Skip links
رسم توضيحي للرئة ولأمراضها

الأمراض الرئوية الخلالية – الأسباب، الأعراض وطرق العلاج

الرئيسية » المقالات » الطب » الأمراض الرئوية الخلالية – الأسباب، الأعراض وطرق العلاج

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تعرف الأمراض الرئوية الخلالية (Interstitial Lung Disease) بأنها استجابةٌ غير طبيعية يقوم بها الجسم لترميم نسيج الرئة مستخدماً نسيجاً ليفياً متندباً، وهذه الاستجابة تسبّب تندباً حول الأسناخ الرئوية، وهي حالاتٌ خطيرة لا عكوسة مؤثرة على وظيفة الرئة التنفسية. وتتظاهر بأعراض تنفسية وصدرية، لذلك يجب تدبيرها بتطبيق المعالجة المناسبة لمنع حدوث الاختلاطات.

أسباب حدوث الأمراض الرئوية الخلالية

قد تكون الأسباب الكامنة وراء حدوث الأمراض الرئوية الخلالية دوائية،وخاصةً الكيماوية المعطاة لمرضى الأورام، مثل: الميثوتركسات (Methotrexate)، وسيكلوفوسفاميد (Cyclophosphamide)، وبعض الأدوية القلبية متهمة بإحداث ضررٍ لنسيج الرئة الخلالي، مثل: الأميودارون (Amiodarone) المستخدم لعلاج بعض اضطرابات النظم أو بعض أصناف حاصرات بيتا، مثل: بروبانولول (Propranolol)، وفي حالاتٍ نادرة يكون المسبّب فئة الصادات الحيوية، ومضادات الالتهاب، مثل: النتروفورانتوين (Nitrofurantoin)، وسلفاسالازين (Sulfasalazine) على الترتيب.

أو يمكن أن تكون الأسباب جينيةً وراثية، أو التعرض للأشعة العلاجية، أو الاستقصائية والمواد المضرة الكيماوية، كالموجودة في المصانع، مثل: الأميانت (Asbestos)، مسحوق السيليكا الحاوي على ثاني أكسيد الكربون، ومخلفات الحيوانات والطيور. وقد يشكل تليف الرئة الناتج عن ذات الرئة المزمنة من أهمّ أسباب الأمراض الرئوية الخلالية، كما تلعب الأمراض المناعية دوراً في الإمراضية، كالساركوئيد (Sarcoidosis)، والتهاب المفاصل الرثياني، وعند استقصاء كل هذه الأسباب ووضع التشاخيص التفريقية، وعدم كشف السبب غالباً تكون الحالة مجهولة السبب (Idiopathic).

أما عوامل الخطر التي تزيد من احتمالية الإصابة بالأمراض الرئوية الخلالية هي عمر المريض، فهي أكثر شيوعاً لدى الشباب، وقد توجد عند الأطفال واليافعين، كما يتظاهر المرض لدى الأشخاص المصابين بالقلس المعدي المريئي أو (GERD) والمدخنين إذ يشمل ذلك مدخني السجائر، والنارجيلة، والمدخنين السلبيين. [1] [2]

أعراض الأمراض الرئوية الخلالية

إن أهمّ الأعراض التي تظهر على المرضى المصابين بتليف الرئة أو أي مرضٍ رئوي خلالي هي قصر النفس، والتنفس يكون سطحياً، ويترافق أحياناً مع سعالٍ جاف غير منتجٍ للقشع، مما يؤدي إلى تخريش الحنجرة، بالإضافة إلى وجود ألمٍ أو انزعاجٍ صدري، كما يمكن أن يشتكي المريض من التعب، والوهن، ونقص الوزن، وينصح بزيارة الطبيب فور ظهور أول عرضٍ لخطورة الحالة، وأهمية الكشف المبكر عنها.

مضاعفات الأمراض الرئوية الخلالية

تؤدي إلى اختلاطاتٍ خطيرة على مستوى جهاز التنفس والدوران، ومن أهمها ارتفاع التوتر الرئوي الذي يعبر عن ارتفاع ضغط الدم في الشرايين الرئوية بسبب تندب النسيج الرئوي وتليفه، وبذلك لا يستطيع الدم العبور في الشرايين المحيطة بهذه المناطق، ويتجمع في الشرايين الأخرى، وهي حالة خطيرة تؤدي إلى الوفاة في حال عدم المعالجة، أما على مستوى جهاز الدوران تؤدي هذه الأمراض إلى قصور القلب الأيمن (Right heart failure) بسبب وجود عائقٍ أمام البطين الأيمن عند ضخه للدم باتجاه الجذع الرئوي، فيؤدي ذلك مع الزمن إلى تعب العضلة، وفشل القلب في جهته اليمنى.

