تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما المقصود بالتغيرات المناخية؟

هي التحولات في الأنماط المناخية كماً ونوعاً عبر الزمن الطويل، كأن يتحول المناخ من رطبٍ إلى جافٍّ أو بالعكس، أو مناخٍ تهطل أمطاره في نصف السنة الشتوي إلى مناخٍ انحرف هطوله باتجاه نصف السنة الصيفي، أو في حال حدوث انقلاب في الفصول مناخياً.

ومثل هذه الحالات المناخية تعتمد مبدأ الاستمرار، والتكرار، والتردد، ويتطلب مدةً زمنيةً طويلة تتجاوز الدورة المناخية (30 سنة فأكثر)، يؤدي هذا التغير إلى اضطراباتٍ شديدة في الجو يتسبّب في ارتفاع درجة حرارة الكوكب بشكلٍ كبير، والتغير في طبيعة الظواهر الطبيعية مع تدهورٍ مستمرٍ للغطاء النباتي والتنوع البيئي. ^[1]

ما الأسباب التي تؤدي إلى حدوث ظاهرة التغيرات المناخية؟

تقسم أسباب حدوث التغيرات المناخية إلى مجموعتين: الأسباب الطبيعية، والأسباب البشرية: ^{[2] [3]}

1- الأسباب الطبيعية

1- نظرية البقع الشمسية، وتعرف بأنها بقعٌ داكنة اللون مؤقتة تظهر على سطح الشمس، وأشارت بعض الدراسات إلى وجود علاقةٍ محتملة بين النشاط الشمسي ودورات البقع الشمسية تؤدي إلى تغيرٍ ملحوظٍ في المناخ، فعندما يكون النشاط الشمسي أعلى نتيجة وجود مزيدٍ من البقع الشمسية تصدر الشمس مقداراً أكبر من الطاقة يؤدي إلى ارتفاع في درجة حرارة كوكب الأرض، ورغم ذلك فإن تأثير البقع الشمسية على المناخ يعدُّ ضئيلاً مقارنةً بتأثير غازات الدفيئة، مثل: ثاني أكسيد الكربون (CO2)، والميثان (CH4).

2- نظرية حركة (زحزحة) القارات، وارتفاع التضاريس وانخفاضها، واختلال في توزع التيارات البحرية، وتغير مجراها له انعكاس واضح على المناخ، وأي تغير فيها يؤدي إلى تغير المناخ.

3- الانفجارات البركانية: تطلق البراكين بعض الغازات الدفيئة، مثل: غاز ثاني أكسيد الكربون، ولكن بكميةٍ أقل بـ 50 مرة من الكمية التي تنتجها الأنشطة البشرية، لذلك لا تعدُّ البراكين السبب الرئيس لتغير مناخ الأرض، وذلك لأن الجزيئات التي تطلقها البراكين التي تسمّى (الهباء الجوي) تساهم في تبريد الأرض وليس الاحترار.

2- الأسباب البشرية

تعدُّ الغازات الدفيئة السبب الرئيس في التغيرات المناخية المتمثلة في الوقود الأحفوري (الفحم، والنفط، والغاز) إذ تمثل 75بالمئة من انبعاثات الغازات الدفيئة و90 بالمئة من جميع انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، ونظراً لتواجدها في الغلاف الجوي، فإن الانبعاثات الدفيئة تحبس حرارة الشمس.

وهي ما تعرف بغازات الاحتباس الحراري، وعادةً ما يكون مصدرها طبيعياً، ولكن غالباً مصدرها بشري (من صنع البشر) من خلال قطع الأشجار، حيث يزيل الإنسان الأشجار لخلق مساحةٍ للزراعة أو لإنشاء المباني، مما يساهم في حدوث ظاهرة الاحتباس الحراري.

فعند قطع الأشجار ينبعث غاز ثاني أكسيد الكربون المخزن فيها ليتراكم في الغلاف الجوي، كما إن إزالة الغابات تساهم أيضاً في تغير طبيعة سطح الأرض، فتصبح مكشوفةً وأكثر عرضةً للشمس، مما يؤدي إلى زيادة معدل امتصاص الأرض للطاقة الحرارية ما يسبّب الاحترار العالمي.

ما هي أنواع التغيرات المناخية؟

تعتبر التغيرات في المناخ بمثابة التذبذبات والتقلبات الجوية ضمن دورةٍ مناخية يمكنها أن تمثل مؤشراً على تحول في المناخ باتجاه التغيير، بناءً على ذلك يمكننا تحديد ثلاثة أنواع من التغيرات المناخية، وهي: ^[4]

1- التغيرات قصيرة الأمد

وهي تغيراتٌ في المناخ تمثل تغيراً في الكم وليس في النوع، أي زيادة ونقصان في القيم الظاهرة، والمدة قصيرة الأمد هي (30 سنة) أي تتوافق مع كونها دورة مناخية واحدة.

