Skip links
رجل يمسك بيده زجاجة فارغة ويضع رأسه على الطاولة

الكحولية – الأعراض، المخاطر وما هي طريقة العلاج؟

الرئيسية » المقالات » الصحة النفسية » الكحولية – الأعراض، المخاطر وما هي طريقة العلاج؟

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يسبّب الإدمان العديد من الاضطرابات الاجتماعية، والمهنية، والشخصية، وأهمها الاضطرابات الطبية، الإدمان بجميع أشكاله يحمل أعراض التوتر، والتعب، وقلة التركيز، ويتبعها الأضرار التي تلحق الجهاز الهضمي والبولي والعصبي، هذه الأضرار ترتبط بشكلٍ مباشر بالمادة المدمنة.

ويتربع على عرش هذه المواد الكحول، والذي يتسبّب بوفاة 95 ألف شخص في الولايات المتحدة سنوياً مع أكثر من 18 مليون يعانون من الكحولية، بالإضافة إلى الأمراض المزمنة التي يسبّبها سوء تعاطي الكحول، كتشمع الكبد، والأورام الجهازية، وغيرها.

يصعب حصر الآثار التي يمكن أن يسبّبها تعاطي الكحول المفرط، ويتداخل مصطلح الكحولية (التعاطي المفرط للكحول) مع التعاطي المعتدل للكحول، والذي لا يحمل بالضرورة آثاراً خطيرة على الصحة إلا أنه قد يؤدي إلى الإدمان ومضاعفاته الخطيرة.

ما هي الكحولية؟

الكحولية (Alcoholism)، والتي تعرف أيضاً باضطراب تعاطي الكحول (Alcohol use disorder) هو حالة مزمنة تتميز بعدم القدرة على التوقف عن تعاطي الكحول، وعدم السيطرة على الرغبة بتعاطيه على الرغم من العواقب الاجتماعية والمهنية والصحية، وهو يشمل الحالات التي يشير إليها بعض الأشخاص على أنها فرط تعاطي الكحول، وإدمان الكحول.

قد يصل بعض المرضى إلى مرحلةٍ من التعاطي الشديد يرتفع فيها مستوى الكحول داخل الجسم وفي الدم بشدة لتسبّب أعراض الغياب عن الوعي والتخليط الذهني أي يدخل المرضى بحالة السُكر (Binge drinking)، وعلى الرغم من أنها لا تدل على الإصابة بالكحولية (فهي تنتج عن شرب كمياتٍ كبيرة من الكحول دفعةً واحدة) إلا أنها من العوامل المؤهبة للإصابة بالكحولية وإدمان الكحول.

تشمل الأعراض المباشرة للكحول التخليط الذهني والغياب عن الوعي المتكرر، إلا أن الأعراض طويلة الأمد للكحول تشمل إصابات عصبية وهضمية (خاصةً في الكبد) أخطر بكثير. [1] [2]

أعراض الكحولية

إن إدمان الكحول يسبّب مشاكل اجتماعية بشكلٍ خاص، وذلك بسبب رغبة المرء الملحة بشرب الكحول عندما يكون ذلك ممكناً، مما يسبّب له الأعراض التالية:

1- زيادة كمية الكحول، وتكرار الاستخدام.

2- تحمّلٌ عالٍ للكحول، والحاجة المتزايدة للكحول في كل مرة.

3- الشرب في أوقاتٍ غير مناسبة، كالشرب في الصباح، أو في أماكن غير ملائمة، مثل: العمل.

4- الرغبة في التواجد في مكان يوجد فيه الكحول، وتجنب المواقف التي لا يوجد فيها.

5- تغيير الأصدقاء، فقد يختار الشخص المدمن على الكحول أصدقاء يشربون الكحول بكثرةٍ أيضًا.

6- تجنب الاحتكاك مع الوسط المحيط للمريض كالعائلة.

7- إخفاء الكحول، أو الاختباء أثناء الشرب.

8- الاعتماد على الكحول لأداء وظائفه في الحياة اليومية.

9- زيادة الخمول، والاكتئاب.

تظهر الأعراض الأشد عند محاولة المريض التخفيف من كمية الكحول المتناولة، والتي تعرف بأعراض السحب، وغالباً ما تشمل:

1- استفراغ وغثيان.

2- تعرق.

3- الانفعال والقلق.

4- صداع.

5- رعشة.

6- النوبات.

7- الهلوسة البصرية والسمعية.

ويعاني بعض المرضى من أعراض عدم التوجه، والرجفان، والهذيان بشكلٍ مستمر، وهي شائعة عند الكحوليين عند محاولتهم الإنقاص من كمية الكحول، ويطلق على هذا النمط من الهذيان الهذيان الارتعاشي، وتشمل أعراضه:

1- عدم انتظام دقات القلب، وارتفاع ضغط الدم.

2- ارتفاع درجة الحرارة.

3- هذيان.

الأعراض السابقة تظهر نتيجة تعاطي الكحول مباشرة، وخلال فترة زمنية قصيرة، إلا أن للكحولية آثار أخرى مزمنة نتيجة الاستخدام المطول والمستمر للكحول، ومن هذه الآثار:

1- التثدي (Gynecomastia).

2- ورم وعائي عنكبوتي (Spider angiomata).

3- تقلصات دوبويترين (قد تكون خلقيةً أيضًا) (Dupuytren contractures).

4- ضمور الخصية (Testicular atrophy).

5- تضخم الكبد أو تقلصه.

6- تضخم الطحال.

