Skip links
رسم توضيحي لجهاز إيكو القلب

إيكو القلب – أنماطه، مبدأ عمله والاستطبابات

الرئيسية » الطب » إيكو القلب – أنماطه، مبدأ عمله والاستطبابات

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

هو إجراءٌ استقصائيّ يدرس تشريح القلب وحركيته بتقنياتٍ خاصة ثنائية وثلاثية الأبعاد باستخدام الأمواج فوق الصوتية، ويسمّى (Echocardiogram) أو (Heart sonogram) له استطبابات عدة، ويجب على كل طبيبٍ اختصاصي قلبية التمكن من استخدامه بالشكل الصحيح.

في عام ألف وتسعمئة وثلاثة وخمسين وصف العالم والطبيب إنجي إدلر (Enge Elder) الإيكو القلبي بنمطه الحركي المعروف بـ (M-Mode) اختصاراً لـ (Motion Mode) الذي يجمع بين النمط A المركز على السعة أو المدى (Amplitude Mode)، والنمط المركز على سطوع الصورة B المعروف باسم (Brightness Mode)، وقد أحدث هذا الاكتشاف ثورةً طبيةً في عالم الإيكو القلبي الذي سيتمّ تفصيله تباعاً. [1]

ما هي الأنماط الموجودة في الإيكو القلبي؟

هناك ثلاثة أنماط أساسية يعمل وفقها إيكو القلب، ويستخدمها الطبيب في ممارسته السريرية، وأولها (M-Mode) الذي يعتبر النمط الأقدم والأبسط، ويدرس الصورة ببعد واحد 1D فقط، ويتمُّ تحديده على شكل خط مستقيم من الصورة الموجودة على الشاشة.

ويمتاز بدراسة الآفات الدقيقة كدراسة موقع وحركية وريقات الصمام التاجي الكائن بين الأذينة اليسرى والبطين الأيسر، والنمط الثاني هو النمط ثنائي الأبعاد 2D إذ ينظر إلى القلب على شكل مقاطع منفصلة، ويقوم بجمعها لإعطاء صورةٍ ثنائية الأبعاد بدقةٍ عالية، وهو النمط الأهمّ في إيكو القلب كونه يدرس حركية البنى القلبية في الوقت الحقيقي (لايف).

ويعدُّ تقنيةً ممتازةً لكشف الشذوذات التشريحية والفيزيولوجية للقلب، وتؤخذ المقاطع من المحور الطولي والقصير جانب القص التي سيتمُّ تفصيلها لاحقاً. أما النمط الثالث، فهو الإيكو دوبلر (Doppler) المعني بدراسة سرعة تدفق الدم عبر أجواف القلب اعتماداً على قياس التردد (Frequency) بين الموجة فوق الصوتية الصادرة والواردة.

ويتميز الدوبلر بإظهار اللونين الأحمر أو البرتقالي الذي يعبر عن كمية الدم المتجهة لمكان البروب القلبي (المقبض الخاص بالإيكو القلبي) والأزرق المعبر عن تيار الدم المبتعد عن البروب، ويستخدم الدوبلر في الإيكو القلبي بثلاث طرق، وهي:

1- طريقة الموجة المستمرة (Continues Wave Doppler (CW))

طريقة ذات حساسيةٍ عالية، وتستخدم في تقييم التضيق والقصور الصمامي، لكن العيب يكمن في عدم قدرة هذه الطريقة على قياس السرعة في مناطق لها ثخانة معينة.

2- طريقة الموجة النبضية (Pulsed Wave Doppler (PW))

تمّ تطوير هذه الطريقة لتفادي العيب الحاصل في طريقة الموجة المستمرة، وفيها تتمُّ دراسة سرعة التدفق البطيني والوصلات الشاذة في القلب، مثل: الفتحة بين الأذينات أو البطينات.

3- طريقة تخطيط التدفق الملون ((CFM) Color-Flow Mapping)

وهي التي تكلمنا عنها مسبقاً ذات اللونين الأحمر والأزرق، وكلما كان التدفق الدموي سريعاً كان اللون على الدوبلر متوهجاً أكثر، وفي بعض الأمراض يظهر اللون الأخضر، ويدعى النمط الموزاييكي (Mosaic Pattern). [1] [2] [3]

مبدأ عمل إيكو القلب

يعتمد إيكو القلب في عمله على الأمواج فوق الصوتية المعروفة بالتردد العالي (أعلى من عشرين ألف هرتز Hz)، وتتراوح تلك المستخدمة في الإيكو بين واحد ونصف إلى سبعة ونصف ميغا هرتز (MHz)، وسرعة الصوت عند مرورها بالنسيج القلبي هو ألف وخمسمئة وأربعين متراً في الثانية الواحدة.

تنتج هذه الأمواج فوق الصوتية بفعل مجموعة من الكريستالات أو القطع الكريستالية الصلبة النوعية والموجودة في المقبض أو البروب إذ تتحول الطاقة الكهربائية فيها إلى طاقةٍ ميكانيكية (هي الأمواج فوق الصوتية)، وكل إشارةٍ يتمُّ إرسالها من البروب واستقبالها تستغرق فقط ميلي ثانية واحد، وتدعى الظاهرة الحاصلة بالتأثير الكهروضغطي (Piezoelectric Effect).

