تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما هو علم النفس الاستشاري؟

هو تخصصٌ عمليّ يهتمُّ بتقديم الخدمات الصحية، والاستشارات الأسرية النفسية والاجتماعية للآخرين، ويساعد في حل مشكلات التأقلم، والتكيف مع أنماط الحياة والبيئة المختلفة، ويجعل الإنسان أكثر تقبلاً للتغيرات التي تحصل معه من انعدام توازن إلى أزماتٍ معيشية، وانعدام القدرة على العمل، وهو يركز بالأخص على التنمية المعيارية من حيث الوقاية، والتعليم، وتحسين جودة الحياة للأفراد. ^[1]

ما هي الاستشارة النفسية؟

هي عمليةٌ ديناميكيةٌ تعاونية قائمة بين شخصين طرف منهما المعالج والآخر هو الشخص الذي يعاني من اضطراباتٍ نفسية أو مشكلاتٍ روتينية محددة، ويرغب في الحصول على علاجٍ أو حل، ويتمُّ في هذه الاستشارة استكشاف المسائل النفسية والعاطفية التي تواجه الفرد، وتقف عائقاً أمام نموه وتطوره العقلي أو الجسدي، وبالتالي تؤثر على عمله وعلاقاته الاجتماعية. ^[2]

أهمية الاستشارة النفسية

تلعب الاستشارات النفسية دوراً فيما يلي: ^[3]

1- في بعض الأوقات قد يرى الفرد نفسه بحاجةٍ إلى الحديث مع أحد ليخفف عنه مشاكله وآلامه التي يمر بها، وذلك يحتاج لأحد متخصص يحفظ الكلام، ولا يتناقله، وتكون العلاقة بينهما قائمةً على الاحترام والثقة المتبادلة في جوٍّ من الاطمئنان والأمان.

2- أثناء الجلسة الاستشارية الحوارية قد يتوصل المرشد لحل، ومن خلال المناقشة مع المتعالج قد تصل للإقناع، وبالتالي النجاح في العثور على حلولٍ إيجابيةٍ منطقية.

3- يوجد هنالك عدد كبير جداً من الأشخاص الذين يحتاجون إلى سماع ردود فعلٍ إيجابية من متخصصي الإرشاد النفسي، وهذا أمرٌ مهمٌّ للغاية فبدلاً من أن يروي الشخص قصته لأشخاص سلبيين لا يمتلكون شيئاً من الوعي والحكمة في القرارات من الأفضل اللجوء إلى أخصائي نفسي، والخضوع لاستشارةٍ علاجية.

4- تزداد أهمية الاستشارة النفسية كونها تعتبر طريقةً فعّالةً للتعافي والنجاة، بالأخص إذا كانت الاستشارة أسريةً زواجية.

5- تساعد الفرد على تقييم تصرفاته وسلوكه، وتعديلها بما يتناسب مع الخلفية الاجتماعية.

6- تحقيق التوافق النفسي، وتعزيز القدرة على إدارة الضغوطات بطريقة تضمن للشخص السلامة النفسية.

7- إيصال الشخص لمستوياتٍ جيدة من التأقلم مع ذاته ومع المحيطين به، بالإضافة إلى تحسين قدرات الفرد في بناء علاقاتٍ سويّة.

8- تكفل الاستشارة النفسية مساحةً آمنةً للإفصاح عن جميع المشاعر السلبية والمواضيع الحساسة في حياة الفرد، وبشكلٍ سري للغاية.

9- تحسن من مهارة التواصل لدى المتعالج، وتساعده على التعبير عن ذاته بشكلٍ دقيقٍ وحقيقي.

10- تساعد الإنسان على معرفة مواطن الاضطراب النفسي التي قد يعاني منها، وتسيطر عليه دون أن يكون واعياً لها حتى.

ما هي أهداف الاستشارة النفسية؟

1- التغيير من سلوكيات الفرد

الوصول إلى التغيير الصحيح قد يجعل الفرد أكثر قدرةً على الإنتاج في موقعه، بل ويشعر بالمزيد من الرضا والقبول في حياته، ويصبح غير مبالٍ للقيود الاجتماعية طالما أنه يعمل ما يحب دون أن يسبّب أذىً لأي أحد.

2- تنمية وتطوير المهارات

تستخدم هذه العملية من أجل التغلب على أي من العقبات أو الصعوبات التي تظهر في حياة الفرد لأنها تمنحه مهارة التفكير الناقد والمواجهة المنظمة للتحسين من نمط التفاعل، والتأقلم مع المجتمع المحيط.

