Skip links
شاب يعاني من احمرار في وجهه بمنطقة الخدود والذقن

لون البشرة – ما دوره في كشف الأمراض الخفية؟

الرئيسية » المقالات » الطب » لون البشرة – ما دوره في كشف الأمراض الخفية؟

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يدلُّ لون البشرة على العديد من الأمراض الجهازية التي قد تُخفي سبباً خطيراً يهدّد حياة المريض، وتصنيف لون البشرة يكون في المرحلة الأولى من مراحل الفحص السريري التي يقوم بها الطبيب الفاحص، وهي التأمل (Observation)، وتشمل هذه المرحلة فحص لون العينين، والبشرة، واللسان، وبطانة الفم، والأنف أحياناً، والانتباه إلى تعابير الوجه، ونبرة الصوت، والحركة أثناء الجلوس والوقوف.

ما هي ألوان البشرة التي توجه للأمراض عادةً؟

يحدد لون البشرة بالاعتماد على كميات صباغ الميلانين (Eumelanin)، والصباغ البني أو الميلانين القاتم (Phaeomelanin)، الإضافة إلى الهيموغلوبين المؤكسج (Oxyhemoglobin)، وصباغ الكاروتين (Carotenoid)، وعلى هذا الأساس تنقسم ألوان البشرة إلى البيضاء، والسمراء، والسوداء، والوردية، وقد تكون هذه الألوان طبيعيةً أو دالةً على مرض مستبطن.

الدلالات المرضية للون البشرة

إن أكثر الحالات الواردة إلى العيادات تكون:

1- شاحبة البشرة والشحوب (Pallor)

هو نقصٌ في لون البشرة وحيويتها، وتوجد عدة أسبابٍ لظهور الشحوب في الوجه منها ما تكون حالاتٍ خفيفة، مثل: التعب، والإجهاد، وبعض اضطرابات النوم والتغذية، وفي بعض الحالات المرضية، مثل: فقر الدم بأنواعه، مثل: نقص الحديد، أو عوز فيتامين B12.

إذ تقل في هذه الحالات التروية الواصلة عبر أوعية الجلد، وتقل أيضاً كمية الأوكسجين الواصلة للبشرة، فتصاب بالشحوب، لذلك قد تدل البشرة الشاحبة أيضاً على أمراض التنفس، والقلب، والأوعية سواءً كانت نتيجة عوامل التهابية أو مناعية، إضافةً إلى بعض أنواع السرطانات.

2- اللون الأصفر

يدل على الإصابة بأحد أنواع التهابات الكبد إذ ينتج الاصفرار عن تراكم صباغ البيلروبين (Bilirubin) في الدم، وهو صباغٌ ناجمٌ عن انحلال أو تخرب الكريات الحمراء في الكبد، أو نتيجة أي آفةٍ انحلاليةٍ أخرى، مثل: تنافر الزمر الدموية، وفرط نشاط الطحال.

وقد يظهر اللون الأصفر في بعض أمراض الطرق الصفراوية، أو البنكرياس والمرارة، أو الحويصل الصفراوي في حال الإصابة بالحصيات، أو الالتهابات، وبشكلٍ نادر الأورام، قد يكون اللون الأصفر فيزيولوجياً في حال ظهوره لدى الوليد بعد أسبوعٍ من الولادة، ولا تحتاج حالته للعلاج.

3- اللون الأحمر

يشير اللون الأحمر للبشرة على شكل طفحٍ في الوجه ذي حواف محددة أو منتشرة إلى العديد من الأمراض، ويدعى هذا المصطلح في الطب (Erythematous) أو الحمامى التي تأخذ أشكالاً مميزةً في بعض الأمراض، مثل: طفح الفراشة الذي يصيب مرضى الذئبة الحمامية.

وقد يدل احمرار البشرة على حالات التحسُّس من المواد الكيماوية، والغذائية، وغيرها من الأمراض الجلدية، مثل: الحمرة، والتهاب الهلل (Cellulitis)، وتكون مترافقةً مع أعراضٍ أخرى تشير إلى المرض، مثل: الوذمة، والحكة أو حرارة في حال كان السبب التهابياً.

4- اللون الأزرق

أو الزرقة (Cyanosis) كمصطلح طبي يشير إلى نقص الأكسجة، وارتفاع نسبة الخضاب غير المؤكسج، وتقسم الزرقة إلى محيطية ومركزية، حيث تظهر الزرقة المركزية في اللسان والأغشية المخاطية. أما الزرقة المحيطية، فتشمل: الجذع، والأطراف، وتكون لدى مرضى التشوهات الخلقية القلبية، مثل: رباعي فالوت (Tetralogy of Fallot)، أو الأمراض الرئوية التي تؤثر على وظيفة الرئة في أكسجة الدم، وفي حالات الفرفريات (purpura) الناتجة عن اضطرابٍ في عدد الصفيحات الدموية تظهر بقعٌ أرجوانية مزرقة على البشرة.

