Skip links
فم مفتوح تظهر فيه الأسنان وتشكل حصى داخل الغدة اللعابية

الاضطرابات الوظيفية والانسدادية للغدد اللعابية – أسباب وعلاج

الرئيسية » المقالات » الطب » الاضطرابات الوظيفية والانسدادية للغدد اللعابية – أسباب وعلاج

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تحدث اضطرابات الغدد اللعابية عند انسداد أو توقف إفراز إحدى الغدد اللعابية أو أكثر، مما يمنعها من إنتاج أو إفراز اللعاب. يمكن أن تؤثر مجموعة من الأمراض على الغدد اللعابية، وتؤدي إلى اضطرابٍ في عملها. تصنف اضطرابات الغدد اللعابية بشكلٍ عام إلى: [1]

● الاضطرابات الوظيفية.

● الاضطرابات الانسدادية.

● الاضطرابات غير الورمية.

● الاضطرابات الورمية.  

الاضطرابات الوظيفية

1- زيادة إفراز اللعاب (Sialorrhea)

السيلوريا أو اللعاب المفرط يحدث عندما تكون هناك كمية زائدة من اللعاب في الفم تتجاوز حدود الشفاه، وهو شائعٌ عند الأطفال الرضع الذين ينمون بشكلٍ طبيعي، لكنه ينحسر بين سن 15 إلى 36 شهرًا مع استقرار إفراز اللعاب. يُعتبر غير طبيعي بعد سن الرابعة، ويمكن أن يحدث بشكلٍ مفرد أو بالتزامن مع عدة اضطراباتٍ عصبية، مثل: التصلب الجانبي الضموري، الشلل الدماغي، مرض باركنسون، الذهان، التخلف العقلي، داء الكلب، والتسمم بالزئبق، أو كأثرٍ جانبي للأدوية.

عند الأطفال السبب الأكثر شيوعًا هو الشلل الدماغي. أما البالغين، فيُعدُّ مرض باركنسون السبب الأكثر شيوعاً. بغض النظر عن السبب، فإن زيادة إفراز اللعاب يمثل مشكلةً تؤدي إلى مضاعفاتٍ سريريةٍ ووظيفية، مثل: التأثير على الأداء الاجتماعي (الإحراج والعزلة)، تآكل الجلد، الروائح الكريهة، والعدوى.

السيلوريا معروفة بأنها صعبة العلاج، تشمل العلاجات التحفظية تغييراً في النظام الغذائي أو العادات، تمارين الفم والعضلات، الأجهزة داخل الفم، مثل: أجهزة التدريب الحنكية، والعلاجات الطبية، مثل: الأدوية، أو حقن توكسين البوتولينوم.

تشمل العلاجات الأكثر تدخلاً الجراحة أو الإشعاع الحالات الجراحية تقدم نتائج أكثر ديمومة، ولكن لها آثار جانبية. أما الإشعاع، يستخدم فقط للمرضى المسنين الذين لا يصلحون للجراحة، ولا يستطيعون تحمل العلاجات المحافظة. [1] [2]

2- جفاف الفم (Xerostomia)

جفاف الفم يمكن أن ينتج عن انخفاضٍ في إنتاج اللعاب، وقد يشكو المرضى من جفاف الفم حتى في غياب أي نقصٍ ملموسٍ في كمية اللعاب. تشمل الأعراض التي يعاني منها المرضى:

رسم توضيحي للسان تظهر عليه تشققات، وامرأة تضع يديها على صدرها وتظهر قطعة من الطعام بجانب فمها، وامرأة أخرى تظهر خائفة من قطعة ليمون وقرن من الفليفلة الحمراء أمامها بالإضافة لامرأة نحيلة تقوم بتناول الطعام من البيض والبروكولي

– إحساس بجفاف الفم.

– إحساس بالحرقة أو الألم في الفم.

– تراجع أو تغير في حاسة التذوق.

