تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما هو الأرق عند النساء؟

يشمل الأرق لدى النساء عدة جوانب، أولها وجود صعوبةٍ في عملية النوم بانتظام، والاستيقاظ في وقتٍ مبكر جداً من الليل، وصعوبة العودة للنوم، حيث تسيطر الأوهام والضلالات الكاذبة على عقل المرأة لتجعل منه مخزوناً من الكوابيس والتعب المستمر، ويتفاقم ليتحول من شيءٍ طبيعي ومعتاد إلى اضطرابٍ خطيرٍ نتيجة عوامل كثيرة تمرُّ بها المرأة، ويجب الانتباه إليها. ^[1]

كيف يصنّف الأرق عند النساء؟

توجد طريقتان أساسيتان يستخدمها العلماء لكي يصنفوا الأرق، وهما: ^[2]

1- الوقت

حيث يميز الخبراء الأرق عند المرأة على أنه حادّ بمعنى قصير الأمد أو مستمر مزمن بمعنى طويل الأمد، وإذا كان مزمناً يتمُّ تعريفه على أنه اضطراب الأرق.

2- السبب

الأرق الأولي الذي يحدث من تلقاء نفسه دون وجود أسباب، والأرق الثانوي ينسب حدوثه إلى وجود حالةٍ مرضيةٍ أو ظرفٍ صحي.

ما هي أعراض الأرق عند النساء؟

للأرق عند النساء أعراضٌ محتملةٌ كثيرة، وتندرج تحت ما يلي: ^[2]

1- هنالك مشاكل كثيرة في النوم

وتوجد ثلاث طرقٍ مهمة ورئيسية لحدوث تلك المشاكل، وهي:

● الأرق في بداية النوم: ويعني أن تواجه المرأة صعوبةً في إغماض عينيها، والدخول في مرحلة النوم العميق.

● الأرق المداوم: ويعني الأرق الأوسط الذي يجعل الأنثى تستيقظ في منتصف نومها، وفي الغالب تنجح في العودة للنوم، لكن بعد معاناةٍ كثيرة، وهذه هي النوعية الأكثر انتشاراً من هذا الاضطراب.

● الأرق المتأخر: النهوض والاستيقاظ مبكراً جداً في الصباح، وعدم العودة للنوم أبداً من دون معرفة سبب ذلك.

2- الآثار المترتبة في النهار

تحتاج المرأة للنوم بشكلٍ منتظم، ولكي تكون في أفضل حالاتها لا بدّ من حصولها على قدرٍ كافٍ منه، لذلك قد تكون معاناتها من اضطراب الأرق تجلب آثاراً سلبيةً، ومنها:

1- صعوبة في تذكر الأحداث خلال النهار.

2- صعوبة في ترتيب روتين حياتها، وعملها، ومنزلها، وكذلك حياتها الزوجية.

3- الإصابة باضطراباتٍ في الذاكرة، وعملية التركيز، والتهيُّج، والغضب من أبسط الأشياء.

4- البرود وانعدام الرغبة تجاه شيء.

5- الشعور بالنعاس الشديد عند الجلوس في مكانٍ هادئ.

6- القلق والاكتئاب بشأن النوم.

7- الصداع المستمر في الرأس، وانخفاض طاقة الجسم، وعدم القدرة على القيام بأي شيء.

8- مشاعر من العدوانية، وعدم الراحة، والاستمرار بموجاتٍ متقلبةٍ من الغضب والانفعال.

ما هي أسباب الأرق عند المرأة؟

1- التوتر والتفكير الزائد

 في مجمل نواحي الحياة من عمل، ودراسة أو صحة، ومال، مما يؤدي لبقاء الذهن مشغولاً لفتراتٍ طويلةٍ من النهار والليل أيضاً، مما يجعل النوم صعباً نتيجة الإدمان على ذلك.

2- التعرض لصدماتٍ قوية

تجعل المرأة تدخل في مرحلةٍ من عدم الوعي، وقد يكون ذلك ناتجاً عن الحوادث، أو وفاة أحد من أفراد عائلتها، أو بسبب فقدان وظيفة، أو موت أحد أولادها.

3- تناول كميةٍ كبيرةٍ من الطعام

قبل الذهاب للنوم أو في وقتٍ متأخرٍ من الليل، مما يجعل الجسم في وضعٍ من انعدام الراحة، وصعوبةٍ في النوم، وبعض النساء يعانون من حرقةٍ في المعدة نتيجة ارتجاع الطعام والحمض من المعدة إلى المري بعد تناول الوجبات، الأمر الذي يُبقي الجسد مستيقظاً طوال الليل.

