Skip links
صورة شعاعية لتجويف في عظم الفك او مايدعى بالكيس السني

الأكياس سنّية المنشأ – الأنواع، التشخيص والأسباب

الرئيسية » المقالات » الطب » طب الأسنان » الأكياس سنّية المنشأ – الأنواع، التشخيص والأسباب

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما هي الأكياس سنّية المنشأ؟

تعرف الأكياس سنّية المنشأ (Odontogenic cysts) بأنها تجاويف مرضية مبطنة بطبقةٍ ظهارية، ومحاطةٍ بنسيجٍ ضامٍّ ليفي، تنشأ من الأنسجة السنية التي توجد في المناطق الحاملة للأسنان في الفك العلوي والسفلي. يكون الكيس مملوءاً بسائل، أو شبه سائل، أو يحتوي على هواء، وتسبّب الأكياس في الفكين تخريباً في العظم، وقد تؤدي إلى امتصاص أو إزاحة الأسنان المجاورة لها.

تقسم الأكياس السنّية حسب المنشأ إلى أكياسٍ ذات منشأ تطوري (Developmental)، وأكياس ذات منشأ التهابي (Inflammatory) تنتشر عند البالغين بشكلٍ أكبر من الأطفال، وتعدُّ الأكياس السنية حول الذروية والأكياس التاجية هي الأكثر مشاهدةً في الممارسات السريرية لطب الأسنان.

الفحص النسيجي هو المعيار الذهبي والأكثر دقةً في التشخيص النهائي للكيس، يتمُّ تدبير الأكياس عن طريق الاستئصال الجراحي أو التكوية، ويؤدي الكشف المبكر والمعالجة إلى تقليل مقدار التخريب في عظم الفك. [1]

أنواع الأكياس سنّية المنشأ

تقسم الأكياس سنية المنشأ إلى: [2]

1- الأكياس السنّية الالتهابية

وتصنّف إلى:

– الكيس الجذري (حول الذروي) (Radicular (Periapical) cyst).

– الكيس المتبقي (Residual cyst).

– الكيس حول السني (Paradental cyst).

2- الأكياس السنية التطورية

وتصنّف إلى:

– الكيس التاجي (Dentigerous cyst).

– الكيس البزوغي (Eruption cyst).

– الكيس الجانبي حول السني (Lateral periodontal cyst).

– الكيس اللثوي (Gingival cyst).

– الكيس السني التقرني (Odontogenic Keratocyst). 

– الكيس السني التقرني التقويمي (Orthokeratinizing Odontogenic cyst).

– الكيس الغدي سني المنشأ (Glandular Odontogenic cyst).

تشخيص الأكياس سنّية المنشأ

يتمُّ الكشف عن الأكياس السنية في كثيرٍ من الأحيان من خلال الفحوصات الشعاعية الروتينية، مثل: التصوير البانورامي، والتصوير المقطعي المحوسب للرأس والرقبة، وعندها يجب على الطبيب الحصول على تاريخٍ طبي كامل للمريض، وإجراء فحصٍ شاملٍ للرأس، كما يعدُّ الفحص السريري والقراءة الدقيقة للصور الشعاعية خطوةً مهمةً في التشخيص، كما يجب إجراء اختبار حيوية الأسنان لصياغة التشخيص التفريقي المناسب للأكياس السنية.

يعدُّ التشخيص الأولي خطوةً مهمةً لوضع خطة العلاج. بالرغم من أن هناك عدداً من الآفات تشبه الأكياس في مظهرها، مثل: ورم الخلايا العرطلة، والورم المينائي، فإن ملاحظة التفاصيل الدقيقة، والقصة المرضية المفصلة تحسن التشخيص التفريقي، ومن أهمّ الأعراض والعلامات التي يجب ملاحظتها: [2]

– التورم.

– وجود إفرازات.

– الألم على الضغط.

– انزياح الأسنان.

– حركة الأسنان.

– فقدان حيوية السن.

– اضطراب في وظيفة الأعصاب.

– تغيير لون الغشاء المخاطي المغطي إلى الأزرق.

أما المعلومات الواجب أخذها خلال تسجيل القصة المرضية تشمل الرضوض السابقة في المنطقة، والعلاجات السابقة، مثل: المعالجات اللبية، أو قلع الأسنان، أو الجراحة الجذرية (قطع الذروة). وفيما يتعلق بالفحص السريري، فإنه يشمل ملاحظة وجود أي انزياحٍ للأسنان أو وجود نخور، وكذلك فحص حركة الأسنان والحساسية للقرع، في حال وجود انتفاخاتٍ ظاهرة يتمّ فحصها بالجس لتحديد طبيعتها.

ولا يمكن للفحص الشعاعي وحده أن يعطي تشخيصاً نهائياً لأي كيس، ولكنه يعطي دلالةً مهمةً للتشخيص، الصور الشعاعية المستخدمة بشكلٍ متكرر في فحص المرضى هي الصور البانورامية، والصور داخل الفموية الذروية، وبشكل أقل شيوعاً الصور الإطباقية، وحالياً يتمّ استخدام التصوير المقطعي المحوسب Cbct بشكلٍ واسعٍ في تشخيص الأكياس. وأهمُّ المظاهر التي يجب مراعاتها بالصورة الشعاعية هي:

1- الموقع وعلاقة الشفوفية الشعاعية بالأسنان غير البازغة والأسنان غير الحية، وكذلك علاقتها بالمعالم التشريحية المجاورة، مثل: الجيب الفكي الذي يكون قريباً من جذور الأسنان الخلفية العلوية، ويعطي مظهراً مشابهاً للأكياس.

