Skip links
رسمة توضيحية لنصفين الأول نصف قلب والنصف الآخر هو نصف دماغ إنسان دلالة على العلاقة بين القلب والعقل في الحب

الحب في علم النفس – تعريفه، أنواعه وكيف تجذب الشريك المناسب؟

الرئيسية » الصحة النفسية » العلاقات » الحب في علم النفس – تعريفه، أنواعه وكيف تجذب الشريك المناسب؟

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

الحب هو مجموعة أحاسيس تتنوع بين العاطفة، والغريزة، والتقدير، والأمان، والانجذاب، والشعور القوي، والرغبة في أن تكون مع الشخص الذي تشعر تجاهه بمشاعر خاصة جداً، ولا يمكن أن تشاركها مع أحدٍ سواه من جميع النواحي، ولكن هل جميع الناس يتوافقون في نظرتهم للحب أم هناك معايير معينة ووجهات نظرٍ مختلفة؟ بالطبع كل شخصٍ لديه نظرة معينة تجاه الحب. [1]

جملة: عندما تتذكر الشريك في وقت ما، ومن ثم ترى منه رسالة على جهازك، هذا دليل على الإحساس ببعضكما البعض وأن أرواحكما تتجاذب وبعمق. مكتوبة بخط اليد وباللون الأزرق

تعريف الحب في علم النفس

الحب ظاهرةٌ معقدة ومتعددة الأبعاد شغلت بال العلماء والمفكرين عبر العصور. من منظور علم النفس، يُعرَّف الحب كتجربةٍ تتضمن مشاعر قوية وتعلقاً عاطفياً تجاه فردٍ آخر، ويسلّط علماء النفس الضوء على مجموعةٍ من المكونات الأساسية التي تُشكل الحب، مما يجعله حالةً فريدةً من نوعها.

إحدى النظريات الشهيرة في هذا المجال هي نظرية الثالوث للحب (أو مثلث الحب) التي وضعها عالم النفس روبرت ستيرنبرغ، وهذه النظرية تقترح أن الحب يتكون من ثلاثة عناصر رئيسية هي: الحميمية، والشغف، والالتزام.

الحميمية تشير إلى الشعور بالتقرّب، والراحة العاطفية، والعطاء المُتبادل بين الشريكين، وتشمل أيضاً مشاعر الدعم، والتفاهم، والتعاطف.

– أما الشغف، فيتعلق بالانجذاب الجسدي، والرغبة القوية، والاندفاع العاطفي نحو الشريك، وهو مكوّنٌ أساسي في العلاقات الرومانسية القوية.

الالتزام يُعبِّر عن القرار الواعي للاستمرار في العلاقة على المدى الطويل، حتى في مواجهة التحديات والصعوبات، وهذا الشعور يتطور عبر الزمن، ويُعزّز الاستقرار في العلاقة خاصةً في العلاقة الزوجية، وتتكامل كلٌّ من هذه العناصر الثلاثة لتحقيق مشاعر الحب الناضج والمُستدام.

أيضاً هناك مجموعةٌ متنوعةٌ من الأطر النظرية الأخرى التي تشرح الحب من منظور علم النفس، بعضها يركز على العمليات الكيميائية داخل الدماغ، مثل: إطلاق النواقل العصبية، كالدوبامين، والأوكسيتوسين التي تُعزّز مشاعر الاتصال والسعادة. بينما يهتمُّ بعض العلماء بشكلٍ أكبر بالجوانب السلوكية والبيئية التي تؤثر على كيفية تطور العلاقات الإنسانية، والمحافظة عليها.

من خلال تحليل الحب من وجهة نظرٍ علميةٍ ونفسية، يمكننا من الفهم الأعمق للترابط العاطفي المُعقّد الذي يربط بين الأفراد، ويوفر لهم شعورًا بالانسجام والأمان، ويمكن أن يساعد هذا الفهم في تعزيز العلاقات الشخصية، وتحسين جودة الحياة العاطفية للفرد.

أنواع الحب لدى الإنسان

1- الحب الجسدي أو الشغف والانبهار

يشمل هذا النوع حب الجسد، وحب الجمال، وشكل الجسم، وإثارته، وجاذبيته.

