تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما هو التعبير العاطفي اللاإرادي؟

مصطلح يعبر عن الاستجابات العاطفية التي تحدث بشكلٍ عفوي وطبيعي دون أي تحكمٍ أو وعي من الفرد، وتتضمن هذه الاستجابات تعابير مختلفة للوجه من ضحك أو بكاء، وتغيراتٍ في نبرة الصوت أو حدوث تعرق لا إرادي واحمرار الوجه، على سبيل المثال: قد يعبس الشخص دون قصد عند شعوره بالغضب، أو قد يبتسم عند إحساسه بالحزن، أو السعادة.

وتعتبر هذه الاستجابات جزءاً مهماً جداً من الجهاز العصبي لأنه هو المتحكم في وظائف الجسم، وبالأخص تلك التي لا نعتمد على التحكم بها نحن كبشر، كضربات القلب، والتنفس بسرعة أو التكلم دون وعي، ويلعب هذا التعبير دوراً مهماً في التواصل غير اللفظي، والذي يساعد الأشخاص من حولنا على اكتشاف المشاعر الحقيقية للفرد. ^[1]

ما هي أسباب التعبير العاطفي اللاإرادي؟

توجد مجموعة من العوامل النفسية، والبيولوجية، والثقافية، والاجتماعية التي تعدُّ سبباً في ظهور هذا التعبير العاطفي، ومنها ما يلي:

1- الاستجابات العاطفية المختلفة

في بعض المواقف قد يكون التعبير العاطفي نتيجةً لاستجابةٍ تلقائيةٍ لبعضٍ من الأحاسيس القوية، كالفرح، والحزن أو الغضب.

2- الإصابة باضطرابٍ عصبي

قد يحدث التصلب الجانبي الضموري أو الجلطات الدماغية، ويمكن أن تؤدي إلى صعوبةٍ في ضبط السلوك أو التحكم بالمشاعر، مما يؤدي إلى ردّات فعلٍ غير واعية.

3- القلق والضغط النفسي

الكبت المترافق مع التوتر الدائم سيؤدي حتماً إلى انهيارٍ في الجانب المعنوي والعقلي الذي يساعد على التحكم بالعواطف، مما يجعل الشخص يعبر عن أحاسيسه بشكلٍ غير عقلاني.

4- الاكتئاب المفرط

هذه التعبيرات النفسية من خوف، وغضب، وحزن، وغيرها تؤدي إلى تغيراتٍ في طريقة التعبير عن العاطفة، ومعالجة الدماغ لها أيضاً، مما يجعل الشخص يُظهر كميةً من الأحاسيس غير المتوقعة، وليس في وسعه ضبطها.

5- الصدمات النفسية

التعرض لحوادث نفسية مؤلمة، كالمرور بتجارب صادمة تتضمن فقدان الوالدين، أو الطلاق، أو موت شخص غالٍ على قلب الفرد، أو الإصابة بمرضٍ خبيثٍ جداً، كل ذلك يؤدي إلى نتائج عاطفية غير متوقعة أبداً.

6- الهرمونات المتغيرة

يرافق التغير في مستوى الهرمونات تقلبات مزاجية قد تكون حادة، وقد تكون متوسطةً أو خفيفة، وما يحدّد ذلك هو طبيعة الجسم وهرموناته، على سبيل المثال: قد تؤثر هرمونات فترة المراهقة على الفرد، وينعكس ذلك سلباً على تعامله مع المحيط، كالأهل، وغيرهم، أيضاً التغيرات المزاجية أثناء فترة الحمل تؤثر وبشكلٍ كبيرٍ على العواطف.

7- الأدوية

من المحتمل أن تكون الأدوية العصبية أو النفسية لها تأثيرات جانبية تتضمن وبشكلٍ كبيرٍ الجانب العاطفي.

والتعبير العاطفي اللاإرادي قد يكون جزءاً طبيعياً من التجارب الإنسانية، ولكن في حال كان يؤثر على روتين الحياة اليومي، فمن الأفضل أن يتمّ التحدث إلى أخصائي في الصحة النفسية للحصول على تقييمٍ ودعمٍ مناسبين. ^[2]

ما هي أعراض التعبير العاطفي اللاإرادي؟

1- البكاء المفاجئ

الدموع قد تنهمر بشكلٍ غير إرادي أو معقول، وأحياناً يكون من الصعب السيطرة عليها.

2- الضحك غير المبرر

الضحك في مواقف غير مناسبة أبداً دون وجود سببٍ واضح.

3- التقلبات العاطفية السريعة

الانتقال الغريب والمفاجئ من مشاعر الفرح والسعادة إلى الحزن والغضب، وبالعكس دون سببٍ واضح.

4- ردّات فعلٍ عاطفيةٍ مُبالغٌ فيها

إعطاء المواقف أكثر من حجمها، وكذلك وضع تخيّلاتٍ لا صلة لها بالأحداث، والاستجابة العاطفية المفرطة تجاه المواقف اليومية الروتينية.

5- صعوبة في السيطرة على العواطف

شعور الفرد بأن أحاسيسه تتغلب عليه، ولا يمكنه ضبطها.

