Skip links
أرض متشققة وبجانبها دائرة كروية الشكل وهي الأرض

التصحر – أسبابه، درجاته وما هي طرق مكافحته؟

الرئيسية » المقالات » الجغرافيا » التصحر – أسبابه، درجاته وما هي طرق مكافحته؟

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما هو مفهوم التصحر؟

يعبر مفهوم التصحر (Desertification) عن العملية التي تؤدي إلى تقليل القدرة الإنتاجية للأراضي، وهي الأراضي القاحلة أو شبه الجافة وشبه الرطبة، الذي ينتج عن عوامل مختلفة تشمل التغيرات المناخية والنشاطات البشرية، ويقصد بالأراضي في هذا التعريف التربة، والماء، والغطاء النباتي بما فيه المحاصيل الزراعية.

ويختلط كثيراً مفهوم الجفاف بمفهوم التصحر، وتردّده في المناطق الجافة، كما يختلط مفهوم التصحر بمفهوم الصحراء، ويهمنا أن نشير إلى أنّ الصحراء تعتبر إقليماً مناخياً حيوياً، بينما التصحر ظاهرة جغرافية متحركة تكسب البيئة خصائص الصحراء الحقيقية، وهي ظاهرة قديمة، إلاّ أنّ ازدياد حدتها مع تزايد السكان دفع الباحثين إلى دراستها وتحليلها، للتوصل إلى سبل مقاومتها، والحدّ منها.

يعتبر التصحر عملية هدمٍ أو تدميرٍ للطاقة الحيوية للأرض، تؤدي في النهاية إلى ظروفٍ تشبه الصحراء، وهو مظهرٌ من التدهور الواسع للأنظمة البيئية التي قد تفقد المقدرة على البقاء والانتعاش من جديد، وترميم ما قد تلف، حيث تتدهور خصوبة وإنتاج الأرض، ويتلاشى المردود الاقتصادي. وبالتالي التأثير في إعالة الوجود البشري، وهناك العديد من المراحل في عملية التصحر، ولكن مهما يكن شكلها، فإن المرحلة النهائية ستكون الصحراء التامة مع إنتاجيةٍ حيويةٍ تصل إلى الصفر. [1] [2]

ما هي مظاهر التصحر؟

للتصحر مؤشراتٌ طبيعية وأخرى بشرية، وتحدث هذه الظاهرة في جميع بلدان العالم التي شهدت إزالة الغابات بشكلٍ كبير، كما في البرازيل، وإندونيسيا، حيث إن المشكلة الأولى التي تسبّبها إزالة الغابات هي التغيرات المناخية، وتساهم الأنشطة البشرية بشكلٍ كبيرٍ في هذه الظاهرة، ومن أهمّ المظاهر التي تؤدي إلى ظاهرة التصحر: [3]

1- تقليص أجزاء من التربة المغطاة بالنباتات بحيث تظهر الأرض عاريةً تماماً في فصل الجفاف، وتأخذ المسامات العارية بالتزايد بحيث تصبح النباتات على شكل بقعٍ صغيرةٍ معزولة.

2- إزالة الغابات، وتدمير النباتات الغابية، وفقدان كبير للنباتات دائمة الخضرة، وخاصةً الشجيرات والأشجار.

3- التعرية والانجراف الشديد للتربة نتيجة هبوب الرياح، وحمل الأملاح والمواد العضوية، وسرعة تأكسدها.

4- الإفراط في استهلاك حطب الوقود لغايات الطهي والتدفئة.

5- زحف الرمال على الأراضي الزراعية والرعوية ليغطيها، ويفقدها حيويتها.

6- اشتداد نشاط التعرية المائية والهوائية يؤدي إلى انجراف التربة بواسطة الأمطار الغزيرة، وحمل المواد المتآكلة، وتكويمها على حواف الوديان.

7- انخفاض خصوبة الأرض والمناطق الزراعية.

8- تدهور المراعي.

