Skip links
مراهق يضع يد على رأسه وبيده الأخرى يمسك أوراق لعب وعلى الطاولة أمامه أوراق لعب القمار

اضطراب القمار – الأعراض، الآثار السلبية وما هو علاجه؟

الرئيسية » المقالات » الصحة النفسية » اضطراب القمار – الأعراض، الآثار السلبية وما هو علاجه؟

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما هو اضطراب القمار؟

هو حالة صحية طويلة الأمد تؤثر على جميع جوانب الإنسان العقلية، والسلوكية، والاجتماعية، وهو نوعٌ من الإدمان السلبي الذي يصعب على الفرد تجاوزه، والابتعاد عنه بسهولة، لأنه يؤدي إلى فقدان السيطرة، وبشكل لا إرادي، حيث يصل المريض إلى مرحلةٍ متأزمةٍ جداً من التعب النفسي، وبالتالي حدوث إجهادٍ سريري ينتج عنه إرهاق وتفكير مستمر، وأعباء ومشكلات مادية كبيرة، وتحدث المقامرة عندما يقوم شخص برهن شيءٍ خاص به ليفوز بشيءٍ أفضل في المقابل، ولكن الكارثة تحدث عند الخسارة. [1]

على من يؤثر اضطراب القمار وما مدى انتشاره بينهم؟

يؤثر ذلك الاضطراب على المراهقين والبالغين أيضاً من الرجال، وتعتبر هذه المهنة غير قانونية أبداً لكل من هو تحت 18 عاماً، ولكنها لا تزال منتشرةً وبشكلٍ كبيرٍ جداً عند الفئات العمرية من 11 إلى 18 عاماً، وذكرت آخر الدراسات أن اضطراب المقامرة منتشر حول العالم وبنسبة 4 بالمئة. [1]

أعراض اضطراب المقامرة

قد تشمل الأعراض مؤشراتٍ كثيرة، ومنها: [2]

1- يبدو على المريض بوادر الانشغال، والتفكير الدائم بأنشطة المقامرة، وكيفية تحقيق الربح، والحصول على المال.

2- صرف الكثير من المال لدرجة أن يصبح الفرد مديون لغيره بالكثير، ومن دون فائدة فقط للشعور بالإثارة.

3- عدم القدرة على ضبط السلوكيات المنحرفة أو الحدّ منها، وقد يرى الفرد نفسه يغرق شيئاً فشيئاً لدرجة أنه يفقد القدرة على التراجع.

4- الشعور الدائم بالقلق أو العصبية عند محاولة الابتعاد عن القمار.

5- الكذب على أفراد الأسرة، والابتعاد عن الحياة الاجتماعية، وإخفاء كل المتطلبات أو الأعباء المادية عنهم.

6- التضحية في الوظيفة، أو الدراسة، أو بفرص العمل، وفقدها بسبب الرغبة في المقامرة.

7- طلب المال من الآخرين، وذلك لتسديد الديون الكبيرة التي تمّت خسارتها في المقامرة.

8- اللجوء إلى السرقة أو الاحتيال، وذلك بغية الحصول على المال، والاستمرار في اللعب لردّ الخسارة.

ما هي الآثار السلبية لهذا بالاضطراب؟

توجد آثار سلبية عديدة لهذا الاضطراب، ومنها ما يلي: [3]

1- مشكلات الصحة العقلية

يواجه ممارسو القمار القهري مشكلات إدمان المخدرات، واضطرابات في الشخصية كذلك الاكتئاب، والقلق، وقد يكون الاضطراب مصحوباً باضطراب ثنائي القطب أو الوسواس القهري، واضطراب نقص الانتباه، وفرط النشاط.

2- العمر

القمار القهري ينتشر وبكثرة في مرحلة الشباب، ومنتصف العمر، وقد تؤدي الممارسة المتزايدة إلى زيادة احتمالية الإصابة بالاضطراب، ومع ذلك، فإن إصابة الأشخاص البالغين به قد تكون مشكلةً أكبر لأن العلاج يكون أصعب.

