تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما المقصود بالإعصار المداري؟

هو من أعنف الظواهر الجوية قاطبة، وأكثره قتلاً وتدميراً لما يقع في طريقه خاصةً أنه يضرب السواحل الشرقية من القارات في العروض المدارية وشبه المدارية الغنية بالرطوبة، وأثناء عبور العاصفة يرتفع الهواء المحيط الدافئ إليها مشكلاً منطقةً ذات ضغطٍ منخفض تحتها، مما يسبّب اندفاع المزيد من الهواء إلى داخل العاصفة ثم يرتفع الهواء ويبرد مشكلاً السحب، ويتكاثف الماء في السحب العليا، ونتيجةً للتكاثف تنطلق كميات كبيرة من الحرارة تزيد من طاقة العاصفة.

حيث يتمُّ تصنيف العاصفة على أنها إعصار عندما تبلغ سرعة الرياح داخل العاصفة إلى 74 ميل أي (119كيلو متر في الساعة)، وتتصف بنظامٍ دوراني ومنظم لمجموعة من السحب والعواصف الرعدية، وتأخذ أسماء محلية في مناطق حدوثها تعرف بالهوريكان في الأطلسي الشمالي وفي الهادي الشرقي، وتعرف بالتيفون في المحيط الهادي الشمالي الغربي، والبايغو في جزر الفلبين. ^[1]

أين تتشكل الأعاصير المدارية؟

تتشكل الأعاصير المدارية في المحيطات بين خطي عرض (10-20 شمالاً وجنوباً)، وبالتالي خارج المنطقة الاستوائية المحصورة بين خطي عرض (10 شمالاً وجنوباً)، وفي الأماكن التي تزيد درجة حرارة سطح المحيطات على 27 مئوية. وهذا ما يحدث في الفترة الممتدة من شهر حزيران حتى تشرين الثاني في نصف الكرة الشمالي، وخلال شهري آب وأيلول عندما تبلغ درجة حرارة سطح الماء أعظمها.

مما يزيد من فاعلية عملية التبخر، ويتزود الماء بكمياتٍ كبيرةٍ من البخار الذي يتكاثف، فتنطلق الحرارة الكامنة فيه التي تعتبر مصدراً لتشكل الطاقة الرئيسية للحركة الإعصارية الحلزونية نحو الأعلى. أما في المحيطات الجنوبية، فموسم تشكل الأعاصير يكون خلال الفترة الممتدة من شهر تشرين الثاني حتى نيسان، والدرجة العظمى لها في شهري كانون الثاني وشباط. ^[2]

ما هي الظروف الملائمة لتطور الأعاصير المدارية؟

تشير الدراسات العلمية إلى الظروف الملائمة لتطور الأعاصير، وهي كالاتي: ^[3]

1- مياه محيطية ضخمة ذات حرارة سطحية تزيد على (26.7 مْئوية) لتؤمن للهواء الذي فوقها الحرارة المناسبة والرطوبة.

2- تدفق هوائي في المستويات العليا فوق الاضطراب السطحي.

3- قوة كوريوليس، وتعدُّ قوة انحرافٍ كافية لتشكل حركة إعصاريه دوامية في الهواء، لهذا السبب لا تتشكل الأعاصير فيما بين خطي عرض (5 شمال خط الاستواء وجنوبه)، حيث قد تنعدم قوة الانحراف الناجمة عن دوران الأرض.

ما هي بنية الأعاصير المدارية؟

يتركب الإعصار المداري من ثلاثة أجزاء رئيسية: ^[1]

1- المنطقة الهادئة

وهي المنطقة المركزية الدائرية من الإعصار التي تعرف بعين الإعصار، ويتراوح قطرها بين 10-50 كيلو متر، وتتصف بهدوئها، حيث تتناقص سرعة الرياح باتجاهها حتى تكاد تنعدم تقريباً في وسطها، وحيث يكون الجو فيها خالياً من السحب تقريباً، وتكون الشمس ساطعة، وفيها تسجل أخفض قيمةٍ للضغط.

2- المنطقة المضطربة

وتتمثل بجدار عين الإعصار، وهي المنطقة التي تبدو بصورة جدارٍ شاقولي عنيف من السحب الكثيفة المحيطة بعين الإعصار. تتجاوز أبعادها الأفقية 100 كيلو متر، ويصل امتدادها الشاقولي حتى سقف التروبوسفير (12-16كيلو متر). تمثل هذه المنطقة أشدّ أنواع الإعصار عنفاً واضطراباً حتى تشكل منطقة الرياح الإعصارية التي تصل سرعتها في بعض الأحيان إلى أكثر من 300 كيلو متر/ ساعة، وفي هذه المنطقة تكون التيارات الهوائية الصاعدة في أقصى درجات نشاطها المعروفة، وينجم عن السحب الحملانية ذات النمو الرأسي الشديد هطول الأمطار بغزارةٍ كبيرة ليصل معدلها في اليوم الواحد 500 ميلي متر أحياناً.

