Skip links
حيوان القراد ذو الثمانية أرجل وأحمر اللون على سطح جلد الإنسان

القراد (تسيكة) – أخطاره، أمراضه وكيف تحمي نفسك منه؟

الرئيسية » المقالات » الطب » القراد (تسيكة) – أخطاره، أمراضه وكيف تحمي نفسك منه؟

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

القراد أو بالألمانية تسيكة (Zecke) هو حيوانٌ طفيليّ ينتمي لفصيلة العناكب، يتغذى على دماء الفقاريات التي يلتصق بها. لديه جسم مسطّح، وقابليةٌ كبيرة للتمدُّد والانتفاخ بعد امتصاص الدم. ينتشر في مناطق واسعة من القارة الأوروبية خاصةً الوسطى، وتمتدُّ حتى المناطق الشمالية الشرقية منها، ويحتاج القراد لوجبةٍ من الدم في كل مرة يتجه فيها نحو التكاثر أو النمو، ويمكنه البقاء حياً لمدة عشرة سنوات بعد وجبة امتصاصٍ واحدة دون أن يتأثر.

لا يُشكل فقدان الدم الناتج عن الامتصاص أي مشكلةٍ للمُضيف سواءً كان إنساناً أو حيواناً، بل تكمن المشكلة الأساسية في الأمراض المنقولة لجسم المُضيف خلال عملية امتصاص الدم، حيث يلتقط القراد مسبّبات الأمراض من الحيوانات البرية التي سبق له أن تطفل عليها، وعند التصاقه بالإنسان في مرة جديدة، فإنه يقوم بنقل مسبّبات الأمراض هذه إليه في حال تواجدها. يشكل القراد تهديداً لمناطق واسعة من أوروبا الشرقية والوسطى. أما في ألمانيا، فتعتبر أكثر المناطق خطورةً هي المناطق الجنوبية، وتحديداً في ولايتي بافاريا وبادن فورتمبيرغ. [1]

الأماكن التي يتواجد بها

يغزو القراد الغابات والمروج الخضراء، بالإضافة للحدائق العامة أيضاً، والتي يكون طول العشب فيها بين 30 إلى 60 سنتيمتر، حيث يسهل عليه تسلقه والتربُّص بالمضيف، ويقوم بمدّ أرجله الأمامية للأعلى، والانتظار بين العشب إلى حين مرور المضيف وملامسته. أما بالنسبة للأوقات التي ينشط بها، فهو يفضّل الفصول الدافئة، وخاصةً في أوقات الرطوبة العالية أو بعد الفترات الصيفية الماطرة أي بين الشهر الثالث (مارس) وحتى الشهر الحادي عشر ( نوفمبر) من كل عام، إلا أنه توجد بعض أنماط للقراد تنشط بشكلٍ خاص في فصل الشتاء (قراد الشتاء).

آلية الانقضاض على المضيف

يتسلق القراد العشب الطويل، ويأخذ وضعية الصيد من خلال فرد أرجله الأمامية في الهواء منتظراً مرور المضيف، ويمكن أن يكون المضيف كلباً، قطةً، حصاناً أو حتى طفلاً صغير يلعب، حيث تكفي أجزاء صغيرة من الثانية للملامسة، ومن ثم سيقوم بالالتصاق بالمضيف بقوة من خلال أذرعه المجهزة بأشواك تساعده على التشبث.

الأماكن التي يلدغها القراد في الجسم

يوجد لدى معظم أنواع القراد ضعفٌ في الرؤية، وبإمكانه رغم ذلك أن يزحف لأي منطقة في الجسم دون أية مشاكل، ولكنه يفضل المناطق الناعمة من الجلد، حيث وجد أن أكثر أماكن الجسم المفضلة لديه هي الصدر، والبطن، والجزء الخلفي من الركبتين.

أكثر أجزاء الجسم التي يُفضلها القراد

أما الأطفال فهم أكثر عرضةً للإصابة في منطقة الرأس والرقبة، ويمكن للقراد أن يصل لأماكن، مثل: كيس الصفن، وفتحة الشرج، ويبدأ بسحب الدم منها، وتكمن الخطورة في عدم شعور المضيف أبداً بوجود القراد، وذلك بسبب المواد المخدرة التي يفرزها قبل البدء بثقب الجلد، لذلك من الضروري الفحص العياني الجيد للجسم بالكامل بعد الدخول في منطقةٍ عشبيةٍ طويلة، والخروج منها.