3- الجنس

تنتشر المقامرة بين الرجال، وبشكلٍ كبير نسبة إلى النساء، والنساء اللواتي يمارسن المقامرة غالباً ما يعانين من مشاكل عاطفية ونفسية أدت بهم إلى هذا الحال، وإدمانهم أسرع من إدمان الرجال عليه.

4- التأثر بالمحيط الاجتماعي

يعدُّ تأثر الفرد بأنماط معيشة غيره من إحدى الكوارث البيئية، فكيف ولو بات هذا المحيط مصدراً لنشر الممنوعات، والخطر الأكبر تأقلم الفرد عليها ليصبح فئةً مهمشةً كلياً في المجتمع.

5- سمات شخصية محددة

قد تؤدي بعض السمات، كالتنافسية العالية أو إدمان العمل الوظيفي، وكره الواقع، والملل الدائم، والاندفاعية في اتخاذ القرارات إلى الرفع من احتمالية الإصابة بالاضطراب.

ما هي أسباب القمار القهري

لا يوجد سبب واحد واضح ودقيق لهذا الاضطراب، حيث تساهم عوامل كثيرة فيه، لذلك هو حالة معقدة جداً، ويرجع سبب حدوثه إلى ما يلي: [4]

1- التغيرات في كيمياء الدماغ

تؤثر المقامرة وبشكلٍ واضح على نقاط ومركز المكافأة في الدماغ لأن البشر لديهم دوافع غريزية وبيولوجية أيضاً للحصول على كل ما يريدون، والذي يحصل هو أن الجسم يفرز مادةً كيميائيةً تسمّى الدوبامين الأمر الذي يجعل الفرد يشعر بالكثير من الراحة والنشوة، فعندما يمارس الفرد لعبة القمار ترتفع في جسده نسبة هرمون السعادة، ويشعر بالحماس المبالغ فيه، وإذا اعتاد على الأمر دخل في صراعٍ لا سبيل للخروج منه.

2- الوراثة

ينتشر الاضطراب وبكثرة بين العائلات بسبب وجود صلة وراثية، وأظهرت آخر الدراسات التي أجريت أن العوامل الوراثية تساهم وبشكلٍ كبيرٍ جداً في رفع نسبة الإصابة باضطراب القمار، بالإضافة إلى تجارب الطفولة السيئة، كحدوث طلاق أو انفصال الوالدين عن بعضهما، حيث يعيش الطفل هنا ضحيةً لأسرةٍ فاشلة مفتقدةٍ لكل الأسس.

3- الفراغ وانعدام التوازن في حياة الفرد

الشخص الذي تكون حياته فارغة وغير مستقرة سوف يعيش دائماً في نمطٍ سيء، ويلتفت لفعل أشياء غير مباحة، قد يكون ذا جاه ومال، ومع ذلك نراه يضع كل ما يملكه مقابل انبساطه فقط، ولا يدرك أنه في حقيقة الأمر سيخسر كل شيء، وعندها قد يصاب باضطراباتٍ معينة، كاضطراب ما بعد الصدمة الذي يجعله مدمناً على الاستمرار في اقتراض المال ولعب القمار، وبشكلٍ دائمٍ فقط ليتعافى، ويستردّ ما خسره من أموال.

ما هي مضاعفات الإصابة بالاضطراب؟

القمار القهري سيولد كثيراً من المشكلات والعواقب الوخيمة، والتي ستنطبق على الفرد طوال حياته، ومنها: [4]

1- مشاكل في جميع العلاقات.

2- مشاكل مالية، كالتعرض للسرقة أو الإفلاس.

3- مشاكل قانونية، كدخول السجن أو التعرض للمساءلة في المحاكم.

4- الانتحار.

