Skip links
صندوق خشبي يحتوي على رمل وقطع مختلفة من الفواكه والخضار

السماد العضوي – شروط إنتاجه، أنواعه وطرق تخزينه

الرئيسية » المقالات » منتجات » الأدوية الزراعية » السماد العضوي – شروط إنتاجه، أنواعه وطرق تخزينه

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تعدُّ الزراعة من أهمّ القطاعات الحيوية في العالم لما توفره للإنسان والحيوان من متطلباتٍ غذائية بشكلٍ مستمر على مدار العام، إضافةً إلى جانبها الاقتصادي، لذلك فقد اهتمّ الإنسان بالزراعة منذ القدم، وبذل جهداً كبيراً في استصلاح الأراضي الزراعية وتنظيمها بغضّ النظر عن نوعية الثمار، بهدف سدّ النقص الغذائي والقضاء على شبح المجاعة، وأبدت الدراسات أهمية السماد وأنواعه من سماد عضوي وورقي وكيميائي، ليلعب دوراً هاماً في خصوبة التربة، وتعويضها عن نقص العناصر المطلوبة، حيث أظهرت الأسمدة العضوية دوراً ملحوظاً حتى تاريخ اليوم في تطوير الإنتاج الزراعي، وتحسين التربة.

مفهوم الأسمدة وأهميتها

عبارة عن عناصر معدنية أو مواد عضوية تقدم للأرض الزراعية بهدف إمداد المزروعات بالعناصر الغذائية المطلوبة لتحسين الخواص الطبيعة والكيميائية، وتعتبر التربة المصدر الرئيسي لتغذية المزروعات، فعند زيادة الإنتاج لا يمكن لمحتويات التربة من العناصر أن تكفي المحاصيل الإنتاجية الغزيرة، لذلك يلجأ المزارعون إلى إضافة الأسمدة، والتي يعدُّ أرخصها الأسمدة العضوية، حيث تتجلى أهميتها من خلال:

1- رفع خواص التربة الزراعية فيزيائياً وكيميائياً.

2- رفع مستوى النظام الزراعي.

3- رفع مستوى المنتجات الزراعية.

4- رفع مستوى معدلات الإنتاج.

الأسمدة العضوية

وهي عبارة عن مجموعة مواد عضوية تتألف من أجزاء نباتية أو مخلفات الروث الحيوانية بشرط تحللها بشكلٍ كلي أو جزئي، لكي تندمج بشكلٍ مناسبٍ مع دبال التربة، وتصبح جزءاً منها لتبقى أطول فترةٍ ممكنة بشكلٍ فعال، مما يسهل على النبات امتصاص العناصر المطلوبة بسهولة.

ما هو الدبال؟

هو نتاج تحلل المواد العضوية تحت تأثير الكائنات الحية المختلفة.

شروط إنتاج الأسمدة العضوية

من أهمّ شروط تشكل الأسمدة العضوية الحرارة، ويتمّ إنتاج الأسمدة العضوية عبر تراكمها وتحليلها، مما يساهم في تكوين طبقة الدبال، وتلعب الظروف المناخية دوراً مهماً خاصةً حرارة التربة ونسبة رطوبتها اللذان يعدّان من أهمّ عوامل تكوين وتحليل المادة العضوية.

كما يؤثر المناخ الرطب بشكلٍ سلبي على تشكيل السماد إذ أن برودة التربة والرطوبة العالية تثبط عمل الكائنات الحية الدقيقة المسؤولة عن التحليل، وهناك ثلاثة أنواع من البكتيريا الرئيسية تعمل على تحليل المخلفات الحيوانية والنباتية حسب درجة الحرارة، وهي:

الثيرموفيلك (Thermophilic): وهي بكتيريا مسؤولة عن تفكيك المواد العضوية تحت الظروف الجوية عالية الحرارة. 

ميزوفيليك (mesophilic): وهي بكتيريا مسؤولة عن تفكيك المواد العضوية تحت الظروف الجوية متوسطة الحرارة.

سيكروفيليك (Secrophilic): وهي بكتيريا مسؤولة عن تفكيك المواد العضوية تحت الظروف الجوية منخفضة الحرارة.

