Skip links

السيتوكينات – أنواعها، آلية عملها وما تأثيراتها الجانبية؟

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

السيتوكينات (Cytokines) مصطلحٌ إغريقيّ يُقسم إلى قسمين Cyto يعني الخلية، وKinos تعني الحركة، وهي عبارة عن بروتيناتٍ صغيرة تعمل كإشاراتٍ كيماوية بين الخلايا، وتكون مسؤولةً عن نضج الجهاز المناعي وتنشيطه لأداء مهمته في التصدي ومقاومة العوامل المُمْرضة الداخلة لجسم الإنسان، عند دخول العامل المُمْرض يقوم الجسم بإنتاج السيتوكينات لتفعيل انقسام الكريات البيض، وتتفعّل بذلك الحدثية الالتهابية.

ما هي الإنترلوكينات؟

هي نوع خاص من السيتوكينات، وتوجد طبيعياً في جسم الإنسان، ويبلغ عددها حوالي مئة وثلاثين نوعاً، وقد تُصنع في المعامل بأشكال دوائية لتزيد من نشاط الجهاز المناعي، وتعدُّ الإنترلوكينات (Interleukins) وتدعى اختصاراً IL مجموعةً كبيرةً من السيتوكينات التي ترسل كإشاراتٍ بين الكريات البيض، وتُرقّم هذه الانترلوكينات بأرقامٍ مختلفة، ولكل منها وظيفة خاصة.

فمثلاً يساعد الانترلوكين 2، على انقسام الخلايا المناعية بسرعةٍ أكبر، ومنه الشكل الدوائي الذي يعمل على معالجة بعض أنواع السرطانات، ويمكن استعمال الإنترلوكين IL-7 وIL-12 للوقاية من السرطانات أيضاً، لكنها بحاجةٍ إلى مزيدٍ من الدراسات. أما الرقم 22، يختص بخلايا البنكرياس، والكبد، والمفاصل، والجلد وIL-17 يفرز من الخلايا التائية المساعدة، والخلايا البالعة، والخلايا التغصُّنية، والخلايا القاتلة الطبيعية NK cells، وبعض الخلايا اللمفاوية.

تفعّل الانترلوكين 33 الخلايا التائية المساعدة، والخلايا البدينة Mast cells، والكريات البيض الحامضية، والبعض من الكريات البيض الأساسية لتحفزّها على إنتاج أنواع أخرى من الانترلوكينات، مثل: انترلوكين IL-4، IL-5، IL-13 التي تحرّض انقسام الخلايا البائية والتائية. أما IL-18 يعمل على إنتاج الإنترفيرون غاما الهام لتنبيه الجهاز المناعي. [1] [2] [3]

أنواع أخرى من السيتوكينات

النوع الآخر من السيتوكينات هي الإنترفيرونات (Interferons)، واختصارها INF التي تساعد الجسم على التصدّي للفيروسات، وتعدُّ الخط الأول للدفاع عن الجسم ضدّ الفيروسات، إذ تعزّز المناعة الفطرية والمكُتسبة، وهي ثلاثة أنواع: [1] [2] [6]

– إنترفيرون ألفا IFN-alfa: تساعد في معالجة السرطان بتثبيط تكاثر الخلايا السرطانية وإنقاصها لتروية هذه الخلايا، وهي أحد الأصناف العلاجية لمرضى سرطان الدم أو اللوكيميا، ولمفوما لاهودجكن، والميلانوما، وساركوما كابوزي.

– إنترفيرون بيتا IFN-beta: وهي من النمط الأول للإنترفيرونات، مثل: إنترفيرون ألفا.

– إنترفيرون غاما IFN-gamma هي من النمط الثاني للإنترفيرونات.

كما تعدُّ الكيموكينات (Chemokines) أحد أهمّ أنواع السيتوكينات التي توجه الجهاز المناعي نحو مكان الإصابة الجرثومية أو الفيروسية، وغيرها من العوامل المُمْرضة، وبذلك تتوجه الكريات البيض بأنواعها، كالبالعات، والخلايا التائية، وتقوم بعملها الخاص، ومن أنواع السيتوكينات الذي يعمل على تنظيم الحدثية الالتهابية، وأيضاً يقوم بكبح الخلايا الورمية هو العامل المنخر الورمية (Tumor Necrosis Factor) أو اختصاراً TNF، ومنها ألفا، وبيتا، وغاما التي تعمل على الخلايا البطانية الموجودة في جدران الأوعية الدموية لتتحكم بنفوذية جدران الأوعية.

