تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

الثدي الليفي الكيسي (Fibrocystic Breast) هو الآفة الأكثر شيوعاً في الثدي، وسابقاً كان يعرف باسم الداء الليفي الكيسي (Fibrocystic Disease)، لكن توجه الأطباء إلى أنه ليس مرضاً بحدّ ذاته، وأطلق عليه اسم التبدلات الليفية الكيسية (Fibrocystic breast changes) أو الثدي الكيسي الليفي، لأنه يعتبر شائعاً جداً بين السيدات، ويغطي طيفاً واسعاً من الأعراض والتبدلات النسيجية في الثدي.

ما هو الثدي الكيسي الليفي؟

هو مصطلح يدل على وجود مجموعةٍ من التبدلات النسيجية تعطي ملمساً تكتلياً للثدي تعرف باسم نسيج الثدي العقدي أو الغدي، تؤدي هذه التبدلات إلى ظهور أكياس مملوءة بسائلٍ ضمن أحد الثديين أو كليهما. يعتبر حالةً سليمةً وغير سرطانية، ولا يعتبر خطيراً، وقد يكون لا عرضياً عند العديد من السيدات، بينما يسبّب بعض الأعراض المزعجة عند بعضهن، ويكون شائعاً عند النساء بعمر 30 إلى 50 سنة، لكنه قليل الحدوث بعد سن اليأس إلا في حال استخدام العلاج الهرموني. ^[1]

ما هي أسباب حدوث الثدي الكيسي الليفي؟

لم يتمّ تحديد سبب حدوثه بشكلٍ دقيق، لكن تقلب شدة الأعراض مع تغير مستويات الهرمونات خلال الدورة الطمثية يدل على أن وجود الهرمونات، وخاصةً الأستروجين ضرورياً لظهور أعراض الثدي الليفي الكيسي. ^[1]

ما هي عوامل الخطر لحدوث الثدي الكيسي الليفي؟

– العمر: يعتبر أشيع في سن النشاط التناسلي بين عمر 30 إلى 50 سنة، حيث يحدث عند حوالي 50 بالمئة من النساء بهذا العمر.

– استخدام العلاج الهرموني بعد سن اليأس.

– الإكثار من الكافيين ما زالت الدراسات مستمرة، حيث أظهرت بعضها أن التخفيف أو الامتناع عن تناول الكافيين يؤدي إلى تحسن الأعراض.

– إدمان الكحول. ^[2]

ما هي أعراض الثدي الكيسي الليفي؟

1- وجود كتلٍ في الثدي قد تكون لا عرضية، وقد تكون متعددةً أو ثنائية الجانب، وغالباً ما تكون متحركةً وغير مثبتة على الأنسجة المجاورة، وتميل هذه الكتل إلى تغيير حجمها خلال الدورة الطمثية.

2- ألم في الثدي مع وجود إيلامٍ ومضض.

3- خروج مفرزات بلونٍ بني غامق أو أخضر من الحلمة.

4- تورم في الثدي.

5- الظهور أو الاختفاء السريع للكتل.

يشتدُّ الألم، وتميل الكيسة إلى زيادة حجمها في النصف الثاني من الدورة الطمثية (من فترة الإباضة، وحتى حدوث الطمث) بينما تخف هذه الأعراض مع بداية الطمث. ^[3]

كيف يتمّ تشخيص الثدي الكيسي الليفي؟

1- القصة السريرية للسيدة

حيث تقوم المريضة بتفصيل الأعراض المرضية، وخاصةً تعدد الكتل، وتكرار الألم، وتبدل حجم الكيسات، واشتداد الأعراض في الطور الثاني من الدورة الطمثية بشكلٍ خاص يساعد كثيراً في الشك بالتشخيص.

2- الفحص السريري

يقوم الطبيب بجسٍّ دقيقٍ لنسيج الثدي لمعرفة أماكن تواجد الكتل، وعددها، وقوامها، وإذا كانت متحركةً أو مثبتة، ويتمّ أيضاً جسّ العقد اللمفية تحت الإبط، وفي الرقبة، وإذا وجد أي كتلٍ مشبوهة يتمّ طلب باقي الاستقصاءات.

3- التصوير بالأمواج فوق الصوتية (الإيكو)

يعتبر مفضلاً عند السيدات بعمر أقل من30سنة، فله دور في تقييم كثافة نسيج الثدي بشكلٍ جيد، كما أنه دقيق في تفريق الكتل الصلبة عن الكيسات.