مع الزمن تصبح هذه الآثار واضحة، وتسبّب إصابة المريض بالاختلاطات العديدة للكحولية. [3] [4]

أخطار الكحولية على المدى الطويل؟

يمكن أن يؤدي إدمان الكحول على المدى الطويل إلى إضعاف جهاز المناعة لدى المريض، مما يجعله أكثر عرضةً للإصابة بالعديد من الإنتانات الخطيرة، كما أنه يمكن أن يسبّب ضعف العظام، لتصبح عرضةً للكسر بسهولة، وهناك العديد من المخاطر الصحية طويلة المدى مرتبطة بإساءة استخدام الكحول: [4] [6]

1- ضغط دم مرتفع.

2- سكتة دماغية.

3- التهاب البنكرياس.

4- مرض الكبد.

5- سرطان الكبد.

6- تشمع الكبد.

7- سرطان الفم.

8- سرطان الرأس والرقبة.

9- سرطان الثدي.

10- سرطان الأمعاء.

11- اكتئاب.

12- الخرف.

13- العقم.

14- المشاكل الجنسية، مثل: العجز الجنسي أو سرعة القذف.

15- تلف في الدماغ، مما قد يؤدي إلى مشاكل في التفكير والذاكرة.

أحد أهمّ الاختلاطات للكحولية على صحة الحوامل هي تشوه الجنين، لذا ينصح بشدة لجميع الحوامل التوقف عن تعاطي الكحول أثناء الحمل.

تشخيص الكحولية

تكون القصة السريرية والتظاهرات التي يعاني منها المريض مشخصةً في الكثير من الحالات، لكن في كثير من الحالات الأخرى تدل التظاهرات على أن المريض يعاني من الكحولية، لكنه ينكر هذا الأمر أو يفضل عدم التحدث حول كمية الكحول التي يشربها.

وذلك خوفاً من العلاج الذي قد يحرمه من شرب المزيد من الكحول فيما بعد، لذلك يتمُّ الاعتماد على عددٍ من المشعرات الكيميائية داخل الجسم التي تعطي عند قياسها صورة مقربة عن كمية الكحول التي يشربها المريض، وتنقسم هذه المشعرات إلى نوعين:

1- مشعرات غير مباشرة

تتضمن المشعرات غير المباشرة كلاً من ناقلة أمين الأسبارتات (AST)، ناقلة أمين الألانين (ALT)، ناقلة أمين الجلوتاميل غاما (GGT)، متوسط ​​حجم الجسيمات (MCV)، والترانسفيرين الناقص الكربوهيدرات (CDT). هذه المشعرات تعتمد على تقييم وظائف الكبد، وتوجه إلى وجود حالة إدمانٍ كحولي.

2- مشعرات مباشرة

 تتضمن كلاً من كمية الكحول في الدم وإيثيل جلوكورونيد (EtG)، وهي تمثل كمية الكحول قبل استقلابه وبعد استقلابه (حيث أن نواتج استقلاب الكحول هي إيثيل جلوكورونيد)، وهي تتميز بالدقة والكفاءة إلا أنها قد تكون متوفرةً دوماً. [5]

علاج الكحولية

في الظاهر يعدُّ التدبير واضحاً يتمثل بتخفيف كمية الكحول المتناولة إلى أن يتمّ إيقافها بشكلٍ كامل، لكن وبسبب أعراض الانسحاب التي قد يعاني منها مرضى الكحولية (خاصةً أولئك الذين يعانون من الكحولية لفترةٍ طويلةٍ من الزمن) ينصح دوما بإيقاف تناول الكحول أبكر ما يمكن لتجنب أعراض الانسحاب.

تبعاً للحالة قد تكون أعراضاً شديدةً تتطلب نقل المريض إلى المستشفى أو وحدات العناية الصحية للمراقبة، وتقديم الدعم اللازم. التخفيف المتدرج للكحول يساعد مرضى الكحولية على تجنب الأعراض الشديدة للانسحاب إلا أن الإيقاف المباشر للكحول يسرع في عملية تحسن المريض.

تتوفر عدة أصناف دوائية تساعد المريض على تخفيف جرعة الكحول ومنع العودة للكحول بعد الفطام عنه، وهذه الأدوية تشمل:

1- أكامبروسات (Acamprosate).

2- ديسفلفرام (Disulfiram).

3- النالتريكسون (Naltrexone).

4- نالمفين (Nalmefene).

إن الكحولية تحمل في طياتها العديد من الأضرار، وحتى عند السعي للتغلب عليها يعاني المريض من أعراض قد تكون شديدةً للغاية، لذا الأفضل دوماً الابتعاد عما قد يسبّب الكحولية في المقام الأول، ألا وهو الكحول. [7]

المراجع البحثية

1- National Library of Medicine. (n.d.). Alcohol Use Disorder (AUD). Retrieved June 28، 2024

2- Understanding Alcohol Use Disorder . National Institute on Alcohol Abuse and Alcoholism (NIAAA). (n.d.). Retrieved June 28، 2024

3- Tyler، M. (2017، December 19). Alcohol addiction. Healthline. Retrieved June 28، 2024

4- Facp، W. T. M. (n.d.). Alcoholism clinical presentation: History، physical، causes. Retrieved June 28، 2024

5- Facp، W. T. M. (n.d.). Alcoholism WorkUp: laboratory studies، other tests. Retrieved June 28، 2024

6- Website، N. (2023، August 22). Risks. nhs.uk. Retrieved June 28، 2024

7- Website، N. (2023، November 28). Treatment. nhs.uk. Retrieved June 28، 2024

Comments are closed.

This website uses cookies to improve your web experience.