2- الشكل: هل الشفوفية الشعاعية أحادية أم متعددة التجاويف.

3- الخطوط الخارجية: هل الآفة ذات حواف منتظمة أم لا.

4- الكثافة الإشعاعية: ما هي الكثافة النسبية للآفة مقارنةً بالعظم المجاور.

5- الانتشار: تحديد مدى توسع وانتشار الآفة ضمن العظم.

ومن الإجراءات التي كانت شائعةً في تشخيص الأكياس السحب أو البزل، ولكن تمّ التخلي عنه إلى حدٍّ كبيرٍ لأغراض التشخيص باستثناء تأكيد تشخيص الكيس السني التقرني الذي يحتوي على الكيراتين السميك، ويتمُّ إجراؤه في بعض الأحيان علاجياً لتخفيف ضغط الكيس قبل الجراحة أو أثناءها، وقد تمّ التخلي عنه لتحليل محتويات الكيس بشكلٍ تشخيصي لأنه لم يكن له أي تأثيرٍ فعلي في خطة العلاج، هو فقط يساعد الجراح في ضمان سلامة التجويف بأنه ليس صلباً أو مملوءاً بالدم أو الكيراتين. [3]    

الأسباب المرضية للأكياس السنية

تختلف الفيزيولوجيا المرضية للخراجات السنية باختلاف نوع الكيس: [2] [3]

1- الأكياس الجذرية (حول الذروية)

تحدث نتيجة العملية الالتهابية للأسنان غير الحية، مما يؤدي إلى التهابٍ حول ذروي بسبب عدوى بكتيرية أو تموُّت اللب، ويشكل نسيجاً حبيبياً يؤدي إلى زيادة الضغط الأسموزي. تترافق غالباً مع رضٍّ سابق على السن، أو فشل المعالجة اللبية، أو أي سببٍ آخر لفقدان حيوية السن، وتتضخم عادةً في الاتجاه الأقل مقاومة، لذلك يكون التورم الدهليزي أكثر شيوعاً، باستثناء الأكياس التي تتوضع على ذرا الجذور الحنكية أو اللسانية تظهر على شكل تورمٍ حنكي أو لساني.

2- الأكياس المتبقية

هي بقايا الأكياس حول الذروية التي كانت موجودةً قبل قلع السن، وتحدث نتيجة الإزالة غير الكاملة للأكياس بعد قلع الأسنان المسبّبة لها، وبالرغم من أن العديد منها تختفي دون أي تدخلٍ جراحيٍّ إضافي بمجرد إزالة السن المتضرر، إلا أنها يمكن أن تتحول إلى أكياسٍ متبقية.

3- الأكياس حول السنية

هي أكياس التهابية المنشأ، تنشأ من النسيج الظهاري في الميزاب اللثوي أو عند الملتقى المينائي الملاطي للجهة الجانبية للسن غالباً بالقرب من مفترق الجذور، وتترافق مع أسنانٍ حية.

4- الأكياس التاجية

هي أكياس تطورية المنشأ، وتترافق مع الأسنان المنطمرة التي فشلت في البزوغ داخل الفم، يتشكل الكيس نتيجة تراكم السوائل بين النسيج الظهاري وميناء السن، ويكون الكيس محيطاً بتاج السن المنطمر، تظهر غالباً في الأرحاء الثالثة (أضراس العقل) التي لا تستطيع البزوغ، ولها نسبة خطورةٍ عالية في إحداث أذيةٍ عصبية.

5- الأكياس البزوغية

أكياس تطورية المنشأ تحدث نتيجة تراكم الدم أو السوائل داخل المساحة الجريبية السنية المتوسعة، ويتطور الفراغ بسبب انفصال الجريبات السنية عن ميناء السن البازغ.

6- الكيس الجانبي حول السني (اللثوي)

أكياس تطورية المنشأ تنتج عن بقايا الصفيحة السنية في الجهة الجانبية من سطح الجذر، وتترافق مع لبٍّ حي للسن دون أي تخريبٍ واضحٍ للثة.

7- الكيس السني التقرني

كذلك ينشأ من الصفيحة السنية، ويكون مبطناً بشكلٍ رقيقٍ بنسيجٍ ظهاري يعطي مظهراً نظيراً للتقرن، وتكون المحفظة الليفية لهذا الكيس رقيقة، تنمو هذه الأكياس بسرعة أكبر، ومن الصعب علاجها، وتكون عرضةً للنكس بعد العلاج غير الكافي، وهي شائعة في الفئات العمرية الأصغر سناً، ويكون الكيس ذا حجمٍ أكبر من بقية الأكياس في كثيرٍ من الأحيان.

المراجع البحثية

1- Rajendra Santosh، Arvind Babu. Odontogenic Cysts. Dental clinics of North America vol. 64، 1 (2020): 105-119. Retrieved May 29، 2024

2- Wang، L. L.، & Olmo، H. (2022، September 26). Odontogenic cysts. StatPearls – NCBI Bookshelf. Retrieved May 29، 2024

3- Hill، C. M.، & Renton، T. (2017). Oral surgery II: Part 3. Cysts of the mouth and jaws and their management. British Dental Journal، 223(8)، 573–584. Retrieved May 29، 2024

Comments are closed.

This website uses cookies to improve your web experience.