إن اهتزاز هذه الكريستالات وحركتها ناتجة عن تعرضها لتيارات كهربائية متغيرة الفولتاج من الجهاز، وبذلك يتمُّ إصدار الأمواج فوق الصوتية منها. أما عند تلقي الموجات المرتدة من النسيج القلبي، تضرب هذه الكريستالات، ويتشوه شكلها جزئياً، فتتولد إشارات كهربائية تعود إلى الجهاز نفسه الذي بدوره يحسب الزمن المستغرق الذي يقضيه الشعاع في الذهاب والإياب لحساب بعد النقطة ورسمها على الشاشة. [2] [3]

إيكو القلب عبر المريء

يستخدم أطباء القلبية إيكو القلب عبر المريء لدراسة القلب عن قرب، ويتميز بكونه أكثر دقةً لعدم وجود أي نسيجٍ جلدي أو هواء بين البروب والقلب، لذلك يفضل استعماله لدى الأشخاص البدينين والمصابين بأمراض تنفسية، ويدعى ((TEE) Transesophageal Echocardiograph)، حيث يستخدم الطبيب في هذا الاستقصاء بروب خاص رفيع يرسل الأمواج فوق الصوت إلى النسيج القلبي التي ترتد بعضها إلى البروب نفسه الذي يرسلها بدوره إلى الجهاز وفق المبدأ السابق. [4]

طرق وضع البروب في إيكو القلب

يجب توضع البروب في عدة مناطق من الجذع، ومنها وضعه جانب عظم القص (Parasternal)، أو فوقه (Suprasternal)، أو في قمة القلب (Apical)، أو تحت الأضلاع (Subcostal)، ويقسم التوضع جانب القص إلى محورين هما:

1- المحور الطولاني (Parasternal long axis PLAX)

يضع الطبيب المقبض أو البروب في المسافة الوربية الثالثة أو الرابعة اليسرى جوار عظم القص الواقع في منتصف الصدر، فيحصل على رؤية وفق محور طولاني للصمام التاجي والشريان الأبهر، وهما الأهمّ في استقصاء إيكو القلب لكثرة شذوذهما، كما يصور دفق البطين الأيمن، والجيب الإكليلي، والأذينة اليمنى.

2- المحور القصير (Parasternal short axis PSAX)

وفيه يقوم الطبيب بتدوير البروب بزاوية سبعين إلى مئة درجة باتجاه عقارب الساعة بنفس المكان السابق مع ميلٍ بسيطٍ نحو الأعلى أو الأسفل حسب جسم المريض، ويصور هذا المحور العضلات الحليمية للبطين الأيسر، وقمة القلب، وجذر الأبهر، والصمام التاجي. [3] [4]

استطبابات إيكو القلب

هو إجراءٌ لا بدَّ منه عند كل مريض سيخضع للعمل الجراحي القلبي للاطمئنان على وظيفة القلب، وقدرته على تحمل العملية عن طريق قياس الكسر القذفي للبطين الأيسر (Ejection Fraction)، والمعروف بــEF  الذي يعدُّ طبيعياً في حال تعدى الخمسة وخمسين بالمئة، كما إن الإيكو القلبي يدرس ما يلي:

1- حركة الصمامات

للاستقصاء عن القصور أو التضيق.

2- ثخانة جدر البطينات

للكشف عن اعتلالات القلب الضخامية أو التوسعية.

3- شذوذ القلب الخلقية

كالفتحة بين الأذينتين أو البطينين مهما كانت صغيرة.

4- الشرايين الإكليلية

للتأكد من سلامتها تشريحياً ووظيفياً.

أما مضادات استطباب استعمال الجهاز هي استقصاء الأعضاء التي تحوي غازات، مثل: الرئتين، والسبيل الهضمي، ولا تستعمل في حال الحروق الشديدة التي تشمل مناطق واسعة من الجلد أو الندبات لأنها تؤثر على الصورة وتشوشها. في النهاية إن أسرار إيكو القلب لا تنتهي، وهو علمٌ قائمٌ بحدّ ذاته يتطلب علماً ويداً خبيرة للكشف عن الأمراض القلبية، وتدبيرها بأسرع ما يمكن. [5] [6]

المراجع البحثية

1- Mohamed، A. A.، Arifi،  A. A.، & Omran، A. (2010). The basics of echocardiography. Journal of the Saudi HeartAssociation،  22(2)،  71–76. Retrieved June 21، 2024

2- Basic Transthoracic Echocardiography (Cardiac Ultrasound) – TTE Made Simple. (2019،  September 29). Retrieved June 21، 2024

3- Ashley، E. A.، & Niebauer، J. (2004). Chapter 4 Understanding the echocardiogram. Retrieved June 21، 2024

4- Treatments،  tests and therapies. (n.d.). Hopkinsmedicine.org. Retrieved June 21، 2024

5- 5Hillis، G. S.، & Bloomfield، P. (2005). Basic transthoracic echocardiography. BMJ: British Medical Journal، 330 (7505)، 1432–1436. Retrieved June 21، 2024

6- user manual for digital Ultrasound Diagnostic system of PT50C from BMV Technology. Retrieved June 21، 2024

Comments are closed.

This website uses cookies to improve your web experience.