Skip links
رسم توضيحي للمخيخ حيث تظهر الغدة النخامية مصابة بورم

الأورام الغدية النخامية – الأنواع، الأعراض وطرق العلاج

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تُعتبر الغدة النخامية ضمن الجهاز الغدّي الصماوي من أهمّ الغدد لكونها تتحكّم بنموّ الجسم السليم والتطور والبلوغ الجنسي، وتشرف بشكلٍ عام على عمل جميع الغدد الصماوية الأخرى، لذا فإن اضطراب عمل الغدة النخامية يظهر بأعراض مختلفة تشمل اضطراب عمل عدة غددٍ أخرى مهمّةٍ في الجسم.

على الرغم من ندرتها تعدُّ أورام الغدة النخامية من الأشكال المرضية الخطيرة التي تصيبها، والتي تختلف أعراضها وتظاهراتها بشكلٍ كبيرٍ تبعاً لنوع الورم، وحجمه، وتأثيره على وظيفة الغدة النخامية، الكثير من الكتل الورمية النخامية غير عرضية، وتُشخّص صدفة.

وحتى في هذه الحالات يجب متابعة هذه الكتل، وتحرّي أي نموٍّ متسارعٍ شديد لأن الكتل الورمية في منطقة الغدة النخامية تسبّب أعراضاً عصبيةً انضغاطية، لذا فإن الأورام النخامية بجميع أشكالها الكبيرة والصغيرة، وأنواعها السليمة، والتي تُعرف باسم الغدوم النخامي أو الأدينوما (Pituitary adenoma)، والخبيثة هي أورام خطيرة تتطلب دراسةً مفصّلة عند تشخيصها.

ما هو الورم الغدّي النخامي (الغدوم النخامي أو الأدينوما)؟

هو نموٌّ غير طبيعي ضمن نسيج الغدة النخامية، وهو ورمٌ سليمٌ سريع النمو، وقد يصل لأحجام كبيرة جداً مُسبّباً أعراضاً انضغاطيةً على النُّسج العصبية المحيطة، وخاصةً السبيل العصبي البصري والأعصاب القَحْفية المجاورة، إلا أنه يمكن لهذه الأورام أن تبقى صغيرة الحجم دون أية أعراضٍ على الإطلاق أو أي شكايةٍ مرضية.

عادةً ما ينشأ الغدوم النخامي على حساب الفص الأمامي من الغدة النخامية، وهو الفصّ المسؤول عن توجيه وتنظيم عمل بقية الغدد الصماوية، من الجدير بالذكر أنه على الرغم من كون هذه الأورام مصدرها النسيج النخامي، إلا أنها تُصنّف كأورام دماغية، وذلك لتوضُّعها ضمن النسيج الدماغي، والأعراض العصبية التي تسبّبها، وهي تشكل ما نسبته 10 بالمئة من مجموع الأورام الدماغية. [1]

أنواع الأورام النخامية الغدية

يمكن تصنيفها إلى: [1]

1- تبعاً لتأثيرها على عمل الغدة النخامية

الأورام الغدية الوظيفية (المفرزة) (Functioning (secreting) adenomas)

تُفرز هذه الأورام الغدية هرموناتٍ إضافيةً من الغدة النخامية، والتي تسبّب أعراضًا و/أو حالاتٍ معينة اعتمادًا على الهرمون الذي تطلقه.

الأورام الغدية غير الوظيفية (غير المُفرزة) (Nonfunctioning (non-secreting) adenomas)

هذه الأورام الغدية لا تطلق الهرمونات، ولكنها يمكن أن تضغط على الهياكل القريبة إذا ازداد حجمها، والأورام الغدية الأكثر شيوعًا هي أورام الغدة النخامية غير الوظيفية.

2- تبعاً لحجم الكتلة الورمية

الأورام الغدية الصغيرة (Microadenomas)

هذه الأورام الغدية يتراوح حجمها بين 10 ميلي متر إلى 1 سنتيمتر.

الأورام الغدية الكبيرة (Macroadenomas)

وهي أكبر من 10 ميلي متر، والأورام الغدية الكبيرة شائعة أكثر مقارنةً بالأورام الغدية الصغيرة، كما أنها أكثر عرضةً لتسبّب اضطراباً في مستوى واحد أو أكثر من هرمونات الغدة النخامية.

أعراض الأورام النخامية الغدية

يمكن تصنيفها إلى أعراض انضغاطية، والتي تكون ناتجةً عن حجم وتوضُّع الورم، وتأثيره على البنى المحيطة، وأعراض غدية، وهي بشكلٍ خاص مُلاحظةٌ في الأورام الغدية الوظيفية المفرزة، وتشمل الأعراض بشكلٍ عام: [2]

– الصُّداع.

– مشاكل في الرؤية.

– زيادة الوزن.

– سهولة النزيف/ الكدمات.

