Skip links
رجل بالغ يجلس على السرير ويضع يد على أسفل ظهره واليد الأخرى خلف رقبته

الألم المزمن – الأسباب، الأنماط وكيف يتمُّ علاجه؟

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما هو الألم المُزمن؟

الشعور بالألم يُعتبر جرس إنذارٍ تجاه أي خطرٍ يواجهه الجسم سواءً كان الألم شديداً أو خفيفاً، حاداً سريع الشفاء، أو مزمناً طويل الأمد، والمقصود بالألم المزمن هو أي ألمٍ مهما كان سببه يستمر لفترةٍ زمنيةٍ تتجاوز مدة ستة أسابيع، وقد تصل إلى سنوات، وقد يكون هذا الألم مستمراً بصورةٍ يوميةٍ دون انقطاع أو قد يتخلله بعض الفترات القصيرة الخالية من الألم.

يُعتبر الألم المزمن من أكثر الأمور شيوعاً ضمن المرضى المراجعين لمختلف العيادات، وقد وصلت نسبة البالغين المراجعين الذين يعانون من الألم المزمن أكثر من 20 بالمئة من المرضى عام 2021 في أمريكا، وللأسف يُعتبر الألم المزمن تجربةٍ مريرةٍ تؤدي إلى اضطراب في نمط الحياة، والمعيشة عند هذا الشخص كما تؤثر على العمل والحياة الشخصية، إضافةً إلى ذلك يعتبر الألم المزمن مؤهّباً لبعض الاضطرابات النفسية، كالقلق، والاكتئاب.

تتنوع أسباب الألم المزمن بصورةٍ واسعةٍ، فقد تكون أحياناً ناجمةً عن سببٍ قابلٍ للحل، كالآلام المفصلية، وألم أسفل الظهر، أو آلام التهاب المفاصل التنكُّسي، وقد تكون ناجمةً عن أسباب أكثر خطورةً، كالآلام الورمية، وغيرها،  لذلك يجب البحث بصورةٍ دقيقةٍ عن سببٍ أي ألمٍ استمر لفترةٍ طويلة، ومعرفة التشخيص لوضع العلاج المناسب المساعد في استرجاع حياةٍ طبيعيةٍ خاليةٍ من الألم أو ذات درجة ألمٍ خفيفةٍ على أقل تقدير. [1]

ما هي أسباب الألم المزمن؟

من الأسباب الأكثر انتشاراً: [2]

– الألم الناجم عن الأمراض المزمنة، كالتهاب المفاصل، والأمراض الحشوية، كالقرحة المعدية.

– الألم الناجم عن الإصابة، كالحوادث، والرضوض.

– الألم المزمن الناجم عن أذيةٍ عصبية.

– الصداع المزمن، مثل: الصداع النصفي، والشقيقة.

– الألم المزمن المجهول السبب.

الألم الليفي العضلي.

ما هي أهمُّ أنماط الألم المُزمن؟

تختلف أعراض الألم المُزمن من شخصٍ لآخر، فقد يتظاهر بشكلٍ حارق، أو ضاغط، أو أشبه بطلقة نارية، أو قد يتظاهر بشكل نابضٍ لاذع، كما قد يتظاهر اضطراب القلق العام، أو شعور مبهم بالتعب، أو الأرق وتبدُّلات المزاج. هناك أنماط متعددة من الألم المزمن تختلف وفق آلية التأثير، وكذلك المُسبّب، وتضمُّ هذه الأنماط ما يلي: [3]

1- النمط العصبي: وله شكلان:

● الشكل المحيطي: ولعل اعتلال الأعصاب السكري خير مثالٍ له.

● الألم المركزي: مثل: الألم الناجم عن الحوادث الوعائية الدماغية.

2- النمط الألمي: وهو الألم الناجم عن الإصابات والرضوض، مثل: الكسور، والحروق أو الألم التالي للجراحة.

3- النمط الهيكلي: ويضمُّ الجذري، وألم أسفل الظهر، والألم الليفي العضلي وغيره.

4- النمط الالتهابي: مثل: التهاب المفاصل الروماتيزمي والنقرس.

5- النمط المزمن الناجم عن الأورام والسرطانات.

6- النمط النفسي المنشأ: كالاضطرابات التحويلية، والصداع النفسي المنشأ.

وغالباً الشخص الذي لديه ألمٌ مزمنٌ يعاني من أكثر من نمط من الأنماط السابقة، كما قد يرافق الألم المزمن اكتئاب أو غيره من المشاكل النفسية.

تقييم الألم المزمن

لعل الخطوة الأهمّ هي معرفة المُسبّب الرئيسي للألم، وذلك يتضمن معرفة طبيعة الألم وصفته هل هو ألم حارق أو ألم أشبه بالمضض أو الثقل، ومدته هل هو مستمر أم متقطع، وهل له أي انتشارٍ جذريٍّ عصبي، ومعرفة المُحرّضات والمُهدّئات التي تساعد على تسكين هذا الألم، كما يجب معرفة مرافقات هذا الألم أي وجود أي اضطرابٍ آخر مرافق.

