تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تعريف التربة وما هي مكوناتها الأساسية؟

تعرف التربة بأنها الطبقة السطحية الطبيعية المكونة من مواد صلبة تحتوي على معادن ومواد عضوية، بالإضافة إلى احتوائها على سوائل وغازات توجد على سطح التربة، فالتربة هي نتاج تفاعل عناصر المناخ، والمياه، والمادة الصخرية الأم، وبتأثير أيضاً من النبات والحيوان، تختلف التربة حسب مكوناتها الأساسية كنوع الصخر، والمادة العضوية، والمعادن، والأملاح، والنسيج، والتركيب، واللون، حيث تعتبر التربة أحد الركائز الأساسية للحياة على الأرض، فهي تعمل كمخزنٍ للمياه، ووسيلةٍ لتصفية وإزالة النفايات الضارة، ومشاركة في دورة الكربون والعناصر الأخرى عبر النظام البيئي العالمي. ^[1]

ما هي أنواع الترب وتوزيعها الجغرافي في الوطن العربي؟

يختلف التوزيع الجغرافي للترب في الوطن العربي نتيجة اختلاف الظروف الطبيعية، كالمناخ، والصخور، والتضاريس، والمياه، لذلك فإن التربة تتنوع باختلاف أقاليم الوطن العربي الطبيعية.

تربة البحر المتوسط

تمتدُّ هذه التربة على ساحل البحر المتوسط في دول المغرب العربي (المغرب، والجزائر، وتونس)، تتميز بتربتها الرملية والحصوية في جزءٍ كبيرٍ من الساحل الجنوبي للبحر المتوسط، وتظهر في منطقة الجبل الأخضر في برقة ثم تظهر على سواحل لبنان، وسورية، وفلسطين، وتعدُّ تربةً جيدةً وخصبةً تستخدم للزراعة، مثل: زراعة الخضار، والفول السوداني، والأشجار المثمرة، كالزيتون والحمضيات. وتقسم هذه التربة حسب لونها الذي يختلف من مكانٍ إلى آخر إلى: ^[2]

● التربة الحمراء: تتمثل هذه التربة في بلاد الشام والمغرب، والتربة هنا رملية خفيفة هشة، وتكثر فيها العناصر الفسفورية، ولكنها لا تحتفظ بالرطوبة، لذلك تحتاج إلى كمياتٍ كبيرةٍ من المياه لتصبح صالحةً لإنتاج الزراعي، وخاصةً زراعة الكروم التي تشتهر بها منطقة البحر المتوسط.

● التربة السمراء: تنتشر في منطقة الريف في المملكة المغربية، وتوجد في المناطق السهلية المنخفضة، وفي الأحواض السفلى والوسطى لأودية الأنهار، والتربة هنا صلصالية تتشقق في فصل الجفاف، ولكنها غنية بالحديد إذ يعود اللون الأسمر للتربة إلى انتشار المغنيزيوم.

تربة السهوب (الإستبس)

 توجد هذه التربة على السفوح المنخفضة من جبال أطلس “الشطوط” في المملكة المغربية وحول خليج الحمامات في تونس، كما تكوّن نطاقاً واسعاً يحيط بالمناطق الصحراوية في شمال سورية وشمال العراق، تتسم هذه التربة بأنها رقيقة، وتفتقر إلى حدٍّ كبيرٍ للعناصر العضوية، لذلك تعدُّ ضعيفةً في الإنتاج الزراعي.

وفي السودان توجد في منطقة الانتقال بين تربة الحشائش المدارية والتربة الصحراوية، وتظهر على شكل سهولٍ متموجةٍ في بعض الأحيان، حيث تعدُّ هذه التربة من مناطق الزراعة الرئيسية في السودان لقدرتها على الاحتفاظ بماء المطر مدةً طويلة، حيث تنتج محصولاً جيداً من الدخن والفول السوداني في دارفور وكردفان، كما وتغذي نباتاتها الطبيعية بعض الحيوانات، مثل: الإبل، والأغنام، والماعز. ^[3]

التربة الصحراوية

تشمل الصحراء الكبرى، وتحتل الجزء الأكبر من شمال أفريقيا، وهي أكبر الصحاري الحارة في العالم بمساحةٍ تفوق (9) ملايين كيلو متر مربع، وتعدُّ ثاني أكبر صحراء في العالم بعد صحراء القارة القطبية الجنوبية، حيث تضمُّ هذه الصحراء عشرة دول: مصر، السودان، ليبيا، الجزائر، تونس، المغرب، موريتانيا، تشاد، مالي، النيجر.

