Skip links
رجل يرتدي قميص أزرق وينظر لا مرأة مغمضة العينين ويضع يده على خدها

الابتزاز العاطفي – خصائصه، أنواعه وكيف نتعامل معه؟

الرئيسية » المقالات » الصحة النفسية » الابتزاز العاطفي – خصائصه، أنواعه وكيف نتعامل معه؟

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما هو الابتزاز العاطفي؟

يستخدم هذا النوع من التعامل الشريك النرجسي الذي لا يهتمّ لشيءٍ سوى نفسه، ويسعى للحصول فقط على ما يريد، وبأسلوبٍ خطيرٍ وغير مرضٍ ومتوازنٍ أبداً مع حاجات الطرف الآخر، حيث يُهدّد الفرد شريكه دوماً، ويشعره بالذنب على أصغر الأشياء.

على سبيل المثال: أن يقول له: “إن لم تفعل لي ذلك الأمر سأتركك وحيداً وأذهب”، ولا يعطه أي تبريرٍ منطقي في حال حدوث مشاكل في العلاقة، إضافةً لاستخدام أسلوب الإنكار، والكذب، والهروب من المواجهة، وتوجيه أصابع الاتهام نحو الآخر، ولومه بطريقةٍ ذكية لدرجةٍ تجعل الشريك يتساءل، ويحتار “ما الذي فعلته بنفسي كي أتلقى كل هذا العذاب”.

ويقع في فخٍّ لا مجال للخروج منه سوى مغادرة وترك العلاقة، ويشعر المبتزُّ العاطفي في بعض الأحيان بالخوف والقلق الشديد من التخلي عنه أو تركه من قبل الطرف الآخر، لذلك يلجأ البعض منهم إلى استعمال أساليب معينة من الابتزاز لجعل الآخر يتمسك به، ولكن في البداية قد يُظهر له كل الحب، والاهتمام، والحنان، والاستقرار إلى أن يتمكن منه ثم ينقلب عليه، ويبدأ باستعمال أساليب الابتزاز معه لترويضه، وجعله تحت سيطرته. [1]

ما هي خصائص المُبتزّين عاطفياً؟

1- تأتي رغباتهم الجنسية في البداية دوماً.

2- التمركز، وحب الذات (النرجسية، وارتفاع درجة الأنا).

3- لديهم خوف من الوحدة والانعزال.

4- لديهم تاريخٌ عائليٌّ قائمٌ على التعرض لصدماتٍ معينةٍ في الطفولة.

5- مصابون باضطراب الشخصية الحدية.

6- انعدام الثقة بالنفس. [1]

ما هي أنواع الابتزاز العاطفي؟

حددت الدراسات أربعة أنواعٍ من الابتزاز العاطفي، ومنها: [2]

1- المعاقِبون

من خلال تهديد المعاقِب للضحية بأنه سيقوم بإيذائها، وبشكلٍ مباشر، وعن عمد، على سبيل المثال: قد يتسبّب لها بأذىً جسدي، أو مادي، أو قد يمنعها من رؤية الأهل والأصدقاء إذا لم تُنفّذ ما طلب.

2- المعاقِبون لأنفسهم

قد يهدد الفرد المقربين منه بإيذاء نفسه مع إخبارهم أن ذلك سيكون خطأهم في حال لم ينفذوا له ما يريد، ويعدُّ ذلك شكلاً من أشكال الابتزاز أيضاً.

3- المصابون عاطفياً

أي الذين يعانون من مشاكل عاطفية معينة مع شركائهم لإشعارهم بالذنب، على سبيل المثال: قد يستمتع أحد الزوجين بإلقاء اللوم على الآخر، وجلده فكرياً، كأن يقول له: “أنا بخير، لكنني لا أستطع نسيان ما حصل، وإذا كنت تودّ أن تذهب للعمل اذهب لكني سأبقى طوال اليوم حزينةً بسببك”.

