Skip links
رسم توضيحي لمفصل الكتف ومفصل الدم والركبة

الداء الرثياني – ما هو؟ أعراضه وطريقة العلاج

الرئيسية » المقالات » الطب » الداء الرثياني – ما هو؟ أعراضه وطريقة العلاج

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

الداء الرثياني، أو الروماتويدي، أو التهاب المفاصل الرثياني (Rheumatoid Arthritis) هو مرضٌ مناعيٌّ ذاتي مزمن يصيب بعض المفاصل في الجسم، ويسبّب فيها تورماً مؤلماً، وهو شائع لدى الإناث أكثر من الذكور والمسنين أكثر من اليافعين، يُشخّص سريرياً ويُعالج دوائياً. يساعد الجهاز المناعي على الوقاية من العوامل المُمْرضة، فهو آلية الجسم الطبيعية للدفاع عن نفسه بإنتاج الأضداد، لدى مرضى الداء الرثياني تهاجم هذه الأضداد أنسجة مفاصل الجسم، فتظهر على المريض أعراض التهابية متعددة.

تشمل المفاصل التي يصيبها الداء الرثياني الأصابع، واليدين، والذراع، والركبة، والكاحل، وأصابع القدمين بشكلٍ متناظر، فيتشوّه شكلها وتتخرب. أما الأعضاء الأخرى التي قد يصيبها الداء هي: العين، والفم، والرئتين، والقلب، والجلد، والغدد اللعابية، وتظهر هذه لدى حوالي أربعين بالمئة من المرضى فقط. [1]

 ما هي أعراض الداء الرثياني؟

توجد لدى مرضى الداء الرثياني أعراض موضعية التهابية في المفاصل، وأعراض أخرى جهازية لا نوعية، وتمتاز بفتراتٍ من النشاط والهجوع، أي يشتكي المريض من الأعراض لفترة، وتختفي لديه في فتراتٍ أخرى، وتشمل الموضعية منها:

1- الألم المفصلي واليبوسة أو التيبُّس (Stiffness)  الذي يزيد صباحاً أو بعد الراحة لفترةٍ طويلة.

2- الاحمرار، والسخونة، والتورم، وهي أعراض تنتج عن أي ردّ فعلٍ التهابي حاصلٍ في الجسم.

أما الأعراض العامة، فتشمل فقدان الشهية، والتعب الناتج عن نوعية الحياة السيئة في حال تشوُّه شكل المفاصل والحمّى، إذ ترتفع حرارة الجسم أعلى من سبعة وثلاثين ونصف درجة مئوية. [1] [2]

ما هي اختلاطات الداء الرثياني؟

يصاب مريض الداء الرثياني باختلاطاتٍ عديدة تؤثر على كل الجسم، ومنها التي تؤثر على العظام خاصة، فتسبّب لها الهشاشة (Osteoporosis)، وهي حالة يضعف فيها العظم، ويكون أكثر عرضةً للكسور. أما الاختلاطات العصبية التي يسبّبها الداء الرثياني، فهي حدوث متلازمة النفق الرسغي (Carpal tunnel Syndrome) الذي يسبّبه انضغاط العصب الناصف بفعل الالتهاب الناتج عن الداء الرثياني في الذراع، فيشتكي المريض من الخدر، والتنميل، وأعراض أخرى تفصيلية.

ولعلّ أكثر الاختلاطات شيوعاً التي يصاب بها مريض هذا الداء هي ظهور العقيدات الرثيانية أو الروماتويدية (Rheumatoid nodules)، وهي انتفاخاتٌ تظهر على شكل كتلٍ سليمة، وخاصةً في المفاصل التي تخضع للضغط، كالمرفق، والركبة، وفي بعض الحالات النادرة تشمل القلب والرئتين.

أما المشاكل الأخرى التي قد تصيب أيضاً العضوين الأخيرين، فهي التهاب الشغاف أو التهاب النسيج الرئوي وتليفه، باعتبار أن الداء الرثياني بشكلٍ عام بآليته الإمراضية أو بالأدوية التي يستعملها مريض الرثياني يضعف من الجهاز المناعي، مما يجعل الجسم عرضةً للإنتانات والأمراض، وأخيراً يعاني بعض المرضى من جفافٍ في العين، والفم، والأغشية المخاطية بشكلٍ عام، ويدعى هذا بداء جوغرن (Sjogren’s Syndrome). [2]

ما هي الاختبارات الموجهة للداء الرثياني؟

بعد الفحص السريري الكامل للمريض، وأخذ القصة الكاملة يتمُّ تحويله لطبيبٍ اختصاصي في الأمراض الرثوية (Rheumatologist) يتم ُّإجراء الفحوص الدموية الموجهة التي تعنى ببعض الأضداد في الجسم كونه مرض مناعي، وهي مختلفة في الحساسية والنوعية، ومفهوم الحساسية هو المقدار الذي يوجه له الضدّ لوجود المرض.