مثل: وجود ارتفاع في حرارة الجسم، أو نقص وزن، أو أي أعراض حشوية مرافقة، وكما تُعتبر معرفة شدة الألم أمراً أساسياً، وذلك باستخدام مقياس شدة الألم، مثلاً؛ ويجب ألا ننس معرفة مدى تأثير هذا الألم على حياة الشخص وعمله. بعد ذلك نقوم بإجراء فحصٍ فيزيائي شاملٍ للجسمٍ وفحصٍ محدّدٍ لمنطقة الألم، إضافةً إلى إجراء ما يلزم من فحوص مخبرية شعاعية. [4]

ما هي عوامل الخطورة للإصابة بالألم المزمن؟

– الوراثة والقصة العائلية.

– التقدم بالعمر.

– العمل اليدوي.

– السُّمنة.

– التدخين.

– الرضوض السابقة.

– الرضوض النفسية. [5]

كيف يتمُّ علاج الألم المزمن؟

كما قلنا سابقاً أهمّ خطوة في العلاج هي التشخيص الصحيح، ومعرفة السبب العضوي أو النفسي وراء هذا الألم، ووضع خطة علاجية كاملة، وتعتمد الخطة العلاجية على خياراتٍ متعددةٍ دوائية وغير دوائية. [6]

1- الخيارات الدوائية

تضمُّ المُسكّنات بأنواعها المختلفة سواءً المُسكّنات المركزية أو مُسكّنات غير أفيونية، كما قد تساعد مضادات الاكتئاب في الحصول على نتيجةٍ جيدة، وخاصةً في الآلام المفصلية المزمنة، وهشاشة العظام، وتختلف الاستجابة للعلاج من شخصٍ لآخر وفق المُسبّب، ومن الضروري البدء بالتدريج والمراقبة اللصيقة خاصةً عند استخدام المُسكّنات المركزية الأفيونية.

والتي تُعتبر الخط الثاني للعلاج، وتترك لحالاتٍ خاصة جداً من الألم المزمن، مثل: الألم الورمي الألم العصبي الشديد جداً، وطبعاً خلال فترةٍ زمنيةٍ محدودة، وبعد شرح الآثار الجانبية الخاصة بها بصورةٍ واضحة للمريض، والتي يُعتبر الاعتياد (نوع من أنواع الإدمان) أخطرها.

هناك أيضاً المُسكّنات الموضعية ذات التأثير الفعّال في الألم الهيكلي المزمن، كما يمكن استخدام الأدوية الشبيهة بالغابابنتين في علاج الحالات المرضية ذات المنشأ العصبي، كاعتلال الأعصاب السكري، وكذلك الألم المزمن التالي لداء المنطقة، ويُعتبر الكابسيسين الموضعي اختياراً جيداً لآلام الأعصاب المزمنة أو العضلات والعظام التي لا تستجيب للعلاجات الأخرى.

2- العلاجات غير الدوائية

● العلاج بالحرارة والبرودة. 

● العلاج السلوكي المعرفي.

● العلاج بالاسترخاء.

● الاستشارة الجماعية.

● التحفيز بالموجات فوق الصوتية.

● العلاج الطبيعي.

الوخز بالإبر.

3- التقنيات التداخُلية

● تحفيز الحبل الشوكي.

● حقن الستيرويد فوق الجافية.

● استئصال الأعصاب بالتردُّدات الراديوية.

● حقن توكسين البوتولينوم.

● إحصار الأعصاب.

الإنذار والمضاعفات

قد تصل حالات الشفاء من الألم المزمن إلى 30 بالمئة تقريباً، ومع ذلك فإن نسبة العطالة والوفيات بين هؤلاء المرضى أعلى من مثيلاتها عند الأشخاص الطبعيين، كما أن معدلات الانتحار أعلى بينهم، وكذلك بيّنت الدراسات إن نسبة الاعتياد النفسي والجسدي على المُسكّنات الأفيونية تزداد مع زيادة فترة العلاج.

كل هذا يُعتبر من أخطر المضاعفات التالية للألم المزمن وعلاجه، فلذلك من المهمُّ أن نعالج أي مرض وآلامه قبل الوصول إلى المرحلة المزمنة. هناك مضاعفاتٌ أقل خطراً، وتُعتبر آثاراً جانبيةً أقل شدة، كالأعراض الهضمية والتنفُّسية أحياناً، وبعض التأثيرات الهرمونية أيضاً كل هذا يؤكد على ضرورة اختيار العلاج الصحيح والمراقبة اللصيقة. [7]

المراجع البحثية

1- Dydyk, A. M., & Conermann, T. (2024, May 6). Chronic pain. Retrieved November 6, 2024

2- Chronic pain. (2024, May 24). Johns Hopkins Medicine. Retrieved November 6, 2024

3- Watson, S. (2022, December 3). What is chronic pain syndrome? WebMD. Retrieved November 6, 2024

4- Kang, Y., Trewern, L., Jackman, J., McCartney, D., & Soni, A. (2023). Chronic pain: definitions and diagnosis. BMJ, e076036. Retrieved November 6, 2024

 5- Chronic pain. (2024, October 11). Cleveland Clinic. Retrieved November 6, 2024

6- Cohen, S. P., Vase, L., & Hooten, W. M. (2021). Chronic pain: an update on burden, best practices, and new advances. The Lancet, 397(10289), 2082–2097. Retrieved November 6, 2024

7- National Library of Medicine. (n.d.). Chronic pain. MedlinePlus. Retrieved November 6, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.