توجد أنواع أخرى من السيتوكينات تدعى GM-CSF اختصاراً لــ (Granulocyte-Macrophages Colony Stimulating Factor)، وهي نوعٌ خاص من الخلايا البالعة التي تُفرز من الخلايا اللمفاوية التائية المساعدة لتحفّز تكاثر ونمو خلايا الدم في الحالات الطارئة، مثل: حالات الالتهاب ،والنزف، والتجفاف.

إذ تستهدف هذه السيتوكينات كريات الدم الناضجة أو الأرومات والأنواع الفتية منها، ويلاحظ ازدياد هذا النوع لدى مرضى كوفيد COVID-19 وآخر الأنواع التي سيتمُّ ذكرها هي عوامل النمو المحولة، وهي أكثر من ثلاثين نوعٍ مختصة تعمل على تثبيط الانقسام المفرط للخلايا، وتنظيم التكاثر، والتمايز الخلوي.

آلية عمل السيتوكينات

تقوم الخلايا بإفراز السيتوكينات، وتلقيها في مجرى الدم لتصل إلى الخلايا لتساعد على انقسامها، ونموها، وتمايزها، وذلك بارتباطها مع المستقبلات الموجودة على سطح الخلايا الهدف، والجدير بالذكر أن السيتوكينات تفرز بثلاث طرق مستقلة، هي: [1] [2]

Autocrine-: أو ذاتي الإفراز، وتعني أن إفراز السيتوكينات يتمُّ من خليةٍ معينة لتؤثر على نفسها، فهي الخلية المُفرزة والمستجيبة، مثل: IL-2 المُفرز من الخلايا التائية المساعدة CD4.

Paracrine: أو الإفراز نظير الصماوي، وفيها تفرز الخلية السيتوكينات لتؤثر بالخلايا المجاورة القريبة منها.

Endocrine: وهو الإفراز الصماوي، فتفرز فيها الخلية السيتوكينات لتلقيها في الدم، وتؤثر في خلايا بعيدة عنها.

وتخص السيتوكينات الخلايا المناعية المُصمّمة للقضاء على العوامل المُمْرضة أو تثبيطها، وبعد تفعيل هذه الخلايا تتآزر العناصر الأخرى من الجهاز المناعي لإتمام مهمتها، كما تعمل السيتوكينات للوقاية أو التخفيف من تكاثر الخلايا السرطانية، وتخفّف من التأثيرات الجانبية للعلاج الكيماوي المُستخدم لدى مرضى السرطان، وتُحقن هذه السيتوكينات عضلياً أو وريدياً، وحتى حقناً تحت الجلد.

يحدث زيادة في إفراز السيتوكينات في بعض أمراض المناعة الذاتية، مثل: التهاب المفاصل الرثياني التي تزيد فيه الإنترلوكينات، وخاصةً IL-1 وIL-6 وأخرى من أمراض المناعة الذاتية.

ما التأثيرات الجانبية للسيتوكينات؟

للسيتوكينات تأثيرات جانبية عديدة ومنها تأثيرات عصبية، ونفسية، وأيضاً تأثيرات دموية وجلدية، ومنها: التعب، والصداع، وأحياناً تشبه تأثيراتها الجانبية أعراض الأنفلونزا، مثل: ارتفاع الحرارة، والعروءات، والغثيان، والإقياء، والطفح الجلدي، وتظهر في الفحوص المجراة على المرضى نقص في كريات الدم البيض والصفيحات الدموية.

لذلك يوصى بعدم إعطاء السيتوكينات لمرضى تمزُّق الطحال، ومرضى التحسُّس، والداء المنجلي، ومرضى الألم العظمي، والداء الكلوي الكبدي. تزيد احتمالية إصابة المرضى المُتعاطين للسيتوكينات باحتشاء العضلة القلبية، والسكتة، وخثار الأوردة، ونكس الأمراض السرطانية، وزيادة الحساسية. [4] [5]

المراجع البحثية

1- Paharia، P. T. (2009، December 11). What are cytokines? News-Medical. Retrieved November 21، 2024

2- Elsevier، O. F. [@osmosis]. (n.d.). Cytokines. Youtube. Retrieved November 21، 2024

3- Cytokine release syndrome: Symptoms، what it is & treatment. (n.d.). Cleveland Clinic. Retrieved November 21، 2024

4- Side Effects of Cytokines Approved for Therapy. (N.d.). Nih.gov. Retrieved November 21، 2024

5- Cytokines. (n.d.). Cancerresearchuk.org. Retrieved November 21، 2024

6- Eustice، C. (2008، January 31). How cytokines play a significant role in inflammatory response. Verywell Health. Retrieved November 21، 2024

This website uses cookies to improve your web experience.