4- تصوير الثدي الشعاعي الماموغرام (Mammography)

يعتبر الماموغرام أقل حساسيةً عند النساء الشابات بسبب كثافة نسيج الثدي لديهن، لكنه يعتبر ذو حساسية عالية عند النساء الأكبر سناً اللواتي لديهن نسيجٌ دهني أكبر في الثدي، ويعتبر التصوير الشعاعي الوسيلة الوحيدة لكشف السرطانات غير المجسوسة.

5- الرشف باستخدام الإبرة (Fine-Needdle Aspiration)

في حال أظهرت الاستقصاءات أن الكتلة المجسوسة في الثدي هي عبارة عن كيسة قد يقوم الطبيب بإجراء رشف للسائل الموجود ضمن الكيسة عبر إبرة، وهو إجراء بسيط قد يتمّ إجراؤه في العيادة، وقد يجري بمساعدة التصوير بالأمواج فوق الصوتية (الإيكو).

6- خزعة الثدي (Breast Biopsy)

يتمُّ أخذ الخزعة إما باستخدام الابرة أو بالاستئصال الجراحي، وخاصةً في حال لم تتراجع الآفة الكيسية الليفية بعد عدة دورات أو بعد الرشف، يجب عندها أخذ خزعةٍ منها، وهي استئصال جزءٍ من نسيج الثدي في منطقة الكتل المشبوهة، ودراستها خلويا لنفي الخباثة. ^{[2] [4]}

ما هي الموجودات المجهرية في حالات الثدي الكيسي الليفي؟

1- أكياس دائرية أو بيضوية مملوءة بسائل.

2- أنسجة ليفية.

3- فرط نمو الخلايا المبطنة لأقنية الثدي (فرط تصنُّعٍ بشروي قنوي).

4- تضخم في أنسجة الثدي الغدية. ^[3]

كيف يتمُّ علاج حالات الثدي الكيسي الليفي؟

الحالات غير العرضية من الثدي الليفي الكيسي لا تحتاج إلى علاج. يتمُّ علاج الألم باستخدام مسكنات الألم ومضادات الالتهاب اللاستيروئيدية NSAIDS، مثل: إيبوبروفين، وقد يتمُّ اللجوء إلى استخدام مانعات الحمل الفموية التي تقلل من نسب الهرمونات، وبالتالي تقليل أعراض التغيرات الليفية الكيسية، وفي حال كانت الكيسات كبيرة الحجم يتمُّ: ^{[1] [4]}

● رشفها بالإبرة، حيث تنكمش الكيسة بعد بزل السائل الموجود داخلها، وهذا يؤدي إلى تقليل الأعراض.

● الاستئصال الجراحي في حال تشكل الكيسات لعدة مرات بعد الرشف أو في حال اشتبه الطبيب بأحد الكتل، عندها يتمُّ استئصالها بشكلٍ كاملٍ جراحياً.

هل هناك تعليمات لتخفيف أعراض الثدي الكيسي الليفي؟

1- تجنب الرض على الثديين، واستخدام حمالة ثدي رياضية ذات مقاس مناسب بشكلٍ خاص أثناء ممارسة الرياضة والنوم.

2- تقليل استهلاك الكافيين، مثل: الشاي، والقهوة، والشوكولا.

3- اعتماد حميةٍ غذائيةٍ قليلة الدهون.

4- قد يلجأ الطبيب إلى إيقاف العلاج الهرموني أو تقليل الجرعات إذا كانت السيدة بعد سن اليأس.

5- حمامات أو كمادات دافئة لتخفيف إزعاج الثديين.

6- إعطاء فيتامين E، حيث أظهرت بعض الدراسات أن النساء اللواتي يأخذن 200 وحدة دولية مرتين يومياً لمدة شهر حدث لديهن تحسن في الأعراض، ولكن لم يلاحظ وجود فوائد أخرى لاستخدامه. ^[1]

ما علاقة التبدلات الكيسة الليفية بحدوث سرطان الثدي؟

لم يترافق وجود تبدلاتٍ ليفية كيسية مع زيادة خطر سرطان الثدي، رغم أن الثدي الليفي الكيسي يعدُّ طبيعياً، ولا يشكل خطراً على حياة السيدة، إلا أنه يجب على السيدة مراجعة الطبيب عند ملاحظة وجود أي تشكل جديد في الثدي أو أي تغيّرٍ في الأعراض. ^[3]