4- تناول بعض الأدوية

التي تمّ وصفها بشكلٍ طبي قبل النوم، كمضادات الاكتئاب، أو الربو، أو أدوية ضغط الدم، حيث تسبّب تلك المستحضرات الطبية صعوبةً في النوم، وتشتتاً في الذهن، وتوتراً، ورجفان مستمراً، لأنها تحتوي على الكافيين وغيره من المنبهات التي تسبّب اضطراباً في النوم.

5- معاناة المرأة من انقطاع التنفس اليومي

الأمر الذي يؤدي إلى توقف النفس من حينٍ لآخر في الليل، فيظل الجسد في وضعية استنفارٍ وصعوبةٍ في الخلود للنوم، أيضاً تسبّب متلازمة تململ الساقين إحساساً مزعجاً يؤدي إلى استمرار حركة الساقين، والرغبة المستمرة في تحريكهما، مما قد يمنع من النوم.

6- تغيرات في الحالة الصحية عند المرأة

قد يكون انعدام النوم ناتجاً عن أعراض الحمل أو تأخرٍ في الدورة الشهرية، وآلام في البطن، وإصابات في المسالك البولية تسبّب مشكلاتٍ في المثانة، وكثرة التبول أثناء الليل، وهو ما يسمّى بالتبول الليلي، مما قد يعوق النوم لدى النساء، وهم أكثر عرضةً للإصابة به من الرجال بسبب فرط نشاط المثانة، وخاصةً النساء الذين تبلغ أعمارهم 40 وما فوق.

7- إصابة المرأة باضطراب الباراسومينا

وهو عبارةٌ عن سلوكياتٍ غير طبيعية تقوم بها الأنثى عند الذهاب للنوم، مما يؤدي إلى عدم الحصول على مقدار كافٍ من النوم، وهذا الاضطراب لا يظهر ميولاً جنسية، لكن يقال عنه أيضاً باضطراب الكابوس الذي يتميز بأحلامٍ متكررة ومزعجة جداً في الليل. ^[3]

كيف يتمُّ تشخيص الأرق؟

في البداية سيقوم الطبيب بطرح مجموعةٍ من الأسئلة على المريضة تتضمن عادات النوم، والأدوية التي يتمُّ تعاطيها، وكمية الكافيين والكحول التي يتمُّ استهلاكها يومياً، وما هي الأعراض التي تعاني منها، والمدة الزمنية التي مضت، إضافةً إلى أن هنالك بعض الاختبارات التي يتمُّ إجراؤها للتأكد من الإصابة بالأرق.

ما هي اختبارات التأكد من الإصابة بالأرق؟

1- اختبار انقطاع النفس أثناء النوم

الذي يتضمن دراسة ساعات النوم أثناء الليل في مختبرٍ خاص، ويدعى ذلك (تخطيط النوم) أو من خلال استخدام جهاز فحص التنفس أثناء النوم في المنزل.

2- اختبار كمون النوم المتعدد

من الممكن أيضاً إجراء اختباراتٍ أخرى تتعلق بالصحة العقلية، وذلك من خلال تقييم الأعراض، والطبيب النفسي هو من يملك أولوية اتخاذ القرار المناسب من ناحية إجراء الاختبارات وتقييمها. ^[4]

ما هو علاج الأرق لدى النساء؟

1- العلاج المعرفي السلوكي

وهو العلاج الفعّال للأرق الذي يساعد على تحديد المعتقدات والأفكار السلبية غير المفيدة التي تسبّب اضطراباً في النوم، والعمل على التخلص منها، فيحدث بعد ذلك نوعٌ من التفريغ الإيجابي، مما يريح النفس والعقل، ويساعد أيضاً على رفع القدرات الإنتاجية في العمل، وأداء الواجبات المنزلية.

2- علاج تقييد النوم

هو أحد مكونات العلاج الرئيسية التي تهدف إلى تصحيح الخلل الناتج عن إيقاعات الساعة البيولوجية، وذلك من خلال تدريب الجسم على النوم في الوقت المناسب، والاستيقاظ أيضاً في الوقت المناسب، بمعنى آخر أن هذا العلاج يهدف إلى إعادة تنظيم ساعة الجسم عن طريق الحدّ من زيادة الوقت في البقاء بالسرير.

3- إنشاء روتين صحي هادف قبل النوم

عن طريق تخفيف الأضواء، والاستماع إلى الموسيقى الهادئة، وإبقاء الجوال بعيداً عن مكان وغرفة النوم، وتجنُّب العشاء الثقيل في الليل.

4- ممارسة الرياضة

يكون ذلك بانتظام، والاهتمام بتعريض الجسم لأشعة الشمس في الصباح الباكر.

5- استخدام تقنيات الاسترخاء قبل النوم

كالتنفس العميق، والالتزام بتحديد المخاوف، وتعلم كيفية وضعها جانباً من خلال تمارين يحددها الأخصائي النفسي، بالإضافة إلى الاستغناء أو التقليل من استخدام الكافيين والمشروبات الكحولية. ^[5]