ما هي أسباب التصحر؟

هناك جملة من العوامل الطبيعية والبشرية تتداخل وتتشابك لتخلق ظاهرة التصحر: [4] [5]

1- أسباب التصحر الطبيعية

يلعب المناخ دوراً هاماً، وللنباتات والحيوانات دورها أيضاً، حيث تتفاعل مع بيئتها، فهي تساهم بصورةٍ رئيسية إما بالحفاظ على توازن البيئة أو تدهورها، نذكر من العوامل الطبيعية:

تغير المناخ

يلعب تغير المناخ دوراً أساسياً في عملية التصحر، مثل: توالي سنوات الجفاف لفترة 7-10 مواسم على منطقةٍ معينة تؤدي إلى التصحر، وتدمير الغطاء النباتي، وإجبار الرعاة والمزارعين على ترك أراضيهم ومواشيهم طلباً للرزق في المدن، وهجر الأرض، وعدم العودة إليها.

تذبذب سقوط الأمطار من موسمٍ لآخر

وهذا يؤدي إلى اختلالٍ في توزيع ووضع المناطق الرعوية، والضغط على المراعي الطبيعية وتصحرها.

شح الأمطار

إن قلة سقوط الأمطار على منطقةٍ معينة ستؤدي إلى التصحر.

الاستيلاء على المصادر الطبيعية

عند احتواء الأرض على المصادر الطبيعية الغنية، كالنفط، أو الغاز، أو المواد الخام، يؤدي إلى تجريد الأرض من العناصر الغذائية، وقتل الحياة النباتية وتدميرها، وستتحول هذه الأراضي إلى صحراء.

2- الأسباب البشرية

1- الرعي الجائر في مناطق الغابات والمراعي الطبيعية يؤدي إلى تدهور الغطاء النباتي، ودفع عملية التصحر للتسارع.

2- الاستغلال المفرط للتربة، والتوسع في المزروعات في المناطق الجافة وشبه الجافة دون إجراء دراساتٍ مسبقة كافية عن الخواص الكيميائية والفيزيائية للتربة، وعن خواص مياه الري.

3- استنزاف حفر الآبار في مناطق المراعي الطبيعية يسبّب في انخفاض مستوى المياه، وجفاف بعض الآبار.

4- الزحف العمراني على الأراضي الزراعية.

5- تخريب النباتات والتربة بفعل وسائط النقل الحديثة التي تتحرك عشوائياً في المناطق الجافة وشبه الجافة، مما يسبّب تلف وخلخلة القشرة التي تحافظ على التربة من التعرية، ونمو النباتات الطبيعية.

6- عدم تطبيق أساليب مناسبة في الري والصرف، وهذا الأمر يؤدي إلى تملح التربة، وازدياد قلويتها.

7- حرائق الغابات لأي سببٍ من الأسباب.

8- الصيد الجائر.

ما هي مراحل أو درجات التصحر؟

تختلف حالة التصحر ودرجة خطورته من منطقةٍ لأخرى تبعاً لاختلاف البيئة الطبيعية من ناحية، وأسلوب استخدام الإنسان لمواردها من ناحيةٍ ثانية، وقد حدد مؤتمر الأمم المتحدة في نيروبي عام 1977 أربع درجاتٍ للتصحر، وهي: [6]

1- تصحر أولي (خفيف)

هي المرحلة التي يبدأ فيها ظهور بوادر تلفٍ أو تدميرٍ بطيءٍ جداً في الغطاء النباتي والتربة، يكون موضعياً يتمثل في تغير كمي ونوعي تراجعي لمكونات الغطاء النباتي والتربة بما لا يؤثر يشكلٍ واضحٍ في إنتاجية الأنظمة البيئية.