3- تعلم طرائق مفيدة وفعّالة في مواجهة المشكلات

يوجد عدد كبير من الخطط التي يمكن أن يتعلمها الفرد خلال الجلسات الاستشارية، ومنها:

 – مهارة توزيع الوقت.

 – التخطيط الفعال.

 – الاستقلالية في العمل.

 – تطبيق مبدأ الاعتماد على النفس.

 – تعزيز الثقة بالذات.

 – المرونة في تقبل الآراء.

– الابتعاد عن الأداء النمطي في الحياة مع تفهم كيفية تأثير المواقف على طريقة صنع أو اتخاذ القرار.

4- تساعد الفرد في إنشاء وتطوير علاقاته الشخصية والمحافظة عليها أيضاً

 إن جوهر بناء العلاقات يعتمد على الاختلاف بين الأشخاص، فكلما كانت العلاقة نوعية مختلفة متجددة ستحُل فيها المشاكل بشكلٍ أسرع وأسهل. ^[4]

ما هي مهام عالم النفس الاستشاري؟

يساعد تقديم الاستشارة النفسية لبعض الأفراد على تعزيز مهاراتهم الخاصة، وتحقيق مستوى أفضل من الإنجاز على الصعيد الشخصي، وغالباً ما يتمُّ تقديم خدمات العلاج النفسي لمساعدة المتعالجين في التغلب على صعوبات حياتهم اليومية التي تتمثل بما يلي: ^[4]

1- اختيار المسار الوظيفي الذي يتناسب مع قدراتهم.

2- التغلب على تحديات وصعوبات التعليم لديهم.

3- التعامل مع فقدان أحد أفراد العائلة أو شخص عزيز.

4- العمل على إدارة المواقف العاطفية والأزمات بشكلٍ منظمٍ وآمن.

وبشكلٍ عام، فإن مهمة أي استشاري نفسي تتوقف على كيفية تحديد مشكلات ونقاط ضعف المريض، والعمل على معالجتها إما باتباع برنامجٍ إرشادي محدد ومجهز من قبله أو بالتعاون مع طبيبٍ نفسي في حال وجود اضطرابٍ معين.

ما هي أنواع الاستشارة النفسية؟

يوجد ثلاثة أنواع من الاستشارات النفسية المختلفة، ومنها: ^[4]

1- الاستشارات النفسية المباشرة

وتتمُّ عن طريق توجه الشخص إلى المركز للحصول على الخدمات النفسية، وبشكل سريع ومباشر مع حجز موعدٍ فوري مع الأخصائي.

2- الاستشارات عن بعد

تتمُّ من خلال الحجز أونلاين والتواصل مع المركز عبر الموقع الرسمي ومن ثم الاتفاق على طريقة الدفع، وكل التفاصيل الأخرى المتعلقة بالمواعيد، وطريقة التواصل، وغيرها من معلوماتٍ تتعلق بحالة الفرد.

3- الجلسات المجانية

وهذه الاستشارات تكون إما مدفوعة الأجر بالكامل أو بنصف القيمة، وغالباً ما تستهدف فئةً معينةً من الأشخاص.

مراكز عمل علماء النفس الاستشاريون

قد يعمل المعالجون النفسيون في مراكز، أو شركاتٍ خاصة، أو في السجون والمحاكم، وكذلك مع الأطفال، وفي التوجيه والتعليم أيضاً، وتتسع الدائرة لتشمل عدداً من المجالات التي يمكن العثور بها على المتخصصين، ومنها: ^[5]

1- الجهات الأكاديمية

من الممكن أن يمارسوا العمل كأساتذة، أو مقدمي لخدمات العلاج النفسي، أو كباحثين اجتماعيين.

2- المستشفيات ومراكز الصحة النفسية والعقلية

يمارسون أعمالهم هذه كأخصائيين جنباً إلى جنب مع الأطباء النفسيين، كعلماء النفس السريري، والأخصائيين الاجتماعيين، وممرضات الطب النفسي، والمشرفين على رعاية المرضى.

3- عمل حر (مستقل)

يعملون لحسابهم الشخصي، ويتمُّ ذلك من خلال فتح مراكز خاصة بهم، وتعيين موظفي استقبال ومشرفين على تحديد مواعيد المرضى، وحفظ معلوماتهم لتقديم ما يلزم من خدمات العلاج النفسي، أو الاجتماعي الأسري، أو العاطفي لفردٍ واحد، أو لمجموعةٍ من الأفراد.