Skip links
امرأة مستلقية في السرير تضع يديها على عينيها

الأرق – آثاره، علاماته وطرق العلاج

الرئيسية » المقالات » الصحة النفسية » الأرق – آثاره، علاماته وطرق العلاج

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تستيقظ باكراً بعد عطلة نهاية الأسبوع لتذهب إلى عملك، لكنك لا تستطيع إنجاز أبسط المهام الموكلة إليك، وتستمر على هذا الحال من عدم التركيز طوال اليوم على الرغم من أنك لا تعاني من أية أمراض، وصحتك جيدة، وأثناء جلوسك مع عائلتك تروي لهم ما عانيته، فإنك تغفو من شدة النعاس، وعندما تستيقظ تدرك أن كل ما كنت بحاجةٍ إليه هو حصة كافية من النوم.

للنوم فوائد لا تعدّ ولا تحصى لصحة الإنسان، لكن للأسف، كثير من الناس لا يقدر أهميته، ولا يحصل على ما يكفيه من النوم. عدم القدرة من النوم أو الحرمان من النوم قد يحدث كعرضٍ ضمن الكثير من الأمراض النفسية والجسدية، أو كداءٍ مستقل يتعلق بالنوم يطلق عليه الأرق (Insomnia).

ما هو معنى الأرق؟

يختلط مصطلح الأرق في كثيرٍ من الأحيان مع كثيرٍ من الحالات البسيطة التي لا تصنّف على أنها اضطراب، فليس السهر المتعمد أو عدم القدرة على النوم بسبب ألماً ما يعدُّ أرقاً، الأرق هو مصطلح يشير إلى صعوبةٍ متكررة في بدء النوم أو الحفاظ عليه، والتي تحدث على الرغم من توفر الوقت الكافي، والفرصة الكافية للنوم، مما يؤدي إلى انخفاضٍ في أداء الأنشطة الاجتماعية والمهنية أثناء اليوم.

الأرق اضطرابٌ مزمن يصيب جميع الفئات العمرية، يظهر على شكل اضطرابٍ مستمر دائم أو على شكل نوبات. وفق التعريف السابق يلاحظ أن الأرق هو اضطرابٌ شائعٌ للغاية، ويقدر نحو 95 بالمئة من الأمريكيين يعانون من حدوث نوبةٍ من الأرق في مرحلةٍ ما خلال حياتهم.

يمكن للأرق أن ينتج عن اضطراباتٍ وراثيةٍ عائلية نادرة الأرق العائلي القاتل (Fatal familial insomnia) أو نتيجة تعاطي أصناف دوائية معينة تسبّب فرط النشاط، وعدم القدرة على النوم، ويمكن للأرق أن يشكل إعاقةً حقيقةً في حياة الفرد، وذلك لما قد يسبّبه من أعراض وعلامات مميزة تظهر عند عدم الحصول على النوم الكافي. [1] [2]

تأثيرات الأرق وارتباطه بالأمراض النفسية

الأعراض التي يعاني منها المريض عادةً ما تكون واضحةً وصريحة، وتتعلق بالضعف، وانعدام الطاقة، وعدم القدرة على التعلم والعمل، ووجود مثل هذه الشكايات يعدُّ شرطاً أساسياً لوجود الأرق، وهذه الأعراض تشمل:

1- التعب.

2- نقص الطاقة.

3- العصبية الزائدة.

4- انخفاض أداء العمل.

5- الصعوبة في التركيز.

هذه الشكايات بالطبع ليست نوعيةً لاضطرابات الحرمان من النوم والأرق، وحتى أنها تكون موجودةً لدى حالاتٍ معاكسةٍ تماماً للأرق، كاضطراب النوم الزائد. هذه الأعراض على الرغم من بساطتها، إلا أنها قد تسبّب حوادث بشرية جسيمة، وبشكلٍ خاص حوادث المرور (احتمال حادث السير عند شخصٍ مصابٍ بالأرق يزيد بأضعاف مضاعفة عن احتمال حادث السير عند شخصٍ سليم). ولربما الجانب الأخطر للأرق هو ارتباطه الوثيق بالأمراض النفسية، وبشكلٍ خاص الاكتئاب والتوتر.

حديثاً أشارت العديد من الدراسات إلى أن مرضى الاكتئاب يعانون من نوبات أرقٍ شديدة قبل أن يتظاهر لديهم الاكتئاب بأعراضه المختلفة الأخرى، ويبقى السؤال حول إثبات دور الأرق في إحداث هذه الأمراض النفسية (الترافق بين الأمراض لا يعني إحداث أحدها للآخر).

إلا أنه لم يثبت بعد أن الأرق هو مسبّبٌ مباشرٌ للأمراض النفسية أو بالعكس مع وجود بعض الدراسات التي توجه إلى احتمال مشاركة الأرق في التسبّب بالاكتئاب نتيجة الاضطراب الهرموني الذي يحدث عند مرضى الأرق. [1] [3]

علامات مرضى الأرق

يلاحظ على مرضى الأرق مجموعةً من العلامات التي تظهر على المظهر الخارجي للمريض، وتكون واضحةً أكثر في حال استمرار الأرق لفتراتٍ طويلةٍ منها:

1- كبر حجم الرقبة.