– صعوبة في بلع الأطعمة الجافة، مثل: البسكويت.

– الحاجة إلى شرب الماء عند البلع، وغالبًا ما يحمل المرضى زجاجة ماء معهم في جميع الأوقات.

– إحساس بلعابٍ كثيف.

– يؤدي انخفاض إنتاج اللعاب إلى جعل تجويف الفم أكثر عرضةً لتسوس الأسنان، خاصةً النخور العنقية، وأمراض اللثة، ورائحة الفم الكريهة (البخر)، والإصابة بداء المبيضات.

– حساسية تجاه الأطعمة الحمضية أو الحارة.

– فقدان الشهية وفقدان الوزن.

– يشكو المرضى الذين يستخدمون أطقم الأسنان من فقدان التثبيت، وعدم الراحة.

– المرضى الذين يعانون من جفاف الفم المرتبط بمتلازمة شوغرن قد يعانون في البداية من جفاف العينين، وتضخم الغدة النكافية قبل ظهور الأعراض الفموية.

أسباب جفاف الفم

1- التأثير الجانبي للأدوية

يعتمد على الجرعة وعدد الأدوية المستخدمة، وهذا ما يفسر سبب انتشار شكوى جفاف الفم عند كبار السن نتيجة الاستخدام المرتفع للأدوية، وزيادة حالات الأمراض المصاحبة. تظهر العديد من فئات الأدوية ارتباطًا بجفاف الفم، مثل:

1- العوامل المضادة للكولين: الأتروبين، البيلا دونا، الأوكسيبوتينين.

2- مضادات الاكتئاب والعوامل المضادة للذهان: السيتالوبرام، الهالوبيريدول، الفينيلزين.

3- مدرات البول: الفيوروسيميد، الكلوروثيازيد، الهيدروكلوروثيازيد.

4- الأدوية الخافضة للضغط: الكابتوبريل، الليزينوبريل، الإنالابريل.

5- العوامل المهدئة والمضادة للقلق: الألبرازولام، الديازيبام، التريازولام.

6- مرخيات العضلات: التيزانيدين، السيكلوبنزابرين، الأورفينادرين.

7- العوامل المسكنة: الأفيونيات ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs).

8- مضادات الهيستامين: الأستيميزول، اللوراتادين، البرومفينيرامين.

2- العلاج الإشعاعي للرأس والرقبة

يظهر جفاف الفم في معظم المرضى الذين يتلقون العلاج الإشعاعي للرأس والرقبة كجزءٍ من علاج السرطان عندما تكون الغدد اللعابية الرئيسية في مسار الإشعاع، ولسوء الحظ لا يُستعاد مستوى تدفق اللعاب كما كان قبل الإشعاع.

3- متلازمة شوغرن

يرتبط جفاف الفم بشكلٍ شائع بمتلازمة شوغرن التي تتميز بجفاف الفم والعينين، ويؤدي التسلل الليمفاوي المزمن إلى تليّفٍ نهائي للغدد اللعابية.

4- الأسباب الأخرى المحتملة

تشمل اضطرابات الجهاز المناعي، مثل: الذئبة الحمامية الجهازية، التهاب المفاصل الروماتيزمي، أمراض الغدة الدرقية، وتليّف الكبد الصفراوي الأولي، بالإضافة إلى المرضى الذين لديهم تنفس فموي، مرضى السكري غير المنضبط بشكلٍ جيد، تلف الأعصاب الناتج عن إصابة في الرأس أو الرقبة، مرض الكلى في المرحلة النهائية، وفيروس نقص المناعة المكتسب (الإيدز).

تشخيص جفاف الفم

1- الفحص السريري: يبدي تشقّقاتٍ في اللسان والشفتين، ضموراً في الحليمات الخيطية للسان، احمراراً وجفافاً في الغشاء المخاطي الفموي، غياباً واضحاً للعاب في قاع الفم.

2- فحص قائمة الأدوية التي يتناولها المريض أمر ضروري.