2- التصحر المتوسط (المعتدل)

تعدُّ هذه المرحلة من مراحل التدهور البيئي المعتدلة، وهنا يجب الاعتماد على سياساتٍ لتجنب تفاقم الأمور لأنها تعدُّ مرحلةً حرجة، حيث ينخفض الإنتاج، ويحدث تدهورٌ في الغطاء النباتي وتعرية، وانجرافات خفيفة للتربة تنشأ عنها بعض الكثبان الرملية أو الأخاديد، وزيادة ملوحة التربة بما يقلل من الإنتاج النباتي بنسبة 25بالمئة.

3- التصحر الشديد

تتفاقم أخطار التصحر، وتبدو أكثر وضوحاً، وينعكس ذلك بانتشار النباتات غير المرغوب فيها، كما يزداد نشاط انجراف التربة الريحي والمائي، مما يؤدي إلى تعرية التربة، وتكوين الأخاديد الكبيرة، كما تزداد ملوحة الأراضي المروية إلى درجةٍ ينخفض فيها الإنتاج النباتي بحدود 50 بالمئة، ويعتبر استصلاح الأراضي في هذه المرحلة عمليةً ممكنة، ولكنها تحتاج الكثير من الوقت، وإلى تكلفةٍ عالية.

4- التصحر الشديد جداً

هو آخر مراحل التصحر، وأقصى درجات التدهور البيئي، ويتمثل بتحول الأرض إلى وضعيةٍ غير منتجة تماماً، وهذه لا يمكن استصلاحها إلا بتكاليف باهظة جداً، وعلى مساحاتٍ محدودةٍ فقط، وفي كثيرٍ من الأحيان تصبح العملية غير منتجة بالمرة، وتتحول الأراضي إلى كثبان رملية، أو أودية صخرية عارية، أو حدوث درجةٍ عاليةٍ من التملح تفقد الأرض قدرتها الإنتاجية.

ما هي الطرق المناسبة لمكافحة التصحر؟

تتطلب مكافحة التصحر وضع خطط واضحة المعالم تتضمن أهدافاً مباشرةً، وتتمثل في وقف تقدم التصحر، واستصلاح الأراضي التي تعرضت للتصحر، ويمكن أن تختلف وسائل مكافحة التصحر من بلدٍ إلى آخر باختلاف مسببات وسرعة التصحر، ولكن هناك أوجه تشابه فيما بينها يمكن إدراج أهمها بصورةٍ عامة، وهي: [2]

1- التكيف مع المناخ، ودراسة الظروف المناخية بأساليب وتقنية حديثة.

2- حماية الغابات، ويجب أن تبقى الغابة محافظةً على توازنها الحيوي المسؤول عن خصوبة التربة، وذلك بمنع قطع الأشجار بصورةٍ عشوائية.

3- استصلاح الأراضي المتدهورة من التملح.

4- ترشيد استخدام المياه من خلال اتباع وسائل ري وصرف أكثر فعالية، مثل: الري بالتنقيط والرش، وتقنين المياه المستخدمة حتى لا يؤدي الإفراط في استخدامها إلى تملح التربة.

5- إنشاء شبكة طرقٍ واتصالٍ حديثة، بما يكفل سهولة الحركة، وتقديم المعونات للسكان التي تعرضت للجفاف.

المراجع البحثية

1- Eric, R. (2019, May 5). What is Desertification?. Earth.com. Retrieved May 20, 2024

2- د.فواز أحمد الموسى.جغرافية المخاطر والكوارث الطبيعية .(2017-2018). Retrieved May 20, 2024

3- ما هي مظاهر التصحر. (n.d.). سطور. Retrieved May 20, 2024

4- Slavikova, S. P., & Slavikova, S. P. (2022, September 26). Causes and effects of desertification. Greentumble. Retrieved May 20, 2024

5- العرب, ط . (2019, May 22). أسباب التصحر في العالم. طقس العرب. Retrieved May 20, 2024

6- ظاهرة التصحر. (n.d.-d). موضوع. Retrieved May 20, 2024

Comments are closed.

This website uses cookies to improve your web experience.