2- الحب العاطفي

هو الحب المليء بالمشاعر الفاتنة، والأحاسيس المرهفة، والحب الممزوج بالغزل والقصائد الشعرية حيث إن صاحب هذا النوع من الحب لديه الكثير من الأفكار الرومانسية ليُغازل بها المحبوبة.

3- الحب العقلي والتوافق الفكري

هذا النوع من الحب فارغ يخلو من العاطفة كثيراً، فهو حبٌّ قائمٌ على الانسجام في الأفكار، والتفاهم الجيد بين الشريكين.

4- الحب الروحي

وهو أعلى درجات الحب، والوصول إليه يتمّ بعد المرور بمراحل معينة، ومنها مرحلة الشعور بالطرف الآخر، والإحساس به، مثلاً: عندما تتذكره في وقتٍ ما ترى رسالةً منه على جهازك أو أن يقوم بالاتصال بك عندما تفكر به، وهذا دليل الشعور والإحساس ببعضكما البعض أي أن أرواحكما تتجاذب وبعمق.

5- الحب دون توافق

حيث من الممكن أن تسير بك العاطفة أو الفقدان والجوع العاطفي إلى أن تُقدِم على الخطوبة والزواج فقط لإشباع الحاجات وسدِّ النقص لديك، ولكن دون محبة وألفة عاطفية تجاه الطرف الآخر أي دون مشاعر الحنان، والصدق، والاهتمام من الممكن أن تسير بك العاطفة أو الفقدان والجوع العاطفي إلى أن تُقدِم على الخطوبة والزواج فقط لإشباع الحاجات، وسدِّ النقص لديك، ولكن دون محبة وألفة عاطفية تجاه الطرف الآخر أي دون مشاعر الحنان، والصدق، والاهتمام. [1]

ما الفرق بين الحب والتعلق؟

1- الحب اهتمام وعاطفة. أما التعلق، فيكون غير مهتمٍ ولا مبالٍ أيّ عندما نكون في علاقة عاطفية ويحدث انفصال، فمن الطبيعي أن يشعر الطرف المُحِب بالقلق والغضب تجاه المشاعر التي لم تُقدَّر من ناحية الطرف الآخر. بينما التعلق هو شعورٌ مختلفٌ تماماً، فالتعلق ينشأ من التعوُّد على الشخص، وليس من محبته، ويمكن أن تفتقده قليلاً لأنك تعلّقت وتعوّدت على وجوده فقط، لكن عندما رحل تأقلمتَ على عدم وجوده.

2- الحب والتعلق مفهومان متمايزان عن بعضهما البعض رغم أن الكثير قد يدمج بينهما، فالحب يقوم على أساسٍ قوي من الاهتمام المتبادل، والثقة، والاحترام، ومن أجل الحب يسعى الشركاء إلى تجاوز العديد من الخلافات والعقبات، وذلك عن طريق تقديم الدعم لبعضهما البعض، والتضحية عند الحاجة، ودون شعور أي طرفٍ منهما بالملل أو الاستسلام والضعف، فالحب ينطوي على الرغبة في استمرار العلاقة وتقدمها.

ويُبنى على أحاسيس ومشاعر عميقة تخلق القوة والدعم للشريكين في الأوقات الصعبة. أما التعلق، فهو مختلف تماماً عن الحب لأنه يربط الفرد بوجود الآخر في حياته، لكن دون وجود حبٍّ حقيقي بينهما، فهو فقط يتأقلم ويعتاد على الشريك، التعلُّق ينبع من حاجة الشخص إلى وجود أحدٍ معه يرمّم به النقص العاطفي، ويعتمد عليه في الأوقات الصعبة فقط.

مما سيجعل الانفصال صعباً، ولكن ليس بالضرورة أن يكون مؤلماً كما يحدث في العلاقات العاطفية العميقة، ففي التعلق يحدث الانفصال بشكلٍ طبيعي دون التأثر الكبير بالآخر على المدى الطويل، لأن الشخص المتعلّق قد لا يكون متعلّقاً بالآخر ذاته بقدر ما هو متمسّكٌ بالحاجة أو الدور الذي كان يلعبه ويقوم به هذا الشخص في حياته.