3- استخدام تقنيات تقييم نقص اللعاب، مثل:

● القياس اللعابي (Sialometry).

● تصوير الغدد اللعابية (Sialography).

● الخزعة (Biopsy): إذا كان هناك اشتباهٌ بوجود سببٍ جهازي، مثل: الساركويد، أو الداء النشواني، أو كتلة لعابية، فقد تكون الخزعة من الغدة اللعابية ضرورية، ويعتمد العلاج اللاحق على نتائج الخزعة.

معالجة وتدبير جفاف الفم

الهدف الرئيسي من علاج جفاف الفم هو تخفيف الأعراض، ويجب معالجة السبب الأساسي إذا كان ذلك ممكناً، على سبيل المثال: علاج احتقان الأنف لتجنب التنفس الفموي. إذا كان جفاف الفم ناتجًا عن الأدوية، فيجب النظر في التوقف عن تناول الدواء المسبّب أو استبداله بآخر ذي تأثيرٍ أقل في التسبّب بجفاف الفم، وتوجيه المرضى لبعض الإرشادات، مثل:

رسم توضيحي لامرأة تقوم بشرب المياه، وامرأة أخرى تقوم بصدّ المشروبات الكحولية بيدها، ومجموعة من زجاجات العصير بالإضافة لرجُل يقوم بتنظيف أسنانه

– الارتشاف المتكرر للماء.

– مضغ العلكة الخالية من السكر.

– مصُّ الحلوى الخالية من السكر.

– تجنب الكافيين، التبغ، الكحول، والأطعمة الجافة أو صعبة المضغ.

– تصحيح الجفاف عن طريق زيادة تناول السوائل.

– العناية المنتظمة بنظافة الفم والأسنان.

– يمكن استخدام اللعاب الصناعي، مثل: البخاخات، والأقراص، والمواد الهلامية قبل الوجبات وحسب الحاجة. من عيوب منتجات اللعاب البديل أنها ليست موثوقةً دائمًا، مدة تأثيرها محدودة، طعمها غير مستساغ، وتكلفتها مرتفعة. ومع ذلك، فهي مفيدة في أوقاتٍ خاصة.

– استخدام الأدوية المحفزة لإفراز اللعاب، مثل: البيلوكاربين، والسيفيميلين.

– التحفيز الكهربائي يبدي تحسنًا في تدفق اللعاب، ولكن هذه الأجهزة داخل الفم ليست عمليةً للاستخدام اليومي. [3]

الاضطرابات الانسدادية

تحصّي الغدد اللعابية (Sialolithiasis)

أي تشكل حصواتٍ داخل الغدد اللعابية، وهي حالة حميدة تتضمن تكوين حصواتٍ داخل قنوات الغدد اللعابية الكبيرة: الغدة النكافية، والغدة تحت الفكية، والغدة تحت اللسانية، تحدث بنسبة 92 بالمئة في الغدة تحت الفك السفلي، وبنسبة 6 بالمئة في الغدة النكافية، من الشائع أن تحدث عدة حالاتٍ في نفس الغدة.

تُعدُّ هذه الحالة السبب الأكثر شيوعًا لتورم الغدد اللعابية، مع معدل انتشارٍ يُقدّر بين 1 من كل 10،000 إلى 1 من كل 30،000 شخص. في بعض الحالات يمكن أن تسدّ الحصوات قنوات اللعاب، مما يؤدي إلى التهابٍ أو إنتانٍ بكتيري مصاحبٍ يسمّى التهاب الغدد اللعابية، أو في حالاتٍ نادرة يتشكل خراج. تتنوع الأعراض، ولكن العرض الأكثر شيوعًا هو التورم الدوري بعد تناول الطعام في الغدة المصابة، وانخفاض تدفق اللعاب.