5- تراجع خطير جداً في الجانب الصحي.

6- فقدان الوظيفة، والوصول إلى فقدان العقل أيضاً، فهو معرض لخطر الإصابة بالفصام.

ما هو علاج الاضطراب؟

يحتاج هذا الاضطراب إلى كثيرٍ من الصبر والإرادة والإدارة الناجحة لتحقيق نتائج إيجابية بمنحى الجلسات العلاجية، والتي تتكون من: [5]

1- العلاج المعرفي السلوكي (العلاج النفسي): يقوم الأخصائي النفسي بفهم هيكلية وتفكير الشخص، بالإضافة إلى إلقاء نظرةٍ كليّة على الأفكار والعواطف، وكيفية عملها، والإحساس بها، وكيف تؤثر على وعي الفرد بنفسه وبأفعاله، لأن 90 بالمئة من المشاعر والأحاسيس تتفوق على الجانب العقلي للفرد.

حيث يعمل المعالج على تخليص الفرد من الوسواس والتفكير السلبي، وكل ما من شأنه أن يؤثر على صحته، كما يعلمه كيف يبني أنماط وعادات إيجابية تحقق له السعادة والرضا، ويتبناها لتحقيق غاياته الأخرى، كأن يقوم مثلاً باستغلال طاقته الزائدة في لعب الرياضة، وبناء جسمٍ قوي وصحي.

2- العلاج النفسي الديناميكي: يبحث هذا العلاج عن تأثير السلوكيات والعمليات اللاواعية على نمط وعقلية الفرد، والهدف من ذلك هو زيادة الوعي بنفسه، وإدراك أثر السلوكيات المنحرفة على أفعاله في المستقبل، وأن كل ما قام به سيترك ردود فعلٍ سلبية جداً من جميع المحيطين به، لذلك فحص المعتقدات، والتأكد من خلفية الفرد الغامضة أمر ضروري جداً.

3- البحث عن نشاطاتٍ أخرى، وملء أوقات الفراغ بأشياء مفيدة.

4- إدارة المال بمشروعٍ يحقق للفرد أرباح مضاعفة، وعدم هدره بطرقٍ غير شرعية.

5- مجموعات الدعم والبرنامج الإرشادي: لابدّ أن الأسرة هي المحفّز الأول للعلاج، والتشجيع عليه أمر صعب، لكن مع وجود الأصدقاء الذين يشكلون 60 بالمئة من حياة الفرد سيصبح الامتناع عن القمار وتركه أمر سهل جداً، بالأخص إذا تلقى الدعم والمساندة منهم.

كذلك الأمر مع المعالج النفسي الذي يتوجب عليه متابعة حالة المريض للتأكد من نجاح سلوكيات الإدارة العلاجية، والتكيف معها، ووضع برنامجٍ إرشادي خاص للمتابعة والاطمئنان، فعندما يتأقلم الفرد مع عاداتٍ تحقق له ما يريد من فرح، وسعادة، ونجاح سينسى الأمور التي كانت سبباً في تحطيمه سابقاً، وهذا ما يتحقق من خلال دمج المريض بالمجتمع الصحيح، إضافةً لمساندته في حال تعرض للانحراف قليلاً، فمهمة كل من حوله مساندته، ومساعدته للبقاء على المسار الصحيح.

المراجع البحثية

1- Compulsive gambling – Symptoms & causes. (2022, June 18). Mayo Clinic. Retrieved June 26, 2024

2- Gambling disorder. (2024, April 18). Yale Medicine. Retrieved June 26, 2024

3- Smith, M., MA. (2024, February 5). Gambling addiction and problem gambling. HelpGuide.org. Retrieved June 26, 2024

4- Professional, C. C. M. (n.d.). Gambling disorder. Cleveland Clinic. Retrieved June 26, 2024

5- Gambling addiction. (n.d.). Healthdirect. Retrieved June 26, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.