3- الحب غير مُعقَّد ومقيّد، بل واسع. أما التعلق، فهو مقيدٌ كثيراً، حيث نرى أن بعض العلاقات العاطفية تتمحور فكرتها حول الأمان، والتفاهم، والاستقرار، ومراعاة أفكار بعضهما البعض، والثقة الكافية لدى الشريكين التي لا تجعلك تسعى إلى تصحيح الظن بك تجاه أي موقف. أما في التعلق، فقد يراك الشريك وكأنك قطعة معينة يودُّ استملاكها، والسيطرة عليها، ودائماً ترى نفسك تُبرِّر له تصرفاتك، مما يجعلك متعباً نفسياً من الشكوك وسوء الظن بك. [2]

كيفية جذب الحبيب أو الشريك المناسب

1- التفاهم والتقرُّب إليه، وإدراك معنى العطاء في العلاقة التي لا تتوقف على استقبال الحب والعطف من الشريك، وإنما الاهتمام والعطاء بالمثل لا أكثر بكثير ولا أقل منه، بل مثلما يقدم نقدم وليس فوق طاقتنا.

2- الثقة والإخلاص في الحب، فالإفراط في العاطفة لا نفع بها، وكذلك الإفراط بالشك والغيرة يُسبِّبان الملل في العلاقة، وعدم الثقة، ويُنهيان العلاقة.

3- يجب على الفرد ملاحظة كل السمات الجميلة التي يتمتع بها، وأن يعمل على تطويرها، وفي حال وجود بعض الصفات السيئة لا مانع من تقبُّلها، ولكن في نفس الوقت العمل على التخلص منها، مما يُكسب الفرد ثقةً أكبر بنفسه من ناحية أنه قادرٌ على التأقلم، ولديه ما يكفي من المرونة النفسية التي تجعله يتكيّف مع مختلف الظروف، وكلما كان استحقاق الشخص عالٍ كان جذبه لما يحب ويريد أكبر.

فمعرفة الفرد لقيمة نفسه ستجعله في عيون الآخرين شخصاً جذاباً وطموحاً ومؤثراً، وبشكلٍ لا إرادي سيرى كل ما يتمناه قادم إليه من مشاعر وحب وأحاسيس متبادلة، وأيضاً على الإنسان أن يتعلم فنون الرد، والتعامل مع الأفراد لأن الشخصية المحبوبة أينما حلت وذهبت يبقى أثرها الاجتماعي موجوداً في المحيط.

4- تقديم الدعم المُستمر للشريك، فربما يكون الرجل بطبيعته قوياً وصلباً، لكن هذا لا يعني أنه ليس بحاجة للحب والاهتمام، ووجود شريكةٍ تدعمه، وتقف إلى جانبه، فعندما يكون الرجل مستحقّاً، فالاهتمام بالاهتمام والتجاهل بالتجاهل، وعلى هذه الأشياء تتوقف القرارات، ولا بدَّ أيضاً من تذكير الأنثى للرجل بنقاط قوته وشخصيته المميزة، وإعطاء الأهمية لحديثه.

5- عليك بالتعامل والتصرف بعفويةٍ مع الشريك، وأن تكون طبيعياً جداً، ولا تقدِّم كل ما لديك من مشاعر دفعةً واحدةً حتى لا تصبح العلاقة مُمِّلة، فتفتقد العلاقة للحماس والشغف، وعليك أن تعيش بالروح التي تمتلكها، فهي تحتاج لشريكٍ يتناسب معها بالحب، والأسلوب، والاهتمام، والتقدير.

6- يجب على المرأة الاهتمام بأنوثتها، وأن تكون لها كاريزما خاصة بشخصيتها وبوجودها التي تثير به إعجاب الطرف الآخر، ومخاطبة عقل الشريك، ولا يتحقق هذا بالجمال الخارجي فقط، بل بالجوهر الداخلي ومضمونه أيضاً، وبالشخصية المرنة المُستقِلة الواثقة من نفسها.

