Skip links
شخص يشير بأصبعه لطفلة سمراء اللون في المدرسة

التمييز بين الأطفال – أسبابه، تأثيره وطرق التعامل معه

الرئيسية » المقالات » الصحة النفسية » التمييز بين الأطفال – أسبابه، تأثيره وطرق التعامل معه

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يُعدُّ التمييز بين الأطفال موضوعاً مهماً يتناول الاختلافات بين الأطفال في مجالاتٍ متعددة، وكيفية تعامل البالغين مع هذه الاختلافات، حيث تحدد كيفية التعامل مدى التأثير على نموهم وتطورهم المستقبلي.

ماذا يعني التمييز بين الأطفال؟

هو التعامل بطريقةٍ مختلفة أو إعطاء معاملةٍ مختلفة للأطفال بناءً على اختلافاتهم الشخصية أو الخصائص التي يمتلكونها، أي أنه التعامل بشكلٍ غير عادل أو إعطاء معاملةٍ أقل قيمةً لبعض الأطفال، يمكن أن يكون ذلك استناداً إلى العرق، أو الجنس، أو الدين، أو القدرات، أو الثقافة، أو الظروف الاجتماعية، وغيرها من العوامل. [1]

ما هي أسباب التمييز بين الأطفال؟

1- العوامل الاجتماعية والثقافية

تتأثر معايير التمييز بين الأطفال بالتصورات الاجتماعية والثقافية للمجتمع، أي قد يكون هناك تفضيلٌ لبعض الأطفال بناءً على عرقهم، أو دينهم، أو طبقتهم الاجتماعية، أو خلفيتهم الثقافية.

2- القدرات والإعاقات

يمكن أن تؤدي الاختلافات في القدرات العقلية أو الجسدية إلى التمييز، فقد يتمُّ التعامل بشكلٍ مختلف مع الأطفال الذين يعانون من إعاقاتٍ أو صعوبات تعلم، مما يؤثر على فرصهم التعليمية والاجتماعية.

3- الجنس

قد يحدث التمييز بناءً على الجنس، حيث يتمُّ منح معاملة أو فرص أفضل للذكور، مما يؤدي إلى تمييزٍ غير عادل بين الذكور والإناث في المجتمع.

4- الظروف الاقتصادية والاجتماعية

قد يتمُّ التمييز بناءً على الظروف الأسرية للأطفال، مثل: الطبقة الاجتماعية، والحالة الاقتصادية للأسرة، مما يؤثر على فرص الأطفال في وصولهم للخدمات والفرص التعليمية والصحية.

5- الثقافة والتربية

يمكن أن تؤثر القيم والمعتقدات الثقافية في تكوين صورةٍ مسبقة حول الأطفال بناءً على الدور المتوقع منهم، وتوجيه المعاملة نحوهم على هذا الأساس، مما يؤدي إلى التمييز والمقارنة بينهم. [1]

ما تأثير التمييز بين الأطفال على نفسية الطفل؟

يمكن أن يؤثر سلباً على نفسية الطفل بعدة طرق، ومن هذه التأثيرات: [2]

1- انخفاض الثقة بالنفس

عندما يتعرض الطفل للتمييز، ويشعر بأنه غير مقبول أو أن قدراته أقل من الآخرين بسبب صفاته الشخصية، فإن ذلك يؤثر سلباً على ثقته بنفسه، وقد يشعر الطفل بتدني قيمته، مما يؤدي إلى تدهور صحته النفسية.

2- الشعور بالعزلة والاستبعاد

التمييز يمكن أن يؤدي إلى شعور الطفل بالعزلة والاستبعاد من المجتمع، فقد يشعر بالوحدة وعدم الانتماء، وهذا يؤثر سلباً على صحته العاطفية، وقدرته على بناء علاقاتٍ صحيةٍ واجتماعية.

3- الإحباط والاكتئاب

قد يؤدي التمييز المستمر إلى الإحباط والاكتئاب لدى الأطفال، فيشعرون بالعجز واليأس، ويعانون من المزاج المضطرب، وفقدان الاهتمام بالأنشطة التي كانوا يستمتعون بها من قبل.

4- تأثيرات التحصيل الدراسي

التمييز يمكن أن يؤثر على تحصيل الطفل الدراسي وتطوره العقلي، فإذا لم يحصل الطفل على نفس الفرص التعليمية أو التحفيز الذي يحصل عليه الآخرون بسبب التمييز، فسيتأخر في تحصيله العلمي، وسيشعر بالإحباط من قدراته.

5- تأثيرات الصحة العامة

التمييز يمكن أن يؤثر أيضاً على صحة الطفل بشكلٍ عام، فيجعله يعاني من ضغطٍ نفسي مرتفع وتوتر، ويجعله أكثر عرضةً لمشاكل السلوك والصحة النفسية، مثل: القلق، والاضطرابات النفسية الأخرى.

كيف يمكن للآباء والمعلمين التعامل مع التمييز بين الأطفال وتجنب آثاره السلبية؟

هنا بعض الاستراتيجيات التي يمكن للآباء والمعلمين اتباعها للتعامل مع التمييز بين الأطفال، وتجنُّب آثاره السلبية، وهي: [2]

1- التوعية والتثقيف

يجب على الآباء والمعلمين التوعية بأهمية العدالة والمساواة، ومكافحة التمييز، حيث يمكنهم تعريف الأطفال بمفهوم التمييز، ويشرحون لهم أنه غير عادل وغير مقبول، وهذا يجعلهم قادرين على رفض التمييز عندما يتعرضون له، كما يصنع منهم جيل المستقبل الرافض لكل أشكال التمييز.

