد الطبقة الجوية الدنيا ليلاً، وبعد الغروب تبدأ في التكون طبقة من الهواء البارد تستقر فوق السطح بحيث تكون درجة حرارة السطح أبرد من حرارة الهواء على ارتفاع مترين بمقدار (2،5-3 درجة مئوية).

3- الصقيع الإشعاعي المتحرك

يحدث بسبب تحرك كتلةٍ هوائية باردة إلى مكان ما، وبالإضافة إلى إشعاع أرضي ليلاً، وخاصةً عندما تكون السماء صافيةً كلياً، ويحدث الصقيع الإشعاعي المتحرك غالباً عندما تكون درجة الحرارة على ارتفاع مترين بدرجة موجبة، بينما ينخفض على سطح التربة إلى (-2، -3 درجة مئوية).

ولخصائص السطح دور كبير في توزيع الصقيع حتى في الحقل الواحد، فيحدث الصقيع حسب لون التربة، ونوع المزروعات، ودرجة رطوبة التربة، وشكل الحقل الطبوغرافي، وعندما يرافق الجو البارد رياح باردة، فإن أكثر أجزاء الحقل تضرراً هي المفتوحة، والتي تهب الرياح من اتجاهها، وخاصةً المرتفعات. ^[2]

ما هي العوامل المؤثرة في حدوث الصقيع وشدته؟

1- الغيوم

تزداد شدة الصقيع عندما تكون السماء صافية، فالغيوم تحدُّ من شدته حسب كميتها وشدتها، فالغيوم الكثيفة التي تغطي السماء تقلل إلى حدٍّ بعيد من خطر الصقيع إذ تعيد قسماً من إشعاع الأرض إليها ثانية، فتحافظ الأرض على حرارتها، وقليلاً ما تؤثر الغيوم المرتفعة الرقيقة والمتفرقة في الحدّ من شدة الصقيع.

2- الرطوبة

يؤثر بخار الماء الموجود في الهواء والتربة في الحدّ من الانخفاض المفاجئ لدرجة الحرارة، فعندما يتجمد بخار الماء يطلق قدراً من الحرارة تخفض من شدة الصقيع.

3- سرعة الرياح

تزيد سرعة الرياح من عملية الخلط الميكانيكية للهواء في الطبقات الباردة الملامسة للسطح أثناء حدوث الصقيع والطبقات الأدفأ التي تعلوها، وبالتالي تقلل الرياح من خطر الصقيع. أما إذا كانت الرياح شديدةً وحرارتها منخفضة، فتزيد من خطر الصقيع.

4- التيارات الهوائية الباردة

تؤدي التيارات الهوائية الباردة، والتي ترافق الجهات الباردة من المنخفضات الجوية، وخاصةً إذا كانت آتيةً من الشمال إلى انخفاضٍ عام في درجة الحرارة، مما يعرض المحاصيل والأشجار إلى التضرر بالصقيع المتحرك.

5- حالة الأرض الفيزيائية

إن فلاحة الأرض تؤدي إلى زيادة المسامات في التربة، وبالتالي يقلل من ناقليتها للحرارة من الطبقات العميقة إلى الطبقات السطحية، لذلك من الضروري عدم فلاحة الأرض المعروفة بأنها معرضة للصقيع إلا بعد زوال خطر وقوعه، كما أن اللون الفاتح للتربة يساعد في تكوين الصقيع على عكس اللون الغامق.

6- غطاء الأرض النباتي

أثبتت الدراسات العلمية بأن طبقات الهواء فوق العشبية أكثر برودةً من طبقات الهواء فوق الأرض العارية، ويبلغ الفرق على ارتفاع 1متر _ 3 درجة مئوية، لذلك من المفيد قص الأعشاب تحت الأشجار المثمرة ربيعاً للتقليل من خطر وقوع الصقيع على مستوى البراعم.

7- تضاريس الأرض

من المهمّ جداً في دراسة الصقيع معرفة العوامل الفيزيائية التي تؤدي إلى تدفق الهواء البارد، وتجمعه في المناطق المنخفضة، فمن المعروف أنه يفضل زراعة بساتين الكرمة والأشجار المثمرة على منحدرات الهضاب والجبال، ولا ينصح زراعتها في الوديان لارتفاع احتمالية حدوث الصقيع فيها لأن الهواء البارد يتدفق باتجاه المناطق المنخفضة، ويشكل ما يسمّى ببحيرة الهواء، وقد يحصل تلف البراعم والثمار المتشكلة على الأغصان المنخفضة، بينما لا تتأثر الأغصان العالية الموجودة فوق مستوى تجمع الهواء البارد. ^[3]

كيف يمكن التنبؤ بحدوث الصقيع؟

يعتبر التنبؤ بحدوث الصقيع من الخطوات الهامة في مكافحته إذ يعطينا الوقت الكافي لتحضير الأجهزة، والمحروقات، والأيدي العاملة اللازمة لعملية المكافحة، كما أن المعلومات عن شدة الصقيع بدورها تفيد في تحديد الطرق التي يجب اتباعها في المقاومة، وتكثيف أو تقليل إجراءات الحماية من الصقيع.

طرق التنبؤ بالصقيع

 هناك نوعان: (التنبؤ العام، التنبؤ المحلي).

1- التنبؤ العام

وهو عبارة عن التنبؤ الذي يذاع في الراديو والتلفاز، وتقدمه مراكز التنبؤ بالصقيع، ويتضمن تنبؤاً عن الطقس يعطي فكرةً عامةً عن الكتل الهوائية المسيطرة على المنطقة، وعن تحركات المنخفضات، والمرتفعات الجوية، والجبهات الباردة والحارة، وهذا النوع من التنبؤات تصدره مكاتب التنبؤات الملحقة بالمطارات، ومكاتب التنبؤات المركزية لدى الأرصاد الجوية، ولا يفيد هذا النوع في مكافحة الصقيع، وإنما يعطي فكرةً عامةً عن تشكل الصقيع وحدوثه.

2- التنبؤ المحلي

في هذا التنبؤ يجب الحصول على قيم الحرارة الدنيا المتوقعة على مستوى الأرض الواحدة، وخاصةً إذا كانت الأرض المزروعة غير مستوية، حيث إن الحرارة تختلف باختلاف الارتفاع عن سطح التربة أي أنها تختلف باختلاف طبيعة تضاريس المنطقة، وإن هذا الاختلاف ذو تأثير بالغ الأهمية على شدة الصقيع، وطول فترة حدوثه. ^[4]