2- التغيرات متوسطة الأمد

وتتمُّ خلال فترة تتراوح مدتها بين (30 إلى 100 سنة) بحيث تشمل أكثر من دورة مناخية، ومن خلالها يمكن الكشف عن وجهة تغير ظاهرة في العناصر المناخية أو في الانزياحات المناخية الفصلية، بناءً على ذلك تتردد ظواهر لم تكن مألوفة أو معروفة من قبل، مثل: (رياح معينة، أعاصير غير مألوفة سابقاً، أعاصير شديدة)، وستنعكس مثل هذه التغيرات على البيئة البشرية، وأنماط استغلال الإنسان لبيئته.

3- التغيرات طويلة الأمد

وتمثل انقلاباً أو تحولاً جذرياً في مناخ المنطقة، ومثل هذه التغيرات تتجاوز مدتها (100 سنة)، وتصل إلى عدة قرون، وتمثل تبدلات في المناخ. ويمكن الحكم على هذا النوع من التغيرات المناخية إما بالتحليل الإحصائي أو بالتحليل البيئي من خلال الأدلة التاريخية.

ما تأثير التغيرات المناخية المستقبلية على النظام البيئي والزراعة؟

يعرف النظام البيئي على أنه عبارة عن مجموعة من التفاعلات القائمة بين عناصر المحيط الحيوي، وتتمثل في الغلاف الجوي، والغلاف المائي، والغلاف الصخري، وتشمل أيضاً كلاً من أنظمة الماء، والهواء، والتربة، والمعادن، بالإضافة إلى النباتات والحيوانات: ^[5]

1- تأثير التغيرات المناخية على النظام البيئي

1- زيادة معدلات الفيضان والجفاف في بعض المناطق.

2- نقص عام في الإنتاج الغذائي في معظم المناطق الاستوائية وما تحت الاستوائية.

3- نقص عام في الموارد المائية للسكان في الدول الشحيحة بمصادر المياه.

4- زيادة الطلب على الطاقة من أجل التبريد.

5- زيادة التعرض لموجات الحر والعواصف في بعض المناطق.

6- تباطؤ في التيارات البحرية في بعض مناطق العالم.

7- زيادة معدلات الانقراض في بعض النظم البيئية الهشة.

2- تأثير التغيرات المناخية على الزراعة

1- تفشي الأمراض الزراعية والآفات على نطاقٍ أوسع في بعض المناطق.

2- زيادة أو نقص في الثروة السمكية حسب المناطق الجغرافية المعرضة لتغير مناخي.

3- خسارة في إنتاج الحبوب في الدول النامية، وخاصةً في نصف الكرة الجنوبي.

4- زيادة التبخر من التربة والنباتات.

ما هي الدول الأكثر تأثراً بظاهرة التغير المناخي؟

تعدُّ ظاهرة التغير المناخي ظاهرةً عالمية تتجاوز الحدود الوطنية إلا أن بعض البلدان تقع على الخط الأمامي لهذه الأزمة التي تتميز بأنها سريعة التطور. هناك 10 دول تأثرت بالتغير المناخي، وسنذكر الدول الأكثر عرضةً للتغير المناخي: ^[6]

1- دولة جنوب السودان التي تقع في شمال شرق إفريقيا تحدُّها دول، مثل: أثيوبيا، وكندا، وأوغندا، ويعتمد حوالي 95 بالمئة من سكان جنوب السودان على الطبيعة من أجل البقاء.

2- دولة مدغشقر تعدُّ واحدةً من أكثر البدان عرضةً للتغير المناخي بسبب ارتفاع معدل الكوارث، مثل: الفيضانات، والعواصف، والأعاصير.

3- أفغانستان: وتعتبر أيضاً واحدةً من أكثر البلدان عرضةً للتغير المناخي لأنها تواجه أحداث مناخية متطرفة، مثل: الجفاف، والانهيارات الأرضية، والجليدية، والزلازل.

4- دولة الفليبين، وهي عبارة عن جزيرة في غرب المحيط الهادي تتكون من أكثر 7 آلاف جزيرة، وتتعرض البلاد كل عام إلى نحو 20 إعصاراً.

5- جمهورية الكونغو الديمقراطية، والتي تعرف سابقاً باسم زائير، وهي أكبر الدول في إفريقيا، وقد اعتبرت واحدةً من أكثر البلدان عرضةً لآثار تغير المناخ وفقاً لتقارير السنوات القليلة الماضية، وخاصةً بالنسبة لسكانها الشباب.