ويحدُّ هذه الصحراء شمالاً سلسلة جبال أطلس، وهي عبارة عن سلستين عاليتين من الجبال يحصران بينهما مجموعةً من الهضاب العالية أشهرها هضبة الشطوط بالجزائر، والسلستان تتمثلان في أطلس التل بالشمال غير الصحراوي والأطلس الصحراوي جنوبه، وتقع سلسلة جبال الأطلس في شمال غرب الصحراء الكبرى، ويوجد فيها أيضاً مجموعة من الجبال المتفرقة.

مثل: الجبل الأخضر في ليبيا، وجبال كردفان ودارفور غرب السودان ، ويشقُّ هذه الصحراء أطول أنهار العالم (النيل) بروافده، وهي (فرع دمياط، فرع رشيد، النيل الأبيض، النيل الأزرق، عطبرة، السوباط)، وكذلك نهر السنغال. وتعدُّ هذه التربة من أهمّ أنواع الترب في الوطن العربي، وهي تربة منقولة حملتها الأنهار ورسبتها، فتكونت السهول الفيضية المتمثلة في وادي النيل ودلتاه، وفي العراق الأسفل الذي يكون نهر دجلة والفرات.

كما توجد في أودية أنهار المغرب، ورغم افتقار هذه التربة لبعض العناصر الغذائية، لكنها أكثر أنواع الترب إنتاجيةً في الوطن العربي، فهي تسمح بزراعة جميع المحاصيل التي تسمح الظروف المناخية بنموها، حيث تعتبر الترب الصحراوية أكثر انتشاراً في الوطن العربي لأن الصحاري تغطي أجزاء واسعةً من أراضي الوطن العربي. ^[4]

تربة اللاتيرايت

معروفة بالتربة المدارية الحمراء التي تغطي مساحةً واسعةً من المنطقة الاستوائية، حيث مناطق الغابات المدارية، كما في منطقة بحر الغزال في السودان، ويرجع اللون الأحمر إلي وجود أكاسيد الحديد فيها، حيث يؤدي المطر الغزير إلى إذابة العناصر الأخرى، مما يؤدي إلى الجرف المتواصل للتربة وفقرها، وقلة إنتاجها كما في أقصي جنوب السودان. 

تربة الحشائش المدارية السوداء

وتعرف بتربة (التشرنوزم) في بعض المناطق، وتنتشر في نطاق حشائش السافانا في جنوب السودان في حوض بحر الجبل، وجنوب بحر الغزال، وسهول البطانة، وأرض الجزيرة، وتعدُّ تربةً خصبةً لاحتوائها على المواد العضوية المتحللة بسبب الظروف المناخية لمنطقة السافانا، كما أنها غنية بالنيتروجين، وتتدرج هذه التربة بين الطفل والصلصال 50 إلى 70 بالمئة، مما يساعد علي زيادة صلاحيتها للزراعة، وتعدُّ هذه التربة من أغنى مناطق الإنتاج الزراعي في السودان.

تربة المرتفعات

تمتدُّ بيئة المرتفعات الجبلية من الجليل الأعلى في شمال فلسطين إلى صحراء النقب في جنوب فلسطين، تمتاز السطوح الجبلية بالانحدار الشديد، وانخفاض كميات الأمطار المتساقطة عليها. ^[5]

التربة الفيضية

تمتدُّ التربة الفيضية على طول امتداد المجاري المائية، وتعتبر أهم مناطق هذه التربة هي السهول الفيضية لكل من الفرات، ودلتا السهل الفيضي لنهر النيل في السودان، ومصر وحول مجاري الأنهار في الوطن العربي، مثل: العاصي، والطلياني، وأم الربيع، وتعدُّ من أفضل أنواع الترب في الوطن العربي لتميزها بخصوبتها، واحتوائها على نسبةٍ عاليةٍ من المواد العضوية، وبعض المعادن الضرورية لنمو النباتات، فهي تصلح لإنتاج مختلف المحاصيل الزراعية حسب مواسمها. ^[6]