تشخيص تحصّي الغدد اللعابية

في حالة الحصوات الكبيرة التي تشمل القناة تحت الفكية البعيدة (قناة Wharton)، يمكن غالبًا تشخيصها بناءً على الفحص السريري. أما الحالات التي تشمل حصوات صغيرة ضمن القناة تحت الفكية البعيدة أو القناة النكفية (قناة Stenson)، يتمّ تشخيصها تقليديًا باستخدام الأشعة السينية، وتخطيط القنوات اللعابية، وتخطيط القنوات اللعابية الرقمي، كما تشمل تقنيات التشخيص الحديثة التصوير بالموجات فوق الصوتية والتصوير المقطعي المحوسب (CT)، والتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، والرؤية المباشرة باستخدام تنظير القنوات اللعابية.

أسباب تحصّي الغدد اللعابية

تُقسم العوامل التي تؤثر على تكوين حصوات الغدد اللعابية إلى مجموعتين رئيسيتين: الأنظمة التشريحية، التي تؤثر على تكوين أو تدفق اللعاب، مثل: تضيق القنوات أو الالتهاب، والعوامل التركيبية، مثل: زيادة محتوى الكالسيوم أو تغير وظيفة الإنزيمات.

هناك عوامل إضافية، مثل: انخفاض تناول السوائل، والآثار الجانبية لبعض الأدوية التي تؤدي إلى انخفاض إنتاج اللعاب، مثل: استخدام المدرات، كما يعدُّ التدخين عامل خطرٍ محتمل لتكوين حصوات الغدد اللعابية، حيث قد يتسبّب التبغ في تحفيز الالتهاب داخل قنوات اللعاب، وتقليل إنتاج الأميلاز اللعابي.

علاج تحصّي الغدد اللعابية

تتوفر مجموعة متنوعة من خيارات العلاج لحصوات الغدد اللعابية، ويجب أن تبدأ إدارة حصوات الغدد اللعابية بالإجراءات المحافظة، والتي تشمل:

● تدليك الغدة اللعابية في حال الحصوات البعيدة لإخراجها من القناة.

● استخدام الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية ومحفزات اللعاب.

● العلاج بالمضادات الحيوية في حال وجود علامات الإنتان، مثل: تضخم العقد اللمفاوية العنقية، أو إفرازات قيحية من القنوات المفرزة اللعاب، أو الاحمرار المحيط بقنوات اللعاب.

في حال عدم نجاح العلاجات المحافظة يتمّ اتخاذ إجراءاتٍ إضافية، حيث يجب معالجة الحصوات المتحركة التي يقل حجمها عن 5 ميلي متر، والموجودة ضمن القناة البعيدة باستخدام التنظير الداخلي. أما الحصوات المتأثرة ضمن القناة البعيدة أو الحصوات الأكبر من 5 ميلي متر، فيجب علاجها بعملية شقّ القناة عبر الفم.

يعدّ تفتيت الحصوات بالصدمات الصوتية الخارجية (ESWL) خياراً للحصوات الصغيرة غير القابلة للجس أو التي لا تُرى تحت التنظير الداخلي، ويكون استئصال الغدة تحت الفكية أو الغدة النكفية هو الخيار العلاجي الأخير. [1] [4]

المراجع البحثية

1- Abbasi، A. A. (2020). salivary gland diseases. ResearchGate. Retrieved August 17، 2024

2- Lakraj، A.، Moghimi، N.، & Jabbari، B. (2013). Sialorrhea: Anatomy، Pathophysiology and Treatment with Emphasis on the Role of Botulinum Toxins. Toxins، 5(5)، 1010–1031. Retrieved August 17، 2024

3- Talha، B.، & Swarnkar، S. A. (2023، March 24). Xerostomia. StatPearls – NCBI Bookshelf. Retrieved August 17، 2024

4- Hammett، J. T.، & Walker، C. (2022، September 26). Sialolithiasis. StatPearls – NCBI Bookshelf. Retrieved August 17، 2024

This website uses cookies to improve your web experience.