6- القلق الزائد

الشعور دوماً به، وبشكلٍ مبالغٍ دون وجود مبررٍ له.

7- الغضب السريع أو المفاجئ

نوبات من الغضب غير المتحكم به أو مشاعر من العصبية دون غاية أو سبب. ^[3]

ما هو الأساس العصبي للتعبير العاطفي اللاإرادي؟

يوجد لهذا التعبير نمط عصبي معقد يتضمن عدة نقاط في الدماغ والأنظمة العصبية، وسنوضح فيما يلي ذلك: ^[4]

1- اللوزة الدماغية

لها دور رئيسي في معالجة العواطف وتنظيمها، حيث إن تفاعلها مع الحوادث العاطفية يمكن أن يحفز استجابات غير مرغوبة، كالغضب اللاإرادي.

2- القشرة الجبهية

تلعب دوراً في التنظيم الذاتي العقلاني، وضبط المشاعر، كما أن تلف أو اضطراب هذه المنطقة من الممكن أن يقلل من قدرة الفرد على التحكم في أحاسيسه، وبالتالي سيؤدي لنتائج غير واعية.

3- الجهاز الحوفي

يضمُّ مجموعةً من الهياكل الدماغية التي تشارك في تنظيم السلوكيات والأنشطة، كما أن التفاعلات بين هذه الهياكل سيؤثر سلباً على طريقة التعبير عن العواطف.

4- العصب الحائر

له دورٌ في التواصل بين الجهاز العصبي المركزي والعصبي المحيطي، وأي اضطراباتٍ فيه سوف تؤثر على الاستجابة العاطفية.

5- الناقلات العصبية

مجموعة من المواد الكيميائية، كالسيروتونين، والدوبامين، ولها دور في تنظيم الحالة المزاجية والعاطفية، وانعدام التوازن في هذه الهرمونات سيؤدي إلى تعابير عاطفية غير عقلانية.

6- التواصل بين نصفي الدماغ

إن الأضرار التي تصيب الجسم الثفني يمكن أن تعوق التنسيق بين نصفي الدماغ، مما سيؤثر على التنظيم العاطفي.

7- الأمراض العصبية

كالإصابة ببعض الحالات، كالتصلب الجانبي الضموري أو التصلب المتعدد، وأي تلفٍ في المناطق العصبية سينجم عنه تأثير في ردود الفعل العاطفية.

إن فهم الأساس العصبي للتعبير يساعد في تطوير استراتيجيات علاجية، وبشكل فعّال تماشياً مع الحالة.

ما هي أهمية التعبير العاطفي اللاإرادي في التواصل الاجتماعي؟

يلعب دوراً حيوياً في عدة محاور، كتعزيز الفهم، وبناء العلاقات، بالإضافة لخلق تفاعلٍ اجتماعي جيد، وذلك من خلال إظهار المشاعر بشكلٍ صادقٍ وواضح، فالفرد يقدم للآخرين نافذةً حقيقيةً عن الحالات العاطفية، مما يمكنهم من دراسة الاستجابة لتكون مناسبةً معه، وبطريقةٍ تعزز التفاهم والمودة المتبادلة، وفيما يلي سنوضح الأدوار المهمة للتعبير والتواصل:

1- الصدق في إيصال المشاعر

إن التعبير يساعد في إيصال المشاعر الحقيقية دون تصنُّع، مما يساهم في خلق الثقة والاهتمام بين الأفراد، على سبيل المثال: الدموع قد تعبر عن الحزن الشديد أو الفرح، مما سيشعر الآخرين بجدية الموقف، وتأثيره على الفرد.

2- تعزيز دور العاطفة

عندما يشاهد الآخرون ردّات فعلٍ غير واعية، فإنهم سيتفاعلون أكثر معها وبشكل أيضاً لا إرادي، وهذا بدوره سيعزز التفاعل الإيجابي، ويقوي الروابط بينهم.

3- إدارة النزاعات

إن الردود العاطفية اللاإرادية تساعد في حلّ الخلافات لأنها تعتمد على إظهار المشاعر الحقيقية والاحتياجات كذلك، مما سيفتح المجال للحوار البنّاء والاحترام المتبادل.

4- إظهار الإنسانية

يظهر التعبير العاطفي جوانب إنسانية صادقةً وحساسةً في شخصية الفرد، مما سيجعله أكثر ميولاً وتقبلاً للآخرين، وسيساعد في خلق بيئةٍ اجتماعيةٍ داعمةٍ وقوية.

5- التأقلم الاجتماعي

يساعد التعبير العاطفي الأفراد على التكيف مع المواقف الاجتماعية المختلفة التي تحدث معهم، وذلك من خلال إظهار ردود فعلٍ عفوية ومفهومة للجميع دون استثناء أحد.

6- تسهيل عملية التواصل غير اللفظي

العديد من التعبيرات العاطفية تكون غير لفظية لأنها تعتمد على لغة الجسد وحركات اليدين، وهذه من المحتمل أن تكون مكملاً للرسائل اللفظية، وبالتالي سيجعل التواصل أكثر جودةً وفعالية. ^[5]