تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تعتبر الإنتانات البولية (Urinary Tract Infections (UTI)) إحدى المشاكل الشائعة في حياة المرأة، وتعتبر أكثر الحالات الخمجية التي تتعرض لها خلال الحمل، وتصنّف الإنتانات البولية إلى:

1- إنتانات السبيل البولي العلوي (Upper Tract Infections) التي تشمل الحالب، والكلية، وتسبّب التهاب حويضة وكلية.

2- إنتان السبيل البولي السفلي (Lower Tract Infections) التي تشمل إنتانات المثانة والإحليل.

وتعتبر الإنتانات البولية جميعها أكثر شيوعاً عند الإناث منها عند الذكور بسبب قصر الإحليل لديهن، ولقربه من فوهة الشرج والمهبل.

ما هي البيلة الجرثومية عديمة الأعراض؟

هي تكاثر الجراثيم في الجهاز البولي دون وجود أي علاماتٍ أو أعراض تدل على وجود إنتانٍ في السبيل البولي، مثل: تعدد البيلات، حرقة بولية، وألم حوضي. تعتبر البيلة الجرثومية عديمة الأعراض أشيع عند الإناث عموماً، وترتفع نسبة حدوثها لتصل إلى 2-10 بالمئة عند الحوامل، ولديها أهمية خاصة خلال الحمل بسبب إمكانية تحولها إلى إنتانٍ بولي حاد. ^[1]

ما هي عوامل الخطر لحدوث البيلة الجرثومية عديمة الأعراض؟

1- الحمل.

2- الداء السكري.

3- وجود أمراض بولية انسدادية، مثل: الحصيات البولية.

4- خلل حركية المثانة.

5- استخدام الأدوية المثبطة للمناعة.

6- استخدام قثطرة بولية لفترةٍ طويلة.

7- مرضى زرع الكلية.

8- أكثر شيوعاً عند الإناث، ويزداد الخطر مع التقدم بالعمر. ^[1]

ما هي التغيرات الطارئة على جهاز البول خلال الحمل والتي تزيد نسبة حدوث البيلة الجرثومية عديمة الأعراض؟

يطرأ عليه تبدلات تشريحية ووظيفية خلال الحمل، وهي:

1- يتسع الحالب والحويضة

حيث يسبّب البروجسترون ارتخاءً في العضلات الملساء في بداية الحمل ثم تقوم الرحم المتسعة بالضغط على الحالب، وبالتالي تزيد من اتساعه.

2- توسع المثانة

حيث تتسع المثانة، وتنقص مقويتها، وتضغط عليها رحم الحامل، مما يسبّب احتقان المثلث المثاني، وأيضاً تزداد توعيتها، وتظهر وذمة على الغشاء المخاطي، مما يجعلها معرضةً للإنتان والرضوض، وهذا الاتساع في الحالب والمثانة يساهم في حدوث ركودة بولية، مما يسهل حدوث استعمارٍ بكتيري، وصعود هذه الجراثيم إلى الكلية.

3- زيادة حجم البلاسما

يترافق مع زيادة الرشح الكبي، وزيادة الجريان الكلوي، ويحدث أيضاً نقص في الكثافة النوعية للبول، وزيادة طرح المواد المغذية، والفيتامينات، والحموض الأمينية مع البول، وقد تظهر بيلة سكرية عند الحامل، وكل ذلك يساهم في الاستعمار الجرثومي.

4- تبدلات الحالة المناعية عند الحامل

قد تلعب دوراً في سهولة حدوث الإنتانات البولية. ^[2]

ما هي أنواع الجراثيم المُسبّبة للبيلة الجرثومية عديمة الأعراض؟

أشيع الجراثيم المُسبّبة هي العصيات الكولونية E.coli بنسبة 85 بالمئة، وتشمل أنواع البكتيريا الأخرى: ^[2]

1- المعويات (Enterobacter).

2- الكلسبيلا.

3- المتقلبات (Proteus).

4- العصيات الزائفة (Pseudomonas Aeruginosa) الزنجارية.

5- المكورات العقدية المجموعة B.

ما هي المضاعفات التي تسبّبها البيلة الجرثومية عديمة الأعراض عند الحامل؟

نادرا ما تسبّب مضاعفات عند الأشخاص الأصحاء، ولكن تسبّب مضاعفات هامة عند النساء الحوامل إذا لم يتمّ علاجها: ^[3]

1- التهاب الحويضة والكلية الحاد، حيث يحدث بنسبة 20 إلى 30 بالمئة في حال إهمال علاج البيلة الجرثومية، كما أن التهاب الحويضة والكلية الحاد عند الحامل يسبّب في10 إلى 20 بالمئة من الحالات إنتان دم، وقد يحدث قصورٌ تنفسي حاد أيضاً في 2 بالمئة من الحالات.

