تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

الصداع التوتري (Tension headache) من الأنواع الشائعة للصداع، وتُصيب الشباب من كلا الجنسين بنسبٍ متقاربة، ويشتدُّ بعد الجهد والتوتر الناتج عن الأعمال المنزلية أو ضغوط العمل وغيرها.

أعراض الصداع التوتري

يعاني مرضى الصداع التوتري من الآلام الدورية في الرأس، ولا سيما منطقة الحجاج، والجبهة، والرقبة، ويصف المريض أن الألم ينتشر على شكل رباطٍ ضاغطٍ حول الرأس، ويتكرر الألم نفسه أكثر من عشر مرات في الشهر، ويخف بالمسكنات والراحة، كما يعاني المريض من أعراض نفسية تشمل: الهياج، والانفعال، والتعب المستمر، وكل هذه الأعراض غير خطيرة إلا في حال تغير نمط الصداع أو ظهرت أعراض عصبية مختلفة. ^[1]

أسباب الصداع التوتري

تتعدد العوامل المسبّبة للصداع التوتري منها ما هي موجودة في البيئة المحيطة، أو بسبب أمراض معينة، أو عاداتٍ خاطئة يقوم بها المريض، ولعل من أشيع هذه العوامل هي الآلام السنية والعينية المزمنة، وإصابات البرد، كالزكام، والتهاب الجيوب الأنفية. أما العادات السيئة التي تسهم في إمراضية الصداع التوتري هي سوء استعمال الأدوية المسكنة، والإفراط في شرب الكحول والتدخين بكمياتٍ كبيرة لفترةٍ طويلة، بالإضافة إلى العمل لساعاتٍ طويلة دون أخذ فترات استراحة.

إضافةً إلى الجلوس لوقتٍ طويلٍ أمام شاشات الحاسوب والهواتف الذكية التي تسبّب إجهاد العينين، والتعب الجسدي من تشنجات الرقبة، وآلام الظهر، ويؤثر شرب كمياتٍ فائضة من الكافيين الموجود في القهوة والمشروبات الغازية على ظهور الصداع التوتري. ^[2]

أخطار الصداع التوتري

إن الصداع التوتري مرضٌ مزمنٌ مزعج، لكنه غير خطير إلا في بعض الحالات التي تستوجب تدخلاً طبياً، وأخذ التدابير اللازمة، وهذه الأعراض المنذرة هي: ^[3]

– الصداع المفاجئ والشديد: يكون الصداع التوتري خفيفاً أو متوسطاً، وعند شعور المريض بصداعٍ متغير الشدة يجب عليه زيارة الطبيب حالاً.

–  شعور المريض بخدرٍ في الوجه، أو الأطراف، أو شلل بالحركة كونها توحي بإصاباتٍ في المراكز المسؤولة عن الحس أو الحركة.

– الحمى المترافقة مع الصداع، وغالباً ترتفع درجة حرارة المريض الجهازية فوق ثمانية وثلاثين درجة مئوية، وتشير إلى التهاب السحايا أو الدماغ.

علاج الصداع التوتري

يقوم مبدأ علاج الصداع التوتري على تغيير العادات اليومية من طعام، وشراب، وساعات النوم، والاستيقاظ إذ ينصح بتنظيم مواعيد النوم ليأخذ المريض قسطاً كافياً من الراحة، والحرص على شرب كمياتٍ كافيةٍ من الماء والأعشاب المهدئة، بالإضافة إلى عدم تجاوز وجبات الطعام، وخاصةً الإفطار مع الاهتمام بنوعية الطعام، كالاعتماد على الخضروات، والفواكه، وتجنب التوابل الحارة، والأطباق الدسمة، والمشروبات المنبهة التي تسبّب تلبكاً معوياً، بالتالي يزيد التأثير على الصداع التوتري الحاصل.

في حال استمرار الصداع التوتري ينصح بتناول الأدوية المسكنة المسموحة، مثل: الأسبرين بجرعاتٍ عالية أو البروفين التي تصنف من مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية NSAIDs ضمن كميةٍ محدودة، وعند فشل العلاج يرجى زيارة الطبيب وعمل الفحوصات والتحاليل الاستقصائية اللازمة. كما توجد بعض العلاجات السلوكية المعرفية التي تساعد على التحكم بألم الصداع التوتري، وهي: ^{[4] [5]}

1- تعلّم كيفية التأقلم مع الضغوط والتوتر، وبالتالي تخفيف الألم عن طريق أطباء ومرشدين نفسيين يقومون بكورساتٍ علاجية منتظمة، وهذا ما يدعى بالعلاج السلوكي المعرفي (Cognitive behavioral therapy).

2- تعليم فنون الاسترخاء، وضبط الألم، والتي تدعى بالتغذية البيولوجية الراجعة (Biofeedback training).

3- الوخز بالإبر الصينية أو العلاج الكلامي (التحدث مع طبيب أو مرشد نفسي).

4- وضع كيس من الثلج أو فوطة دافئة على منطقة الألم 4-5 مرات خلال اليوم.

5- الالتحاق بصفّ اليوغا والتمارين التي تزيد الطاقة الإيجابية والاسترخاء.

6- قد تفيد الأعشاب المهدئة في الوقاية من الصداع التوتري أو تخفيف أعراضه.

أما الأعشاب الطبيعية التي ينصح بها في علاج الصداع التوتري، فهي:

1- زيت اللافندر بالاستنشاق.

2- إكليل الجبل.

3- النعناع المنعش.

4- الزيزفون لتهدئة الأعصاب.

في النهاية إن أغلب حالات الصداع التوتري مستجيبة بشكلٍ جيد على العلاج، لكن يجب تشخيصها بشكلٍ مؤكد خوفاً من التشخيص والعلاج الخاطئ.