3- المنطقة الهامشية

وهي المنطقة المتمثلة بأطراف الإعصار الخارجية في مؤخرته، ومقدمته، وجوانبه الأخرى. تتصف الحركة الهوائية فيها بكونها من النوع الهابط مع بعض الحركات الصاعدة الخفيفة، لذا فإن الجو يكون جيداً مع وجود السحب المتفرقة.

ما هي درجات تصنيف الأعاصير تبعاً لقوتها؟

تصنف الأعاصير تبعاً لقوتها إلى خمس درجات: ^[4]

1- الدرجة الأولى

سرعة الإعصار بين (119-153) كيلو متر / ساعة تتسبب بأضرار خفيفة في الممتلكات، والمنازل، والمزارع، وتكسير الأشجار، وإغراق الطرق الساحلية.

2- الدرجة الثانية

سرعة الإعصار بين (154-177) كيلو متر/ ساعة تتسبّب بتدمير الأشجار واللافتات في الشوارع، وقطع الطرق الساحلية.

3- الدرجة الثالثة

سرعة الإعصار بين (178-208) كيلو متر / ساعة، حيث تعتبر سرعة الرياح شديدة الدمار، وتتسبّب في أعطال واسعة للطاقة الكهربائية، وأضرار هيكلية في المباني الصغيرة، وينصح بإخلاء المناطق التي سيجتاحها.

4- الدرجة الرابعة

سرعة الإعصار بين (209-251) كيلو متر / ساعة تتسبّب الرياح في حدوث أضرار جسيمة في المباني، والأسقف، وانقطاع التيار الكهربائي، وفي هذه المرحلة لابدّ من إخلاء المناطق التي سيجتاحها.

5- الدرجة الخامسة

سرعة الإعصار هنا تفوق 251 كيلو متر / ساعة تعتبر هذه المرحلة من أخطر المراحل وأشدها قسوة، ويرافقها دمار شامل وواسع في المناطق التي يمر بها الإعصار.

ما هي مناطق تشكل الأعاصير المدارية وترددها؟

1- لا تتشكل الأعاصير المدارية مطلقاً فوق السطوح القارية، وإنما تتشكل فقط فوق المياه الدافئة الضحلة عندما تصل إلى اليابسة أو تبلغ مناطق مائية باردة.

2- لا تتشكل مطلقاً بين خطي عرض 5 شمال وجنوب خط الاستواء، فالمحيط الهادي (جنوب خط الاستواء) يكاد يخلو منها نهائياً، وبالتالي فإن أكثر العروض ملائمةً لنشوء الأعاصير وتطورها هي العروض الواقعة بين (5-30 شمال وجنوب خط الاستواء).

3- المعدل الوسطي لتردد الأعاصير سنوياً هو بحدود: 50 إعصار في نصف الكرة الشمالي، وقرابة 20 إعصار في نصف الكرة الجنوبي. ^[3]

ما هي الأضرار والمخاطر الناجمة عند حدوث الأعاصير المدارية؟

للأعاصير المدارية أخطار متعددة ومتنوعة على الأرواح والممتلكات، وقد تكون نتائجها كارثية في الكثير من الأحيان نتيجة للعواصف، والفيضانات، والرياح الشديدة، والأعاصير المصاحبة لها، ومن هذه المخاطر ما يأتي: ^[5]

1- تتسبّب الرياح المرافقة للأعاصير بدمارٍ كبير بالممتلكات، بالإضافة لخطر الحطام المتطايرـ وقد يكون سبباً أساسياً في إلحاق الأذى والضرر الكبير.

2- تتسبّب الأعاصير بإصابات وحالات اختناق عند انهيار المباني، وحالاتٍ من الغرق عند انهيار الموانئ، وتدمير السفن، وحالاتٍ من الصعق بالكهرباء.

3- الفيضانات الداخلية، وتعدُّ السبب الرئيسي الثاني للوفيات الناجمة.

4- حدوث انهياراتٍ أرضية شديدة نتيجة تعرض الهياكل والمباني والجسور والطرق للخطر الشديد أثناء حدوث الإعصار.

5- تسبّب الرياح الشديدة الناجمة عن الأعاصير المدارية في تلف المحاصيل الزراعة، وتدمير الغابات بالكامل.

6- تتسبّب الأمطار المرافقة للأعاصير بمخاطر ارتفاع مستوى سطح البحر، والأخطار المرافقة لها.