ويجب الإشارة إلى أن السماد العضوي قد يكون خليطاً من المخلفات الحيوانية والأجزاء النباتية، وهو غنيٌّ بعنصر الكربون، والذي يُشتقُّ من الروث، أجزاء النباتية، سماد الديدان، حمأة مياه المجاري، وغيرها الكثير من مواد مختلطة تسهم في تزويد التربة بالعناصر المغذية، وبعض الدول قامت باستثمار مخلفات معامل الأغذية، مثل: بقايا معاصر الزيتون، وبقايا ثمار البندورة التي تعمل على تصنيع رب البندورة، خاصةً في دول البحر الأبيض المتوسط. [1] [2]

أنواع الأسمدة العضوية

تتنوع مصادر الأسمدة العضوية، فقد تكون إما من مخلفات حيوانية، أو بقايا أجزاء نباتية، أو مخلفات صناعية، أو رواسب المجاري المائية والفيضانات (التربة الطمية السلتية)، وقد تكون إما صلبة، أو طرية، أو متحللة تتمُّ إضافتها بعدة طرق، وكميات تقدر حسب نوع المزروعات وظروف التربة، وتنقسم الأسمدة العضوية إلى نوعين هما:

1- الأسمدة العضوية النباتية

هي أسمدة يتمّ تصنيعها إما من أجزاء النبات بعد عمليات التقليم أو من منتجات معامل الأغذية، مثل: بقايا ثمار البندورة، كسبة بذور الخروع، السمسم، القطن، وذلك بسبب احتوائها على النيتروجين بنسبة تصل 6,5 إلى 7 بالمئة، مثل: سماد الكمبوست والبيتموس، حيث يتميز الكمبوست بأنه خليط بين المخلفات الحيوانية والنباتية، إضافةً إلى كونه ملوثاً، ورائحته غير مقبولة. أما البيتموس، فهو غالي الثمن بسبب تصنيعه بالكامل من المخلفات النباتية، فيكون أنظف، لكنه أقل قيمةً بالمغذيات من الكمبوست.

 2- الأسمدة العضوية الحيوانية

هي عبارة عن كل أنواع المخلفات الحيوانية سواءً من روث أو مخلفات المجازر، مثل: الدم المجفف، والريش، حيث تحتوي على نيتروجين بنسبة 5 إلى 14 بالمئة، ويقسم إلى قسمين:

السماد البلدي

ويعدّ من أكثر الأسمدة استعمالاً، يتمّ تصنيعه من مصادر حيوانية، مثل: روث الخيول، والأبقار، والأغنام، والأرانب، وزرق الطيور، لكن مشكلته انه لا يمتلك مواد متوازنة من العناصر الغذائية ورائحته كريهة، وقد لا يكون متحللاً بالكامل، ويحتوي على نسبةٍ عالية من المكروبات والأعشاب غير المرغوبة، كما قد يحتوي على طفيلياتٍ ضارة، مثل: الديدان، والحشرات المختلفة، لذلك يتمّ استخدامه بطريقتين هما:

● الطريقة الأولى: ويتمّ استعماله من خلال أخذ جزءٍ بسيطٍ منه، وتخميره ببطء من خلال تعريضه لأشعة الشمس ثم خلطه مع التربة بنسبٍ بسيطة.

● الطريقة الثانية: وهي الأمثل، حيث يتمّ تخميره لمدة عامٍ كاملٍ من خلال حفرٍ خاصة، ويمكن إضافة الماء له، وتكون لها أغطية بلاستيكية، كما هي المستعملة في البيوت البلاستيكية تسمح بمرور ضوء الشمس وحرارتها لتتمّ عملية التخمر، وقيام البكتريا بفعلها، وبعد انتهاء عملية التحليل يتمّ إخراج السماد، ونشره على الهواء الطلق للتخلص من رائحته غير المرغوبة، ويتمّ استعماله بشكلٍ مباشرٍ للمزروعات بكمياتٍ كبيرة أو حسب الحاجة.

ريش الطيور

يعدّ مصدراً جيداً لعنصر النيتروجين، مما يمكننا من مزجه مع المصادر بطيئة التحلل، مثل: نشارة الخشب الأمر الذي يسرع من تحللها.

الطرق المناسبة لإنتاج السماد العضوي

1- بناء حظائر مرتفعة السقوف ومنخفضة الأرضية، وتكون الأرضية صلبةً من الأسمنت لا تسمح بنفوذ السوائل.

2- استعمال فرشة للحيوانات إما من تربةٍ غير ملحية أو من مخلفاتٍ زراعية، مثل: التبن، حطب الذرة، قش الأرز بمعدل 2 كيلو غرام لكل حيوان يومياً.

3- يفضل إضافة جبسٍ زراعي أو صخر فوسفات بمعدل 3 كيلو غرام لكل حيوان يومياً، كما تعمل كبريتات الكالسيوم على الحدّ من فقد الأمونيوم، وتعمل الفوسفات على توفرها بصورةٍ يسهل على المزروعات سهولة الامتصاص.

