Skip links
أرض زراعية متشققة

الجفاف – أسبابه، أنواعه والآثار الناتجة عنه

الرئيسية » المقالات » الجغرافيا » الجفاف – أسبابه، أنواعه والآثار الناتجة عنه

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما هو مفهوم الجفاف؟

الجفاف هو ظاهرةٌ طبيعية تحدث عندما ينخفض الهطل المطري انخفاضاً ملحوظاً دون المستويات الطبيعية، مما يسبّب اختلالاً هيدرولوجياً خطيراً يؤثر تأثيراً معاكساً في نظم الإنتاج وعلى موارد الأراضي، ويمكن أن يعرف الجفاف على أنه ظاهرةٌ عابرةٌ نسبياً تحدث لفترةٍ زمنيةٍ قصيرةٍ نسبياً.

وذلك بسبب قلة الهطل اللازمة للغطاء النباتي والزراعة، وتدفق الأنهار، وتوفر الماء للاستهلاك البشري، كما أنه ظاهرةٌ جوية مركبة يمكن أن تنشأ جرّاء عدم هطول الأمطار لفترةٍ طويلة تترافق عادةً مع ارتفاع درجة الحرارة، وارتفاعٍ كبيرٍ في شدة التبخر. لذلك تستنزف الرطوبة الاحتياطية في التربة، وتتشكل في ظروفٍ غير طبيعية لنمو المحاصيل، مما يؤدي إلى نقصٍ حاد في الإنتاج الزراعي، وأحياناً إلى انعدامه. [1]

أسباب الجفاف

يعدُّ المناخ بعناصره (الحرارة، الأمطار، التيارات الهوائية في الغلاف الجوي) أحد الأسباب الرئيسية والمباشرة لحدوث الجفاف. أما دور الإنسان، فهو غير مباشرٍ في تشكيل الجفاف، حيث إن: [2]

1- النقص في الهطل بالنسبة للحرارة السائدة، ومقدار (التبخر، النتح) يشكل أحد العوامل الأساسية في تكوين المناطق الجافة وشبه الجافة.

2- الزيادة في غاز ثاني أوكسيد الكربون وغازات الاحتباس الحراري الأخرى في الجو، الأمر الذي يساعد في رفع درجة الحرارة في طبقة الغلاف الجوي القريب من سطح الأرض.

3- تلعب الحرارة دوراً فعالاً في عملية (التبخر، النتح)، والتي تعدُّ بدورها السبب الرئيسي للجفاف بعد المسبّب الرئيسي الأول له، وهو انحباس الهطل، وانعدام الماء.

4- الارتفاع الملحوظ في معدل الأشعة المرتدة من سطح الأرض نحو الغلاف الجوي في المناطق الجافة، ويؤثر ذلك في تقليل الأمطار، فهذا يساعد في تسخين طبقة التروبوسفير، مما يؤدي إلى خمول التيارات الهوائية، وتأثير ذلك في نوبات الجفاف.

ومن العوامل الأخرى التي تساعد على حدوث الجفاف مظاهر السطح وطبوغرافية المنطقة، حيث إنّ:

1- طبوغرافية المنطقة التي ينتج عنها ظروف جفافٍ سيئة في العديد من المناطق التي تقع في الجانب المحمي للسلاسل الجبلية أي في ظل الجبال، حيث يجري الهواء هابطاً، ويسخن بسرعة، ويزداد معدل (التبخر، النتح)، وينقص الهطل أو ما يعرف بتأثير المظلة المطرية.

2- يزيد الجفاف عندما تتعرض المرتفعات الجبلية المداخل التي تسلكها الرياح الهابة من الساحل نحو الداخل.

3- ومن الممكن أيضاً ربط ظاهرة الجفاف بالنينو، وهي عبارة عن تسخين مياه المحيط الهادي الجنوبي الشرقي الاستوائي خارج سواحل البيرو.

ما هي أنواع الجفاف؟

هناك ثلاثة أنواع للجفاف: دائم، فصلي، عرضي. [3]

1- الجفاف الدائم

تتمثل حالاته في المناطق الصحراوية، وفي هذه المناطق من الضروري توفير المياه في كل الأوقات لإمكانية قيام زراعةٍ ناجحة.

2- الجفاف الفصلي

نجد مثالاً عنه في مناخ البحر المتوسط، حيث إن زراعات الفترة الجافة التي تتوافق مع الفترة الحارة في السنة تستلزم الري، غير أن هناك العديد من الزراعات التي تنتج في الفترة المتبقية من السنة، والتي تتلقى كمياتٍ من الأمطار تكفي احتياجاتها من الماء.