يصعب تأمل لون البشرة، والتوجه للتشخيص لدى أصحاب البشرة الداكنة أو السوداء، لهذا يستعاض عن ذلك بمراقبة لون الأغشية المخاطية في الفم، والقسم الأبيض من العين. [1] [2] [5] [6]

لون البشرة في اضطرابات التصبُّغ

قد يدل لون البشرة على مرضٍ مستبطن كما ذكر سابقاً، لكنه يدل على الأمراض الجلدية التي تعود إلى أسباب وراثية أو مكتسبة، وأشهرها مرض المهق (Albinism)، وهو مرضٌ وراثيٌّ نادر سببه انعدام صباغ الميلانين في الجلد، فيبدو المصاب ببشرةٍ وردية، وشعر أبيض، وعيون زرقاء، لذلك يخشى هؤلاء المرضى التعرض المفرط إلى أشعة الشمس، ويحذر الأطباء من خطر التحول إلى سرطان الجلد.

أما البهاق (Vitiligo)، فهو عبارة عن مرضٍ جلدي سليم يشكل واحداً بالمئة من سكان العالم، ويظهر البهاق على شكل بقعٍ ناقصة التصبُّغ نتيجة خللٍ مناعي، إذ يشكل الجسم أضداداً تقضي على الخلايا التي تنتج الميلانين، وبالتالي يكون لون البشرة متبايناً، تبدأ هذه الآفات بالظهور على شكل بقعٍ صغيرة على اليدين والذراعين، وتتسع البقع بالتدريج، وقد تكون معممةً أو موضعةً في منطقةٍ محددة، مثل: مخاطية الفم.

وهناك فرق بين البهاق وداء الصدفية (Psoriasis) أو الصداف الذي يظهر على شكل بقعٍ تحمل قشوراً يسهل نزعها عن الجلد. وعلى العكس من حالات نقص التصبُّغ توجد بعض الحالات المرضية التي تزيد فيها كمية صباغ الميلانين، وتدعى بفرط التصبُّغ (Hyperpigmentation)، وتسبّب هذه الحالة مشكلةً نفسيةً لدى المريض، تتمثل بضعف الثقة بالنفس، ومشكلةً بالعلاقات الاجتماعية.

والجدير بالذكر أن البقع هذه غير مؤلمة أو حاكة، وتعود غالباً إلى سببٍ وراثي أو مرضٍ داخلي، مثل: داء أديسون (Adison’s disease) الذي يسبّبه نقصٌ في هرمون الكورتيزول المفرز من غدة الكظر. [3] [4]

ملمس وقوام البشرة وعلاقتها بالأمراض

يكون ملمس البشرة ناعماً لدى الأطفال، ومع تعرضهم للتأثيرات البيئية الخارجية تصبح البشرة أكثر قساوة، وتكثر فيها المشاكل، ولعل أهمّ الأسباب التي تؤدي إلى تغير قوام البشرة هي الجفاف الناتج عن الإسهالات والإقياءات أو الحروق، فتصبح البشرة قليلة الحيوية وجافة، ويجب في هذه الحالة تعويض السوائل، وإعطاء العلاج المناسب حسب الحالة.

أما الحالات المرضية الأخرى، تكون ناتجةً عن أشعة الشمس أو التعرض إلى المواد الكيماوية، وبشكلٍ أخف اضطرابات النوم، والحالة النفسية، إذ يمكن ظهور الهالات السوداء، وحبوب الشباب أو العد Acne، وغيرها من الأمراض، لذلك يجب الحفاظ على البشرة رطبةً ونظيفة، ومراجعة طبيب الجلدية والمراكز الصحية المختصة بشكلٍ دوري. [7]

المراجع البحثية

1- Michelle Llamas،  B. (2020، June 26). Erythema. Drugwatch.com; Drugwatch. Retrieved May 25، 2024

2- Cyanosis. (2023، March 20). Medscape.com. Retrieved May 25، 2024

3- Hyperpigmentation. (n.d.). Cleveland Clinic. Retrieved May 25، 2024

4- MaryAnn De Pietro، C.R.T. (2017، December 4). Hypopigmentation: Causes،  types،  and treatment. Medicalnewstoday.com. Retrieved May 25، 2024

5- Lights،  V. (2018،  March 30). Paleness (pallor): Causes، symptoms، diagnosis، and treatment. Healthline. Retrieved May 25، 2024

6- Website، N. (2024، January 22). Jaundice. nhs.uk. Retrieved May 25، 2024 7

7- Brind’Amour، K.، Ajmera، R.، MS، & RD. (2023، June 21). All about common skin disorders. Retrieved May 25، 2024

Comments are closed.

This website uses cookies to improve your web experience.