2- تضخم اللوزتين.

3- تضخم اللسان.

4- انخفاض سقف الحنك الرخو، خاصةً عند المرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب.

يمكن في بعض الحالات أن يرتبط الأرق مع بعض الاعتلالات العصبية، فعندما يعاني مريض الأرق من حركاتٍ لا إرادية عشوائية في القدم أو في اليد، فيمكن الشك بمتلازمة تململ القدم أو أي متلازمةٍ عصبيةٍ أخرى. يذكر أيضا أن علامات الأرق قد توجه إلى أمراض عضوية أخرى تسبّب الأرق وعلاماته المختلفة، (كأمراض الرئة الانسدادية المزمنة). [3]

تشخيص الأرق

هو تشخيصٌ سريريٌّ بحت، وذلك بالاعتماد على شكاية المريض، والعلامات الملاحظة عليه، وبشكلٍ عام يعتبر تشخيص الأرق سهلاً نسبياً يعتمد على رواية المريض بشكلٍ أساسي، إلا أن التشخيص قد يوجه إلى وجود اضطرابٍ واعتلالٍ نفسي أو عضوي يستوجب التحري عنه، وبشكلٍ خاص الاكتئاب، واعتلالات نقص الأكسجة (الأمراض الرئوية السادة)، حيث إنه يجب معايرة اختبار غازات الدم الشرياني (ABG)، فهي قد توجه إلى وجود اعتلالٍ رئوي أو قلبي مستبطن مسبّبٍ لحالات الأرق المشاهدة.

أما في حالات الأرق غير المترافق مع أمراض أخرى، فيجب التحري عن الأسباب المحرضة لهذا الداء، ويمكن للأرق أن ينتج عن أعراض جانبية لبعض الأصناف الدوائية منها:

1- حاصرات بيتا.

2- الكلونيدين.

3- الثيوفيلين (بشكلٍ حاد).

4- بعض مضادات الاكتئاب، (مثل: البروتريبتيلين، والفلوكستين).

5- مزيلات الاحتقان.

6- المنشطات.

كما يجب الانتباه إلى الحالات الوراثية للأرق -الأرق العائلي القاتل، فعند الشك بها يجب إجراء الفحوص الجينية للتحري عنه، بالإضافة إلى الصور الشعاعية للدماغ. في بعض الحالات التي يصعب فيها وضع تفسيرٍ للأرق أو في حال فشل العلاج المُتّبع، قد يتمُّ إجراء تخطيط النوم (Polysomnography) لأنه قد يوجه إلى اضطرابٍ عصبي مستبطنٍ مسبّبٍ للأرق كمتلازمة تململ القدم. [4]

علاج الأرق

التدبير الرئيسي للأرق يبدأ أولاً بتدبير الأمراض النفسية المرافقة أو الأمراض العضوية، (كالأمراض الرئوية) المسبّبة للأرق في المقام الأول. بينما يتمُّ تدبير الأرق بحدّ ذاته بالاعتماد على العلاج المعرفي السلوكي، وعلى توعية المريض، وطمأنته في حال سلامته من أمراض مرافقة للأرق، يمكن أيضاً نصح مرضى الأرق بمراجعة مستشارٍ نفسي إذا كان لدى المريض صعوبات اجتماعية تسبّب اضطرابات نوم.

من الأساليب المفيدة أيضاً في تدبير الأرق الاعتماد على مذكرة النوم (Sleepdiary)، وهي عبارة عن مذكرة لعدد ساعات النوم، وجودة النوم الذي يحصل عليه المريض كل يوم) لمدة أسبوعين على الأقل، وذلك من أجل تتبُّع نمط الاضطراب النومي الذي يعاني منه المريض.

بالنسبة للعلاج الدوائي، فهو النمط المستخدم في الحالات المعندة والمستعصية، وتشمل أصناف دوائية من البنزوديازيبانات (Benzodiazepines) (لم يعد استخدامها شائعاً لتدبير الأرق في يومنا هذا)، بالإضافة إلى مضادات الاكتئاب، والتي تستخدم بشكلٍ شائعٍ لتدبير الأرق المعند والمستعصي، خاصةً عند مرضى الاكتئاب. [5]

المراجع البحثية

 1- Roth، T. (2007، August 8). Insomnia: Definition، Prevalence، etiology، and Consequences. Retrieved June 24، 2024

2- Mba، J. C. M. (n.d.). Insomnia: practice Essentials، background، anatomy. Retrieved June 24، 2024

3- Mba، J. C. M. (n.d.). Insomnia clinical presentation: history، physical examination. Retrieved June 24، 2024

4- Mba، J. C. M. (n.d.). Insomnia WorkUp: approach considerations، Studies for Hypoxemia، Polysomnography. Retrieved June 24، 2024

5- Mba، J. C. M. (n.d.). Insomnia Treatment & management: Approach considerations، Cognitive-Behavioral therapy، Pharmacologic Treatment of Insomnia. Retrieved June 24، 2024

This website uses cookies to improve your web experience.