4- التشرُّط الدائم

يستمتع الشريك المستغل في إعطاء الأوامر، والتشرُّط على الآخر، كأن يقول له: “لو أنك فعلت لي هذا الأمر لكنت سوف أفاجئك بمبلغٍ من المال، لكنك رفضت”.

ما هي مراحل الابتزاز العاطفي؟

توجد ستة مراحل للابتزاز العاطفي، وهي: [3]

1- الطلب

قد يختبر المُبتزُّ ضحيته عن طريق التلميح فيما يريد منها، ويضيف إليها أيضاً تهديداً عاطفياً، كأن يقول: “إذا غدرتني سأقوم بالانتحار”.

2- المقاومة

تقاوم الضحية الطلب في البداية، وبرفضٍ قويٍّ منها.

3- الضغط

يلجأ المُبتزُّ بالضغط على ضحيته وباستمرار، لكي يقنعها بفعل ما يطلبه أو في حال كان لديه شيء يستطيع أن يهين به كرامة الفرد ويجرحه، ومن الممكن أن يشوُّه سمعته بين الناس.

4- التهديد

وهو الابتزاز نفسه، فإن لم تفعل ذلك سأفعل ما لم يخطر على بالك سابقاً.

5- الامتثال وتلبية الرغبة

وهنا قد يستسلم الضحية لطلب المُبتزّ.

6- النيل والانتقام

وهنا تبدأ رحلة المُبتزّ في تدمير ضحيته شيئاً فشيئاً، وهو يفعل ذلك فقط كي تظل تحت رحمته وسيطرته، ولأنه فاقد الاحترام لنفسه لا يهمه ما يقوله الآخرين عنه، وكل ما يعنيه هو أن تبقى شريكته متمسكةً به، وتحت شفقته.

ما هي علامات الابتزاز العاطفي؟

يمكن اكتشاف الشريك المُبتزّ عاطفياً من خلال عدة أمور منها: [4]

1- مشاعر الذنب

في حال كان الشريك يُشعر الطرف الآخر بالذنب، وأنه دائماً، ومهما حصل سيحمله هو كل المسؤولية، وذلك لا يُؤخذ على محمل الجد، إلا في حال كان هنالك تكرارٌ دائمٌ لهذا السلوك، أو قد يلجأ المُبتزُّ لأن يشعر شريكه بأنه ممتنٌ له بكثير من الأشياء سواءً كانت ماديةً أو معنوية.

2- شعور أنه يتمُّ التلاعب معك

التلاعب والابتزاز يقعان في ذات المرتبة من حيث أذية الآخر، وعدم الاهتمام به، فالأسوأ من الابتزاز هو أن يشعر الفرد أنه في منطقةٍ رماديةٍ لا يدرك فيها أهميته، ولا قيمة له في حياة الآخر، وهنا قد يبدأ الابتزاز من حيث إن الشريك يريد التأكد من صدق المشاعر تجاهه، فقد يطيل الطرف الآخر في الردّ على ذلك، ويدخله في دوامةٍ لا خروج منها.

3- الانتقاد المستمر

قد يُظهر المُبتزُّ انتقاده الدائم لشريكه، ولأسباب منها واضحة، وأخرى غير واضحة، وذلك من خلال التقليل من قيمته أمام الآخرين كي يظهر أنه هو الذكي والمنقذ، ولديه خوفٌ كبيرٌ على شريكه أو قد يفرض رأيه عليه، ويجعل الآخر يفعل ما يراه هو مناسب، والهدف هنا هو الاستمرار في زرع شعور الحاجة إليه، مما سيبقي الآخر في العلاقة لفترةٍ أطول.