أما النوعية هو أن الاختبار مخصص لهذا المرض بعينه لا لأمراض أخرى، ويمكن قبلها فحص بروتينات الطور الحاد، مثل: البروتين C المعروف بالـ (CRP)، وسرعة التثفل (ESR) اللذان يرتفعان بشكلٍ عام في الحالات الالتهابية. أما الاختبارات الخاصة التي يطلبها الطبيب الاختصاصي هي:

1- العامل الرثياني ((RF) Rheumatoid Factor Test)

وهو عبارة عن بروتين يتمُّ التحري عن وجوده في بلازما دم الشخص المفحوص، وهو اختبارٌ ذو حساسيةٍ عالية ونوعيةٍ منخفضة، إذ يرتفع في عدة أمراض، مثل: الخباثات، ومتلازمة جوغرن، وغيرها، وقد نجده مرتفعاً عند الشخص السليم أيضاً.

2- أضداد السترولين الحلقية (Anticitrullinated Peptide antibody test)

وهو اختبارٌ أكثر نوعيةً للداء الرثياني، لكنه أغلى تكلفة، وهي مناسبة لمتابعة المرض لأن قيمها تنخفض مع المعالجة المناسبة.

3- أضداد النواة (Antinuclear antibody test)

هو اختبار يجرى لدى كل الأشخاص الموجهين للإصابة بالأمراض المناعية الذاتية إذ يرتفع في حالات الإصابة بالذئبة الحمامية الجهازية أيضاً.

وبهذا لا يجوز اعتماد الطبيب على الفحوص المخبرية أو السريرية فقط كل على حدا، بل يجب من أجل تشخيص الداء الرثياني أن يجمع بين الموجهات السريرية، ويدعمها بالاختبارات السابقة. [3] [4]

كيف نعالج الداء الرثياني؟

إن حجر الأساس في معالجة الداء الرثياني هو تخفيف الألم، ومنع تشوه شكل المفصل، أي لا يوجد علاجٌ شافٍ مئة بالمئة من المرض، ويوصف الطبيب بناءً على حالة المريض ومعطياته السريرية بعض الأدوية التي تقسم إلى:

1- مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية أو المعروفة باسم

(NSAIDs non steroidal anti-inflammatory drugs)

وهي مجموعةٌ من الأدوية تعمل على تخفيف الألم والحالة الالتهابية، وهي الإيبوبروفين (Ibuprofen)، والأسبرين (Aspirin)، والنابروكسين (Naproxen)، ومجموعة الكوكسيب (Coxib) التي تعمل بآليةٍ مضادةٍ لسبيل (Cox2)، وتتميز هذه المجموعة بالتأثيرات الجانبية الهضمية الأقل.

2- الستيروئيدات القشرية أو الستيروئيدات (Corticosteroids)

تعمل هذه الفئة الدوائية على التأثير على الجهاز المناعي بتثبيط الأضداد الناتجة، وبالتالي منع تدهور الحالة المرضية لدى مريض الداء الرثياني، ومنها دواء ميثوتركسات (Methotrexate)، وسلفاسالازين (Sulfasalazine)، وغيرها من الأدوية.

3- مثبطات الإنزيم (JAK)

ويدعى (Janus kinase) يلعب دوراً في الآلية الإمراضية لبعض أمراض المناعة الذاتية، ويستخدم عند فشل العلاج، وتدهور الحالة رغم تعاطي الستيروئيدات، ومن هذه الأدوية توفاسيتينيب (Tofacitinib)، وباراسيتينيب (Paracitinb).

أخيراً إن الداء الرثياني مرضٌ مزمنٌ يغير سير حياة المريض، لذلك يجب أخذ المعالجة والمراقبة بعين الاعتبار كيلا تزيد الحالة سوءاً. [4] [5]

المراجع البحثية

1- Rheumatoid arthritis – Symptoms and causes . (2023،  January 25). Mayo Clinic. Retrieved June 25،  2024

2- Rheumatoid arthritis: symptoms،  diagnosis،  and treatment.  Arthritis Foundation. (n.d). Retrieved June 25،  2024

3- HeLthline Editorial Team. (2023،  February 18). Everything you want to know about rheumatoid arthritis. Retrieved June 25،  2024

4- Branch،  N. S. C. a. O. (2024،  May 30). Rheumatoid arthritis. Retrieved June 25،  2024

5- Brazier،  Y. (2024،  June 14). Everything you need to know about rheumatoid arthritis. Retrieved June 25،  2024

This website uses cookies to improve your web experience.