هل القراد (التسيكة) خطير؟

في حال كان القراد مصاباً بمسبّبات الأمراض، فقد تكون لدغته خطيرةً على الإنسان بسبب انتقال هذه المسبّبات منه إلى جسم الإنسان، حيث تدخل بعض مسبّبات الأمراض جسم الإنسان عن طريق الغدد اللعابية للقراد فور ثقبه للجلد. أما بعض المسببات الأخرى، مثل: البوريليا، لا تنتقل إلا بعد مرور 12 ساعة من بدء امتصاص الدم، وذلك بسبب إرجاع القراد للفضلات التي لم يتمّ هضمها من أمعائه إلى مجرى الدم للإنسان، والتي تكون محملةً بمسبّبات الأمراض.

ما هي الأمراض التي تنتقل عن طريق القراد؟

من بين أكثر الأمراض شيوعاً هو مرض لايم الذي تسبّبه بكتيريا البوريليا، والتهاب الدماغ.

1- مرض لايم

من علامات مرض لايم، انتشار حلقات دائرية حمراء

يؤثر على أجهزةٍ مختلفةٍ من الجسم، كالجهاز العصبي، والجلد، والمفاصل، ومن علامات هذا المرض هو احمرار دائري للجلد حول مكان اللدغة، بالإضافة لألمٍ حارقٍ في الجهاز العصبي، وألم في المفاصل، وأعراض تشبه الإنفلونزا، ولا تنتقل البوريليا للدم إلا إذا بقي القراد متطفلاً لفترةٍ طويلة، ولكن عند الاكتشاف المبكر للمرض يمكن علاجه بالمضادات الحيوية.

2- التهاب الدماغ والسحايا

تسبّبه الفيروسات التي ينقلها القراد للجسم مباشرةً بعد اللدغ، وتسبّب أعراضاً، مثل: الصداع، الحمى، الإقياء والدوار، وتهدأ الأعراض تدريجياً بعد عدة أيام، ولكن يمكن للمصاب أن يخلط بين هذه الأعراض وأعراض نزلة البرد، لذلك يجب مراجعة الطبيب أو قسم الطوارئ في حال تطور الأعراض، والإصابة بالتعب، وفقدان التركيز أو ضعف الرؤية، وصعوبة البلع، حتى يتمّ التدبير المناسب للمرض. [2]

ماذا تفعل عندما تجد القراد على جسمك؟

بمجرد اكتشاف وجود قراد على الجسم يجب التصرف بشكلٍ سريع وحذر لإزالته، والانتباه للنقاط التالية:

1- إحضار ملقطٍ أو استخدام رؤوس الأصابع.

2- الإمساك بالقراد من الأسفل تماماً (أي عند أقرب نقطة له مع الجلد)، وتجنب سحبه من أعلى جسمه حتى لا ينفصل رأسه، ويبقى مغروساً في الجلد.

3- بعد التأكد من احتضان القراد بشكلٍ كاملٍ بالملقط أو بأطراف الأصابع، ابدأ بالسحب ببطء نحو الأعلى تماماً، والانتباه لعدم انفصال رأسه، وتجنب سحبه بسرعة، أو بشكلٍ جانبي، أو حتى سحقه.

4- بعد الانتهاء من سحبه تأكد أن رأسه لا يزال متصلاً بجسمه، ولا توجد أشلاء في مكان اللدغة، وعندها يمكنك التخلص منه بالطريقة المناسبة، والتي تجدها آمنة.

5- إذا كان من غير الممكن سحبه بشكلٍ شخصي أو وجوده في منطقةٍ يصعب الوصول إليها، يجب التوجه للطبيب أو مركز الطوارئ. [3]

لدغة القراد بحد ّذاتها ليست سبباً للخوف، ولكن يجب عدم الاستهانة بها، ومراقبة مكان اللدغة بشكلٍ دوري، إذا كانت اللدغة لفترةٍ قصيرة، ولا تحتوي القناة الثاقبة على ناقلات الأمراض، فإن الاحمرار في مكان اللدغة سيكون ردّ فعلٍ التهابي طبيعي، وسيهدأ بعد عدة أيام. أما إذا بدأ الاحمرار بالانتشار على شكل حلقات أو ظهرت أعراض، مثل: الحمى، والتعب، فهذه علامة على الإصابة بمرض لايم، والتي سببها البوريليا، ويجب الفحص عند الطبيب فوراً، والخبر الجيد أنه في حال الاكتشاف المبكر له، فيمكن علاجه بالمضادات الحيوية.