2- تشجيع التنوع والاحترام

يجب تشجيع الآباء والمعلمين على تعزيز ثقافة الاحترام والتقدير للتنوع في الصف أو المجتمع، حيث يمكنهم تعزيز التعاون والتعايش السلمي بين الأطفال من مختلف الخلفيات الثقافية، والعرقية، والدينية.

3- تعزيز الثقة بالنفس

يجب تشجيع الآباء والمعلمين على بناء ثقة الأطفال بأنفسهم من خلال تعزيز الصورة الإيجابية للطفل، وتشجيعه على تحقيق إمكاناته، ومساندته في تطوير مهاراته، واكتشاف مواهبه.

4- المعاملة العادلة

يجب أن يكون الآباء والمعلمون عادلين في معاملتهم للأطفال من خلال توفير فرصٍ متساويةٍ للجميع، وعدم التفضيل أو التمييز بناءً على الجنس، أو العرق، أو الدين.

5- الحوار والتواصل

فتح قنوات الحوار والتواصل مع الأطفال، أي يمكن للآباء والمعلمين تشجيع الأطفال على طرح تجاربهم ومشاعرهم ومخاوفهم، والاستماع إليهم بدقة، وتقديم الدعم اللازم.

6- النموذج الإيجابي

يمكن للآباء والمعلمين أن يكونوا نموذجاً إيجابياً للأطفال من خلال التعامل معهم باحترام وعدل، وعكس قيم المساواة، والتعايش السلمي في سلوكهم اليومي.

7- التدريب والتثقيف الذاتي

ينبغي على الآباء والمعلمين الاستثمار في تطوير مهاراتهم ومعرفتهم حول قضايا التمييز والتعايش الثقافي عن طريق حضور ورش عمل ودورات تدريبية، لتحسين فهمهم وقدراتهم في التعامل مع التمييز.

دور الآباء والمعلمين في تشجيع الأطفال للتعبير عن مشاعرهم تجاه التمييز بطريقة بناءة

إن تشجيع الأطفال على التعبير عن مشاعرهم تجاه التمييز بطريقةٍ بنّاءة يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على نفسيتهم، ويساعدهم في التعامل مع التحديات، وفيما يلي بعض الطرق التي يمكن للآباء والمعلمين استخدامها: [2]

1- التأكيد والاستماع

عندما يتحدث الطفل عن تجاربه مع التمييز يجب على المستمع تقديم الدعم، وتشجيعه على البقاء صادقاً في التعبير عن مشاعره، وأنه يحق له أن يشعر بالاستياء أو الإحباط لكي يشعر الطفل بالراحة في التحدث، والتعبير عما يشعر به.

2- تعليم المفردات العاطفية

يجب مساعدة الأطفال على تعلم المفردات العاطفية ليتمكنوا من وصف مشاعرهم بشكلٍ أفضل، على سبيل المثال: تقديم مجموعةٍ متنوعةٍ من الكلمات المرتبطة بالمشاعر مثل: “غضب”، “حزن”، “إحباط”، ومساعدتهم في استخدامها عندما يعبرون عن تجاربهم.

3- تشجيع التعبير الإبداعي

قد يجد الأطفال العديد من وسائل التعبير الإبداعي مفيدةً للتعبير عن مشاعرهم تجاه التمييز، فمثلاً يمكن تشجيعهم على كتابة القصص، رسم الرسومات، اللعب بالدمى أو التمثيل للتعبير عن تجاربهم بطرق إبداعية.

4- تعزيز قوة الشخصية لدى الطفل

وذلك عن طريق مساعدة الأطفال على بناء ثقتهم بأنفسهم بتقديم نماذج وقصص إيجابية عن أشخاص يتعاملون بنجاح مع التمييز، وإتاحة الفرص لهم لتطوير مهاراتهم وقدراتهم الفردية.

5- التركيز على الاهتمامات والمواهب الفردية

وذلك باكتشاف ما يحب الطفل، وما يتميز فيه، فقد يكون لديه موهبة في الموسيقى أو أي نشاطٍ آخر تساعده في التغلب على الآثار السلبية للتمييز على نفسيته، لذلك يجب توفير الفرص للتعبير عن هذه المواهب وتطويرها.

 في الختام: نؤمن بأن كل طفلٍ يستحق الاحترام والعدالة، وأن التمييز ليس خياراً مقبولاً، لذا دعونا نعمل جميعاً كأفراد ومجتمعات لتوفير بيئةٍ تعليميةٍ تشجع الأطفال على أن يكونوا أنفسهم بكل فخر، وتحترم تنوعهم، وتمكنهم من تحقيق إمكاناتهم الكامنة بدءاً من اليوم وصولاً إلى المستقبل.

المراجع البحثية

1- Bronson, P., & Merryman, A. (2011b). NurtureShock: New thinking about children. Twelve. Retrieved June 27, 2024

2- Young-Bruehl, E. (2012). Childism: Confronting prejudice against children (First Edition). Yale University Press. Retrieved June 27, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.