7- عليك أن تتحلى بالسعادة والفرح، ولا يُشترَط لذلك أن تكون في علاقة، بدلاً من أن تبحث عن علاقة تجعلك سعيداً عليك أن تحب نفسك وتدللها، ولا تنتظر من يقوم نيابةً عنك بذلك، فهذا هو المفتاح السرّي لنجاح العلاقات، وهذا ما يجذب لحياتك المزيد من الأمل والفرح. إن كنت تعلم كيف تحب نفسك يمكنك أن تجذب ما تحب لحياتك بكل طاقةٍ إيجابية

8- التواصل الجيد، والاستماع للشريك، وتبادل الأحاديث بحب واهتمام، وإن حدثت مشكلة لا بدّ من مراعاة للكلمات، والسلوكيات، والاعتراف بالغلط، ومراعاة مشاعر الطرف الآخر باحترام، والرقة في التعامل. [3] [4]

ما هي الأمور التي يجب الابتعاد عنها عند حدوث خلاف في العلاقة بين الشريكين؟

1- عند حدوث خلافٍ بين الشريكين، لا يجب إلقاء اللوم على الشريك في بعض الأمور، فعلى سبيل المثال: عندما أقول له: “أتذكر دائماً ما كنت أفعله لأجلك لقد ظننت أنك تستحقُّ ذلك، ولكن أنت لا تفعل شيئاً لأجلي”. هذا ما يجعل الطرف الآخر في موقفٍ دفاعي، ومن الممكن أن يكون كلامه قاسٍ وجارح، وكل تركيزه سيكون كيف يُكذّب الشريك، ويُظهِر نفسه أنه على صواب، لذلك من الأفضل استخدام كلمات مناسبة عند المواجهة والمصارحة، ومحاولة استيعاب الطرف الآخر لشريكه.

2- ردود الفعل المفاجئة دون الانتظار لسماع وجهة نظر الآخر يزيد الخلاف والتوتر بين الشريكين، ومن الأفضل الإصغاء لكلام الشريك بشكلٍ جيد، والنقاش فيما تكلم عنه، والتعبير عن الرأي ثمَّ التفكير في حلٍّ لتخطي المشكلات.

3- الابتعاد عن المقارنة، والنقد، والعبارات السلبية للشريك، على سبيل المثال: أن تقول له: “الشخص الذي كنت أعرفه في السابق لم يكن كذلك، كان أفضل منك أنت عصبيٌّ جداً، لا أجد وسيلةً للتفاهم معك”، فلا يجب استخدام هذا الأسلوب الجارح، وقد يكون سبباً لتدمير العلاقة، ونفور الشريكين من بعضهما البعض.

4- حتى تستمر العلاقة يجب على الشريكين استيعاب أنهما في علاقة ليس لتغيير أفكار بعضهما البعض، والعتب، واللوم، والجدال الدائم. أنت في علاقةٍ لتقبُّل الطرف الآخر، وتقبُّل شخصيته وتفكيره، لا لتغييره، فالحب هو تقبُّل الشخص كما هو بكل عيوبه، وإما أن تفهم ذلك وتتقبله أو أن تنسحب وترحل من حياته دون أن تجرح وتؤذي بكل مودة وحب وتفهُّمٍ لاحتياجات الطرفين. [5]

المراجع البحثية

1- Lovering, N. (2022, September 20). The Psychology of Love: Theories and facts. Psych Central. Retrieved April 14, 2023

2- Martin, L. (2021, June 14). There are big differences between love & an unhealthy attachment. Elite Daily. Retrieved April 14, 2023

3- Soulfullshelly. (2022, September 21). 5 ways to attract your soul mate. mindbodygreen. Retrieved April 14, 2023

4- Margaret Paul, P. D. (2013, September 2). 5 keys to attracting the love of your life. HuffPost. Retrieved April 14,

5- NBCUniversal News Group. (2020, February 11). 6 mistakes you’re making when you argue with your partner. NBCNews.com. Retrieved April 14, 2023

Comments are closed.

This website uses cookies to improve your web experience.