كيفية الحماية من القراد

إن أمكن يجب تجنب السير ضمن الأعشاب الطويلة، عدا ذلك يجب ارتداء ملابس مغلقة ذات أكمامٍ طويلة خاصةً البنطال، ويكون من الأفضل ارتداء جوارب وسحبها فوق البنطال. يفضل أن تكون ألوان الملابس فاتحةً لسهولة تمييز القراد الداكن اللون في حال التصاقه بالملابس، ويمكن استخدام بعض المنتجات الطاردة للحشرات، ورشها على الجسم، ولكن في النهاية، وبعد الانتهاء من اللعب أو الرحلة يجب وبشكلٍ قطعي البدء بالكشف عن احتمالية التصاق قراد بالجسم، وخاصةً عند الأطفال، وذلك من خلال تعرية الجسم، والبدء بالبحث والتدقيق بشكلٍ كبيرٍ في الجزء الخلفي من الركبتين، والمعدة، والصدر، ومنطقة الفخذين. [4]

خرافات شائعة عن القراد

1- هو ينتمي للحشرات

هذا غير صحيح، فهو عنكبوتي لامتلاكه ثمانية أرجل، ولكن على النقيض من العناكب المعروفة، فهو مُتطفّل، ويتغذى على دماء الفقاريات، كالإنسان، والحيوانات.

2- هو يلدغ

هذا غير دقيق أيضاً، فهو يمتلك قناةً تشبه المقص يشقّ بها الجلد بعد تخديره ليمتصّ الدم.

القناة الثاقبة للقراد والتي تشبه المقص

3- يعتبر كائناً خطراً

هذا غير صحيح أيضاً، فالعديد من اللدغات تكون عاديةً وغير مسبّبةٍ للأمراض، تكمن الخطورة عند احتوائه على ناقلات الأمراض.

4- يتواجد في الطقس الحار فقط

يمكن للقراد أيضاً أن يتحرك في فصل الشتاء خلال الفترات المشمسة والدافئة أيضاً، لكن معظم الناس لا يلاحظون ذلك بسبب عدم التجول بين الأعشاب في فصل الشتاء، بالإضافة لارتدائهم الملابس الشتوية الطويلة.

5- يقوم بالقفز من أعلى الشجر للأسفل

هذا أيضاً غير صحيح، فهو يفضل الانتظار في العشب المتوسط الطول حتى مرور المضيف، فيتشبث به، فهو لا يقفز من الأعلى، بل ينتقل من الأسفل.

6- يبقى حياً حتى بعد انفصال رأسه

غير صحيح أيضاً، ولا يمكنه الاستمرار بالحياة في حال انفصال رأسه حتى ولو بقي جزءٌ من رأسه عالقاً في الجلد، فلن تكون هناك مشكلة لجسم الإنسان، حيث سيقوم باعتباره جسماً غريباً، ويبدأ بردة فعلٍ طبيعيةٍ للتخلص منه.

قد يكون من الصعب منع الأطفال من اللعب في الحدائق، والركض في الغابات، ويجب عدم فعل ذلك مخافةً من القراد، ولكن يجب عدم الاستخفاف به، وفحص الطفل فور العودة من الخارج، وذلك عن طريق فحصٍ كاملٍ لجسمه، والبحث عن أية آثار للاحمرار أو تورم قد تشير للإصابة، كما يستحسن القيام بالكشف الذاتي في حال كنت برفقة الطفل في الخارج.

المراجع البحثية

1- Die zecke. Zecken.de. (n.d). Retrieved August 10, 2024

2- Zeckenbisse: Wie man Sich Schützen Kann. Stiftung Gesundheitswissen. (n.d.). Retrieved August 10, 2024

3- Aware. (n.d.). Zecken Richtig Entfernen. Zecken richtig entfernen. Retrieved August 10, 2024

4- Zeckenstiche verhindern – so Schützen Sie Sich & Kinder. Gesundheitsportal. (n.d.). Retrieved August 10, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.