2- نقص وزن الولادة بنسبة 50 بالمئة في حال إهمال علاجها.

3- الولادة المبكرة، وما يرافقها من خطرٍ على حياة الجنين.

4- ارتفاع التوتر الشرياني خلال الحمل.

5- تزداد نسبة حدوث النزيف بعد الولادة.

6- يزيد خطر حدوث فقر الدم.

كيف يتمُّ تشخيص البيلة الجرثومية عديمة الأعراض؟

تشخص عند وجود 100,000مزرعة جرثومية أو أكثر في 1ميلي لتر من البول في فحصين متتاليين، ويجب أخذ البول من منتصف الرشق البولي، وبطريقةٍ عميقة. وجود عددٍ أقل من المزارع الجرثومية في عينة البول غالباً يكون ناجماً عن حدوث تلوثٍ خارجي للعينة، ويتطلب عندها إعادة زرع البول. ^[3]

هل يجب تحري البيلة الجرثومية عديمة الأعراض بشكلٍ روتيني أثناء الحمل؟

نعم، يجب إجراء زرع بول في أول زيارة للحامل إلى المركز الطبي (غالباً تفضل في الأسبوع 12-16 من الحمل، وقد تتمُّ إعادة إجرائه في الثلث الثالث من الحمل. ^[3]

هل يجب علاج البيلة الجرثومية عديمة الأعراض عند الحوامل؟

نعم، إن علاج البيلة الجرثومية عديمة الأعراض مهمٌّ جداً خلال الحمل لتقليل خطر الإصابة بالمضاعفات، حيث تمّ إثبات أن علاجها خفض خطر الإصابة بالتهاب الحويضة والكلية من 20 – 30 بالمئة إلى 2 – 3 بالمئة، كما قلل حدوث الولادة الباكرة، وغيرها من المضاعفات. ^[2]

كيف يتمُّ علاج البيلة الجرثومية عديمة الأعراض عند الحوامل؟

يتمُّ العلاج باستخدام كورس من الصادات الحيوية عن طريق الفم لمدة 5 إلى 7 أيام، ويعتبر العلاج باستخدام جرعةٍ وحيدةٍ من الصادات الحيوية غير فعال، ولا يفضل العلاج لأكثر من 7 أيام، وأهمُّ الصادات الحيوية التي يمكن استخدامها خلال الحمل:

1- الأمبيسيلن (Ampicillin) لكنه أصبح أقل فاعليةً بسبب مقاومة الجراثيم له.

2- نتروفورانتوين (Nitrofurantoin) فعال في علاج البيلة الجرثومية عديمة الأعراض بسبب تواجده بتراكيز عالية في البول، لكن يجب تجنبه بعد الأسبوع 36 من الحمل لأنه يسبّب انحلال دم الجنين.

3- سيفالكسين (Cephalexin).

4- مركبات السولفا (Sulfonamides) أيضاً فعالة في العلاج، ولكن يجب تجنبها في الثلث الثالث من الحمل لأنه يسبّب حدوث اليرقان وفقر دم انحلالي عند الجنين.

وبعد انتهاء العلاج يعاد أخذ عينة بول ودراستها للتأكد من فعالية العلاج، وعدم وجود نموٍّ جرثومي. ^[2]

كيف تتمُّ الوقاية من حدوث البيلة الجرثومية عديمة الأعراض؟

يمكن الوقاية باتباع التوصيات التالية: ^[4]

1- الإكثار من شرب المياه.

2- التبول خلال نصف ساعة بعد الجماع.

3- الغسيل من الأمام إلى الخلف وليس العكس عند استخدام الحمام، وذلك حتى لا يتمّ نقل الجراثيم المعوية إلى فوهة الإحليل.

4- شرب عصير التوت البري قد يمنع نمو الجراثيم في المجاري البولية أو يبطئ نموها.

هل يجب تحري البيلة الجرثومية عديمة الأعراض وعلاجها عند جميع المرضى؟

لا، حيث أظهرت الدراسات أن البيلة الجرثومية عديمة الأعراض لم تسبّب أي مضاعفاتٍ عند الأشخاص الأصحاء، فلا داعي لإجراء تحاليل مخبرية لتحريها، ولا داعي لعلاجها باستخدام الصادات الحيوية إذ أن هذا العلاج يجعل الجراثيم تطور مقاومةً على الصادات، بالإضافة إلى الآثار الجانبية للصادات. ^{[3] [4]}