4- الصمت العقابي

وهذا هو أبشع أسلوبٍ يمكن أن يتعامل فيه أي شخصٍ مع شريكه، فليس هنالك أسوء من أن تُترك في وسط الطريق دون الحصول على سببٍ يوضح ما الذي أدى للانفصال، وذلك يعدُّ من طرائق الابتزاز أن يترك الضحية معلقةً به، وهي في حالٍ من الاستنكار والرفض لما حدث، ودائماً ما يتردد سؤال: “هل سيعود لحياتي مجدداً أم لا”، وسيستمر السيناريو على هذا النحو، مما سيفيد المُبتزّ في ضمان الآخر، وسيعود ويرحل متى يشاء.

كيف يتمُّ التعامل مع الابتزاز العاطفي؟

هنالك عدة أمور يجب على الفرد إدراكها في حال وقع ضحيةً للمُبتزّين، ومنها: [5]

1- على الفرد أن يتعلم كيف يقول (لا) لكل الأمور التي لا تعجبه، ولا يهواها، ومن دون تبريرٍ فقط عليه اتخاذ موقفٍ ثابت، ولا يستسلم لما يريد المُبتزّ.

2- على الفرد ألا يتحمل مسؤولية مشاعر وتصرفات الشريك، فكل إنسانٍ مسؤولٌ عن نفسه، فلا داعٍ لأن يصحح لهم مواقفه، ولا وجهات نظرهم عنه.

3- في حال التعرض لتهديدٍ معينٍ على الفرد حماية نفسه، وألا يُظهر أبداً الرضوخ أو الضعف للآخر، لأنه متى التمس ذلك سيشعر المُبتزّ بالفوز والانتصار، ونحن لا نريد أبداً أن نعطه ذلك.

4- على الفرد أن يخبر شريكه بجميع السلوكيات التي يقبلها، والتي لا يقبلها من البداية لكي يدرك الآخر أنه من غير المسموح تجاوز الحدود في أمورٍ معينة، وأن الشريك له احترامه، وقيمته في العلاقة.

5- التجاهل، وبالأخص في حالات الصمت العقابي، فعندما يستخدم المُبتزّ مع الشريك أسلوب عدم الرد، والانسحاب دون سبب، والرجوع فجأة، فلا ينبغي أبداً معاتبته، فقط يجب تركه كما يريد لأنه في حال المعاتبة، فإن ذلك سيمنحه الاهتمام، ومن الأفضل أن تتعامل معه ببرود، ولا تشعره بالانزعاج أبداً، وعلى العكس تماماً اظهر أمامه بكل سعادةٍ وفرح.

6- على الفرد أن يختار الانفصال، وترك العلاقة في حال استمرت المشكلات، لأن الصحة النفسية هي أهمّ من أي شيء، فلا داعٍ لكثرة الأعذار، أو تقبُّل أفعالٍ قد فُرضت، أو إعطاء فرصٍ بشكلٍ مبالغٍ فيها، وعدم السماح لأحد أن يقلل من شأنك، فالعلاقات وُجدت في حياة الإنسان لتجعله أكثر سعادةً ورضاً، وتقبلاً لذاته ثم لغيره، ولا داعٍ لأن نأسر أنفسنا، ونعلقها في أشخاصٍ لا يستحقون ذلك الحب.

المراجع البحثية

1- pace, R. (2024, April 30).10 ways to handle emotional Blackmail in a relationship. Marriage Advice – Expert Marriage Tips & Advice. Retrieved May 24, 2024

2- Pant, Y. (2024, February 16). Emotional blackmail can ruin a relationship: 5 telltale signs you shouldn’t ignore. Healthshots. Retrieved May 24, 2024

3- Paler, J. (2024, March 8). The toxic cycle of emotional blackmail and how to stop it. Hack Spirit. Retrieved May 24, 2024

4- Gupta, S. (2023b, November 15). How to recognize emotional blackmail and protect yourself. Verywell Mind. Retrieved May 24, 2024

5- Ms, T. G. L. (2023a, April 21). How to deal with emotional Blackmail: 5 Effective ways. wikiHow. Retrieved May 24, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.