أما القصور التنفسي، يصيب المرء في الحالات المزمنة والشديدة من الأمراض الرئوية الخلالية، وهنا ينقص إشباع الدم من الأوكسجين، ويظهر مقياس الأكسجة انخفاضاً في النسبة المئوية لغاز الأوكسجين الذي يبلغ لدى الشخص الطبيعي حوالي ثمانية وتسعين بالمئة في هواء الغرفة. [2] [3]

كيف يتمُّ الاستقصاء عن الأمراض الرئوية الخلالية؟

يقوم الطبيب الاختصاصي بالأمراض التنفسية والرئوية بإجراء فحصٍ طبي شاملٍ للمريض بكافة مراحله من تأمل، وإصغاء للأصوات الصدرية، والجس، والقرع بعد أخذ القصة السريرية الكاملة من المريض، ثم يتمُّ قياس العلامات الحيوية، وأهمها في هذه الحالة قياس النبض والأكسجة بجهاز (Oximetry) الذي يوضع في إصبع المريض وقياس الحرارة، بعد ذلك يسحب الطبيب عينة دم ليتحرى عن البروتين أو العوامل التي ترتفع في حالات الالتهاب، وغيرها من الفحوصات المخبرية حسب شك الطبيب.

أما الاستقصاء الذهبي الذي يطلبه الطبيب هو التصوير متعدد الشرائح بالطبقي المحوري (CT-scan) الذي يكشف عن المناطق المتليفة في الرئة أو بأخذ الخزعة من النسيج الرئوي عن طريق التنظير القصبي (Bronchoscopy) أو غسالة الأسناخ، وهي تقنية يقوم فيها الطبيب بتسريبٍ كميةٍ قليلةٍ من المحلول الملحي إلى الأسناخ الرئوية، وإعادة شفطها ثم فحصها تحت المجهر (Bronchoalveolar lavage)، وآخر الإجراءات هي أخذ الخزعة الرئوية بالجراحة. [2] [4]

علاج الأمراض الرئوية الخلالية

إن حجر الأساس في العلاج هو كشف السبب ومعالجته، ويجب التنويه أن التليف الرئوي الحاصل لا يشفى بفعل الأدوية، وإنما يستطيع الطبيب منع الاختلاطات، وتحسين الحالة العامة للمريض، وينصح المريض أولاً بتغيير عاداته السيئة المؤثرة على الرئتين، مثل: إيقاف التدخين، والابتعاد عن المواد الكيماوية السامة الموجودة في بيئة العمل، وتغيير الأدوية التي تزيد من الحالة سوءاً.

أما الخيارات العلاجية، فهي الأدوية التي توسع القصبات (Bronchodilator) عن طريق إرخاء العضلات الملساء في جدار القصبات، لكن تسبّب أحياناً الدوار، والصداع أو الرجفة، والأدوية التي تخفف من الحالة الالتهابية في الرئتين والستيروئيدات القشرية (Corticosteroids) بشكل حبوب أو إرذاذات يتمُّ استنشاقها، وآثارها الجانبية تشمل خشونة الصوت، والتهاب الفم، وللشكل الفموي منها أخطار جانبية أكثر من الشكل الإنشاقي.

قد يعالج المرض الرئوي الخلالي بمضادات التليف (Antifibrotic) التي تعمل على تقليل نسبة الأذية في النسيج الرئوي عبر إغلاقها مستقبلات عوامل النمو التي تلعب دوراً في إحداث التليف. أما تأثيراتها الجانبية غير نوعية، كالأعراض الهضمية (الغثيان، والإقياء، ونقص الشهية، والوزن)، وبعض الأعراض العصبية، كالتحسس الضيائي.

في الحالات الشديدة المؤثرة على نسبة إشباع الدم من الأوكسجين يعطى المرضى غاز الأوكسجين عن طريق الأنف، أو الفم، أو مباشرةً في فغر الرغامى، ويدعى ذلك بالعلاج الداعم بالأوكسجين. إن الأمراض الرئوية الخلالية تؤثر على نمط حياة المريض وحالته العامة، لذا يجب عدم إهمالها، وتلقي العلاج اللازم من المراكز الطبية المختصة. [5]

المراجع البحثية

1- American Lung Association. (n.d.). Interstitial lung disease. Lung.org. Retrieved June 17، 2024

2- Interstitial lung disease. (2023، April 25). Mayo Clinic. Retrieved June 17، 2024

3- Interstitial lung disease. (n.d.). Cleveland Clinic. Retrieved June 17، 2024

4- Interstitial lung disease: Pulmonary fibrosis. (2021، August 8). Hopkinsmedicine.org. Retrieved June 17، 2024

5- Treatment. (n.d.). NHLBI، NIH. Retrieved June 17، 2024

This website uses cookies to improve your web experience.