– تغير في بنية العظام، خاصةً في الوجه واليدين.

– اضطرابات الدورة الشهرية.

– ثرّ الحليب.

– الضعف الجنسي لدى الرجال.

– عدم تحمُّل الحرارة.

في الأورام النخامية الغدية الوظيفية، تبعاً للهرمون الذي يتمُّ إفرازه بشكلٍ شاذٍّ من قبل الورم الغدي يمكن ملاحظة عدة أعراض مميزة ضمن متلازمات خاصة نذكر منها:

داء كوشينغ (Cushing’s disease): بسبب زيادة الكورتيكوستيرويدات في الجسم التي تنتج بسبب أورام غدية نخامية مُفرزةٍ لهرمون الموجه للغدد الكظرية (ACTH)، يمكن أن تسبّب متلازمة كوشينغ عددًا من الأعراض، منها:

– السُّمنة في الجزء العلوي من الجسم.

– وجه مستدير.

– زيادة الدهون حول الرقبة.

– ضعف الذراعين والساقين.

– بشرة ضعيفة ورقيقة.

– علامات التمدُّد على البطن، والفخذين، والأرداف، والذراعين، والثديين بسبب البدانة.

– ضعف العظام والعضلات.

– التعب الشديد.

– ارتفاع الضغط الدموي.

– ارتفاع نسبة السكر في الدم.

– التهيُّج والقلق.

– نموّ الشعر الزائد في الوجه والجسم عند النساء.

– عدم انتظام الدورة الشهرية أو توقفها عند النساء.

– انخفاض الدافع الجنسي والخصوبة لدى الرجال.

ضخامة النهايات: نموٌّ شاذّ يسبّب تضخُّم الأطراف، والوجه، والأنسجة الرخوة، وقد تترافق ضخامة النهايات مع ارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري، وأمراض القلب، والأوعية الدموية.

الورم البرولاكتيني: هو نوعٌ من أورام الغدة النخامية الذي يزيد من إنتاج البرولاكتين، وهو هرمونٌ نخامي يعمل على إفراز الحليب من الثديين، إلا أن الإفراز الزائد لهذا الهرمون يسبّب اضطرابات بالخصوبة والرغبة الجنسية خاصةً عند الذكور.

يذكر وجود العديد من الأمراض الأخرى الناتجة عن الأورام النخامية الغدّية المُفرزة الوظيفية، إلا أن نسب شيوعها منخفضةٌ للغاية، وتعتمد بشكلٍ مباشر على الهرمون المفرز والأعضاء المتأثرة به.

تشخيص الأورام الغدية النخامية

الفحوصات المطلوبة لتشخيص الأورام الغدية الوظيفية المفرزة بشكلٍ خاص تعتمد على الأعراض الناتجة عن الهرمونات المفرزة، ومن ثم معايرة مستويات هذه الهرمونات في البول أو الدم لتأكيد التشخيص، يمكن أن تكشف اختبارات الدم والبول عن مستوياتٍ غير طبيعية من الهرمونات، مثل: برولاكتين البلازما (PRL)، وهرمون النمو (GH)، وعامل النمو الشبيه بالأنسولين -1 (IGF-1)، وثيروكسين حر، وكورتيزول، وهرمون التستوستيرون، وذلك قد ينتج عن أورام نخامية غدية مفرزة.

أما بالنسبة للأورام الغدية غير الوظيفية، فهي عادة ما تبقى غير مُشخّصة إلى أن تسبّب أعراضاً انضغاطيةً عصبية أو عند الشك بها صدفة عند إجراء تصوير شعاعي للقحف لأسباب أخرى، يلعب التصوير بالرنين المغناطيسي عالي الدقة دوراً مهماً في تأكيد تشخيص هذه الأورام. [2]

علاج الأورام النخامية الغدية

في معظم الحالات يعدُّ الاستئصال الجراحي الخط الأول والتدبير الأفضل لعلاج الأورام الغدية النخامية، إلا أنه من الجدير بالذكر أنه وفي العديد من الحالات يكتفى بالمراقبة الدورية، فالعديد من هذه الأورام لا يسبّب أي أعراض والتداخل الجراحي قد يسبّب بعض الاختلاطات غير المرغوبة.  في حالات الأورام النخامية المفرزة (وخاصةً الأورام المفرزة للبرولاكتين) أثبت العلاج الدوائي عبر كابيرجولين أو بروموكريبتين قدرته العلاجية، وإعادة مستويات هرمون البرولاكتين إلى الحدّ الطبيعي دون الحاجة إلى الجراحة إلا في بعض الحالات المُعنّدة. [1] [2]

المراجع البحثية

1- Pituitary adenomas. (2024, October 18). Cleveland Clinic. Retrieved November 17, 2024

2- Pituitary adenoma. (2023, February 16). Johns Hopkins Medicine. Retrieved November 17, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.