3- الجفاف العرضي

يبدو على شكل طفراتٍ مفاجئة من الحالات الجافة، ويمكن أن تلحق تلك الطفرات أضراراً كبيراً بالمحاصيل إذا لم تتمّ عملية تعويضٍ فورية.

أيضاً هناك عدّة تصنيفات لأنواع الجفاف:

1- الجفاف المناخي

هو حصيلة تضافر جميع العناصر المناخية من مطر، وهطل، وحرارة، وإشعاع، وتبخر، ونتح، ورياح، وغيرها، وعناصر أخرى، كالإنسان الذي يخرب الوسط الجغرافي، ويلوثه لدرجةٍ تؤثر في عناصر المناخ الطبيعي، وتسهم في حدوث تقلباتٍ وتغيراتٍ مناخية تزيد من حدة وتأثير الجفاف.

2- الجفاف الهيدرولوجي

يحدث الجفاف الهيدرولوجي عندما ينخفض احتياطي المياه في المصادر، مثل: الطبقات الصخرية المائية والبحيرات، وغيرهما من أماكن تخزين المياه الأخرى، عن المعدل الطبيعي الإحصائي، ويمكن أن يحدث هذا الجفاف نتيجة زيادة انخفاض كمّية الأمطار الساقطة.

3- الجفاف الزراعي

ويتمثل في فترات الجفاف التي تؤثر على إنتاجية المحاصيل أو النظام البيئي في نطاقٍ جغرافي معين، وقد يحدث هذا النوع من الجفاف أيضاً بمنأى عن أي تغير في كميات الأمطار الساقطة، وذلك عندما تتعرض التربة لعوامل التعرية التي تحدث نتيجة استخدام أساليب زراعية غير سليمة تؤدي إلى نقصان كمية الماء المتوفر لزراعة المحاصيل.

ومع ذلك، يحدث الجفاف بمفهومه التقليدي نتيجة انخفاض كميات الأمطار عن المعدل الطبيعي لها، واستمرار ذلك لفترةٍ طويلةٍ من الوقت.

ما هي الآثار الناتجة عن الجفاف؟

الجفاف له تأثيرٌ واسعٌ على الحياة الاجتماعية، والبيئية، والزراعية، والاقتصادية، ومستوى معيشة الإنسان ونشاطه. [4]

1- الآثار الاقتصادية

– يخفض النمو الاقتصادي، وبالتالي يؤثر على مستوى معيشة الإنسان.

– انتشار المجاعة، وذلك يسبّب نقص كمية المياه المستخدمة في الري.

– ازدياد نسبة الهجرة سواءً الهجرة الداخلية أو على مستوى الدول، وبالتالي ارتفاع عدد اللاجئين على المستوى الدولي.

– زيادة التصحر على حساب الأراضي الزراعية.

2- الآثار الاجتماعية

– انخفاض الإنتاجية الزراعية، وبالتالي نقص في موارد الغذاء، ومن ثم انعدام الأمن الغذائي.

– انخفاض مستوى المعيشة، وزيادة البطالة.

– زيادة معدل الوفيات بسبب الأمراض المتعلقة بالجفاف، ونقص الطعام، وسوء التغذية.

3- الآثار البيئية

– يزيد من مخاطر الحرائق بسبب الجفاف الشديد.

– يؤدي إلى نقصٍ في الموارد الزراعية، وموت المحاصيل.

– تآكل وتعرية التربة.

ما الفرق بين الجفاف الخفيف والجفاف الحاد؟

يكون الجفاف خفيفاً إذا كان تأثيره فوق مساحاتٍ صغيرةٍ نسبياً لا تتجاوز عدة مئات من الكيلومترات المربعة ولفتراتٍ قصيرة. أما الجفاف الحاد، فيمتدُّ تأثيره فوق مساحاتٍ واسعة تتجاوز مئات الكيلومترات المربعة، ويدوم تأثيره لفتراتٍ طويلة. [5]

المراجع البحثية

1- What is Drought? | National Drought Mitigation Center. (n.d.). Retrieved June 23, 2024

2- Irc. (2023, November 27). What is drought? Causes, impact & countries most affected. The IRC. Retrieved June 23, 2024

3- حزيّن, م (2017, July 30). أنواع الجفاف. طقس العرب – العالم. Retrieved June 23, 2024

4- تعريف الجفاف. (n.d.). موضوع. Retrieved June 23, 2024

5- جغرافية المخاطر والكوارث الطبيعية .د. فواز أحمد الموسى .(2017-2018). Retrieved June 23, 2024

Comments are closed.

This website uses cookies to improve your web experience.