4- يفضل في مزارع المجترات المنتجة للألبان استعمال فرشات قش الأرز.

الطرق المُتّبعة لتخزين السماد العضوي

1- السماد البارد

يتمّ استعماله في الدول شمال البحر الأبيض المتوسط بسبب برودة الجو، حيث يتمّ جمعه في كومة بدرجة حرارة 30 مئوية تحت ظروفٍ لا هوائية، وتفيد هذه الطريقة في تقليل فقد الأمونيا بالتطاير، ولكنها تزيد من كمية المواد السامة، ويتمّ التقليل منها عبر نشر السماد، وتهويته للتقليل من تأثير المادة السُّمّية على التربة والجذور.

2- السماد الحار

ميزة هذا السماد أن حرارته تصل أثناء التخزين 50 درجة مئوية، ويتمّ تصنيعه على طبقات، حيث يتمّ فرد الطبقة الأولى، وبعد 2 إلى 4 أيام يتمّ فرد طبقة ثانية فوقها وهكذا، ومن ميزات هذه الطريقة أنه يتمّ الاستفادة من الظروف الهوائية واللاهوائية في القضاء على بذور الحشائش الضارة والمسببات المرضية.

3- السماد الناضج

هو سماد يتمُّ توفير كافة الشروط المناسبة له من هواء، ورطوبة، وحرارة 60 درجة مئوية، وبعد عدة أسابيع يتمّ تقليب الكومة لتنشيط عملية تحلل وتسريع تكون الدبال، مما يؤدي لتوفير المادة العضوية، بالإضافة لانخفاض المواد العضوية حتى 50 بالمئة، مما يسهل في توزيعه.

ويفضل إضافة صخور فوسفاتية لتسهيل وجود الفوسفور بصورةٍ ميسرة بالتزامن مع انتهاء نضج السماد، كما يتميز هذا السماد بأنه مناسب للقضاء على كافة بذور الحشائش غير المرغوبة، بالإضافة إلى بقايا المبيدات الحشرية والمكروبات المرضية أو أي مادة نشطة، مثل: المضادات الحيوية، والهرمونات، ولذلك فإن عملية نضج السماد لها دورٌ مهمٌّ جداً في فعاليته.

تأثير إضافة السماد العضوي

إن تأثيره المباشر يتمّ من خلال تحريره العناصر المغذية الكبرى من نيتروجين، وفوسفور، وبوتاسيوم، بالإضافة لاحتوائه على مجموعةٍ من المعادن والعناصر الصغرى، إضافةً لتثبيطه عمل بعض المسبّبات المرضية التي تصيب المزروعات. أما تأثيره غير المباشر، فهو تأثير المواد الدبالية، وبعض المواد الوسطية على خواص التربة الكيميائية والحيوية، والتي بدورها تؤثر على المزروعات، حيث يحتوي السماد العضوي على نيتروجين 0.5 بالمئة، فسفور 0.3، بوتاسيوم 0.5 بالمئة، وتتمُّ إضافة 20 متر مكعب لكل 5 دونم 5000 متر مربع عندما تكون كثافته 1/2 غرام / سنتيمتر مكعب.

ويكون معدل الاستفادة من النيتروجين بنسبة 30 إلى 45 بالمئة و60 بالمئة من الفسفور، و75 بالمئة من البوتاسيوم، كما يساهم الدبال في قدرة التربة على الاحتفاظ بالماء، وسرعة الترشيح، وتحرك الأملاح نحو الأسفل مع مياه الصرف، ويؤثر أيضاً على خواص التربة الفيزيائية مسهلاً تفككها.

مما يسهل حركة الهواء داخل التربة، ونمو الجذور بسهولة، كما يعمل على تحسين درجة حموضة التربة ph، وأكثر الترب التي تواجه مشاكل اتجاهه هي التربة الرملية، حيث تقل قدرتها على تنظيم الأملاح أثناء التسميد به، ويجب التنويه إلى أن فعالية السماد العضوي تختلف باختلاف الفصل، وطبيعة التربة، وطريقة التحضير. [3]

المراجع البحثية

1- Kadner, R. J., & Rogers, K. (2024). bacteria. In Encyclopedia Britannica. Retrieved August 17, 2024

2- Shrestha, P. (2024, March 8). Mesophiles: Definition, habitat, examples, advantages. Microbe Notes; Sagar Aryal. Retrieved August 17, 2024  

3- Review on: The Effect of Mixing Organic and Inorganic Fertilizer on Productivity and Soil Fertility. Scirp.org. Retrieved August 17, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.